الرياض استبقت بضربتها لتصبح الدوحة حصان طروادة/ د. حمدى حمودة

أن منذ قدم ترامب الى البيت الأبيض وكل دول الخليج تتسابق لتكون هى صاحبة الكلمة العليا عنده وعلى وجه الخصوص الرياض والدوحة اللتان تبنيا الجماعات الأرهابية من الألف الى الياء ( مال وسلاح وغذاء وفنادق سبعة وخمس نجوم فى كل من أنقرة وباريس ولندن ) وتكاتفت معهما لتسهيل العبور والمعدات والسلاح وكل الملتزمات أنقرة وعمان ، فتسربت الآلاف من الشرق والغرب من تسعون دولة ، أفواج من التكفيرين التابعين للقاعدة ، رغم مسمياتهم التى أطلقوها على أنفسهم والتى كان من أهمها " داعش والنصرة " وكانت القسمة هنا فى المد اللوجستى للأولى الرياض وللثانية الدوحة تحت رعاية الحليف الأول واشنطون والثانى الكيان الصهيونى بالأرض المحتلة التى كانت أبرز مهامها هى انتشال المصابين الى مشافيهم للعلاج وأيضا بطلعاته الجوية عند الضرورة لضرب مناطق وقوافل فى سوريا ليفسح المجال للجماعات الأرهابية ويقوى من الروح المعنوية لهم بعد الهزائم الكبيرة وموت الآلاف منهم واللوذ بالفرار ، حيث يستولى الجيش العربى السورى على كل الأسلحة التى خلفوها ورائهم .
هكذا كان دور كل من الرياض والدوحة فى سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن قبل الحرب القذرة التى مازالت تشنها الرياض وحلفائها تحت رعاية واشنطن على اليمن ، وكذلك دور كل من عمان وأنقرة التى تم تبادل الصفقات بينها وبين الجماعات الأرهابية بشراء البترول المهرب من سوريا والعراق ، والآثار التى نهبوها من العراق وسوريا واليمن وتم بيعها للكيان الصهيونى وألمانيا ولندن ، ولكن كانت أنقرة هى الأوفر حظا من باق هذه الدول ، ومهمة أخرى لأنقرة تفردت بها وهى المهجرين التى فتحت لهم الأبواب الى أوروبا والتى ربحت من ورائهم المليارات والتى هددت بها الأشهر الماضية أوروبا وقت الأنتخابات على التعديلات الدستورية .
اذن كيف اسرعت الرياض وضربت ضربتها الأستباقية لتنال زعامة الشرق الأوسط قبل الدوحة ولتتفادى اتهامها برعاية الأرهاب وتمويله ، وتلصقة بالدوحة بما لديها من مستندات تعزز بها وجهة نظرها ، وللأسف أن الدوحة أيضا لديها الكثير من الوثائق التى تدين بها الرياض حيث أن كل يمسك على الآخر مالم يكن فى الحسبان ، لكن وقت الغرق يتعلق الأنسان بقشة ، هذه القشة التى تعلقت بها الرياض لتبيض وجهها وتبعد التهم عنها وحملتها كلها على أكتاف ابناء عمومتها التى تخلت عنهم فجأة ، علما بأنهما شريكان وحليفان قويان مع بعضهما ومع واشنطن أيضا منذ 2011 الذى قامت فيه الهبة الربيعية ( فى شكل انتفاضات لشعوب كل من تونس ومصر وليبيا واليمن ) انتهزت كل من الرياض والدوحة وحلفائهما العبث بمقدرات هذه الدول التى قامت فيها تلك الهزات فأتت بتلك الجماعات التكفيرية وأدخلتها من الحدود التركية والأردنية الى سوريا والعراق وليبيا ثم مصر لحبك هذا المخطط المعنون ( بالشرق الأوسط الجديد ) على أن يتم تفكيك جيوش هذه الدول بعد أن تم القضاء على الجيش العراقى فى 2003 ومحاولة اضعاف الجيش السورى الذى يحارب هذه الجماعات منذ 2011 ولن يتمكنوا منه حتى الآن ، واللعبة مازالت مستمرة فى ليبيا واليمن وأخيرا مصر ، هم يريدون ( سيكس بيكوا ) جديدة الأولى تم من خلالها تقسيم الخلافة العثمانية بعد تفكيكها الى بلدان استعمرتها كل من فرنسا وبريطانيا ، والآن يريدون تقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ لأضعاف الدول وجيوشها حفاظا على امن الكيان الصهيونى المحاط بالخطر من دول المواجهة التى تتمثل فى سوريا والعراق ومصر ، حقيقة انهم مطمئنين لمصر بعد اتفاقية العار والذل الذى وقعها السادات " كامب ديفيد "بصحبة حسين ملك الأردن وياسر عرفات ، الا انهم يلعبون بكل الورق فلا بأس أن تفقد مصر جيشها أو تنهكه فى حروب فرعية مثل ضرب داعش فى ليبيا وسيناء والعريش والسودان وربما بعد ذلك أثيوبيا اذا أتت الضرورة فى حرب المياه القادمة .
الرياض شعرت بشوكة الدوحة القوية بعد ان أتت بجنود اتراك على أرضها فى شكل قاعدة تركية التى ربما تخطط لعمل انقلاب فى احدى دول الخليج بموافقة حليفتها واشنطن ، والتى تتودد الى ترامب وتغدق عليه الأموال لمساندة مخططاتها فى الشرق الأوسط وفى الخليج وأخذت منه موافقة مبدئية ، وزادت البلة طين بعد أن اعادت علاقتها مع ايران ، ومن البداية هم يرعون جماعة الأخوان المسلمين وحماس . 
لكن من أجل كسب الرياض القاهرة الى صفها والدخول فى تحالفها ضحت بالأخوان وحماس ومالت الى التطبيع مع الكيان الصهيونى من أجل ارضاء واشنطن ، ثم استبقت الدوحة فى استمالة ترامب اليها ، فأرسلت ولى ولى العهد ليكتب له الشيكات بكل المبالغ المطلوبة فى هذه الآونة والأستثمارت بينهما التى بلغت 64 مليار دولار وصفقات الأسلحة التى اتفق عليها ، ثم دعوته لزيارة المملكة ، وقد تم ما أراده ترامب الصفقة الأولى ، ثم أتى الى الرياض لأنجاز الصفقة الثانية ، وهذا ماأدى بالملك أن يقوم بدعوة رؤساء وأمراء 55 دولة عربية واسلامية فى شكل تحالف ليلتقوا بترامب قسموها على ثلاث قمم ، الا أن الأخير لم يعنيه أى من رؤساء هذه الدول فكل مايعنيه هو وزوجته أن يلوذان بالصفقة الثانية التى بلغت 460 مليار دولار ، وصفقة أسلحة بلغت 100 مليار ، غير الهدايا العينية فى شكل سيف مرصع بالجواهر يقدر ب 2مليون ومسدس بمليون دولار وثلاثون ساعة محلاة بالجواهر . 
تمت الصفقة والرضا الكامل على حكام آل سعود ، والتى فور مغادرة ترامب منها الى فلسطين المحتلة ، أعطيت الأشارة الى ولى ولى العهد للبوح بتهديد ايران بنقل الحرب اليها من الداخل ، والى ملك المنامة بضرب وسجن المعارضة ، واصدار الحكم على الشيخ قاسم ، والأستمرار فى موت شعب اليمن جوعا ووباءا وابادة جماعية ، وفى اليوم التالى تم الأنقلاب على الدوحة وأميرها الذى أوقعته الرياض فى المصيدة وأصبح يمثل حصان طروادة الذى فادت بها الرياض نفسها بعد أن قامت دول التحاف بالقسم أمام مولانا ترامب بأن مصدر الأرهاب فى العالم هى الدوحة والرياض بريئة منه براءة أبناء يعقوب من دم يوسف . 
                           Dr_hamdy@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق