مشكلة "الأوادم" في التيار العوني ليست مع ماضيهم، بل في حاضرهم/ الياس بجاني

نواجه مشكلة فهم وتفهم وتعقل ومنطق كبيرة جداً مع كل من بقي في حزب التيار الوطني الحر من الناشطين السياديين (سابقا) بعد انقلاب قيادة التيار ومؤسسيه على ذواتهم وتاريخهم 100% عام 2006 من خلال "ورقة تفاهم مار مخايل" مع حزب الله ونقضهم السيادي والوطني والمقاوم الكامل والشامل والجذري لكل ما كان قام عليه هذا التجمع الشعبي والوطني العابر للمذاهب من شعارات ووعود وآمال ونضالات وقيم ومبادئ وتمنيات.

المشكلة "عويصة" ومعقدة جداً وتخص العقل والمنطق، ومن أهم مسبباتها الانسلاخ عن الواقع المعاش والممارس، وقلب الحقائق والوقائع، أكان في لبنان أو في بلاد الانتشار.

جوهر المشكلة واحد ويتلخص بتغييب العقل والمنطق والانحياز الأعمى والمطلق للشخص على حساب قضية الوطن والمواطن والمصير.

المشكلة هي مع من بقي في التيار بعد انقلابه على ذاته وتاريخه، وهنا نعني بالتحديد الأشخاص "الأوادم" بنضالهم والعطاءات مع كل ما في الكلمة من معاني سامية ونقية.

من المحزن أن هؤلاء ومنذ العام 2006 يعيشون في عالم أحلام اليقظة والأوهام ويغشون أنفسهم متعامين في لا وعيهم وعن سابق تصور وتصميم عن حقيقة مهمة جداً وهي أن "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان" الذي ساهموا هم في انجازه هو ينقض بالكامل لورقة التفاهم التي وقعها التيار بشخص مؤسسه العماد ميشال عون مع حزب الله عام 2006 في كنيسة ما مخايل.

يغيب عن وعي ووجدان وضمير "الأوادم" هؤلاء أن قانون المحاسبة ساهم في تحرير لبنان من الاحتلال السوري وجاء بثورة الأرز، في حين أن بنود "ورقة تفاهم ما مخايل" ضربت ولا تزال تزلزل وتضرب وتفتك وتغتال كل ما حققه القانون من انجازات سيادية واستقلالية، وهي التي شرّعت وقدًست وأبدت سلاح حزب الله الإرهابي والمذهبي وحكّمت دويلته بالدولة، وساهمت بشكل كبير وفاعل وأساسي باحتلال الحزب للبنان وبجعله ثكنة عسكرية إيرانية متقدمة كاملة الأوصاف على حساب كل ما هو لبنان ولبناني وسيادة واستقلال وكيان ودستور وقوانين أممية واتفاقات إقليمية ودولية.

لهؤلاء "الأوادم" ومنهم من هو موعود بموقع دبلوماسي مرموق نقول، ليس عندنا مشكلة مع ماضيكم النضالي، ولكن هذا الماضي قد ولىّ ومضى إلى غير رجعة بعد أن نحرتموه نحراً وقضيتم عليه وشوهتهم أسسه والمعالم.

نصيحة مجانية نقدمها لكم وهي أن تعوا وتفهموا وتدركوا سيادياً ووطنياً ونضالاً وإيماناً ومصداقية، إنكم اليوم في غير القاطع، وفي غير الموقع، الذي كنتم فيه وعليه قبل العام 2006....

و"سبحان الذي يغيِّر ولا يتغيَّر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق