إن نقطة الأنطلاق في الأدب السرياني وخصوصا اللاهوتي منه ، مبني على فلسفة التناقض بين الحياة والموت ، النور والظلام ، الخلود والفساد ، الروحي والمادي،.. ومن أجل التوفيق في هذه الرؤية وظف الشاعر السرياني الكثير من الفنون الشعرية العراقية القديمة والمعتقدات والأساطير والرموز الدينية.. من أجل تقريب فكره الى القارئ ، فتركت بصماتَها على آدابه التي هي نتيجة متواصلة للآداب السومرية والبابلية والاشورية والكلدانية و.. ولو حظي هذا العلم إهتمام الباحثين لوجدوا تشابها وأواصر مشتركة بين تلك الاداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة والفارسية ... وأنا أتفق مع الأستاذ طـه باقـر حين قال ( ليس عندي شك في ان اوزان الشعر البابلي وأساليب تأليفه ونظمه قد أثرت كثيرا في أشعار الأمم القديمة التي كان لها إتصالات مباشرة وغير مباشرة بحضارة وادي الرافدين اخص بالذكر منها الشعر العبراني والارامي والشعر الفارسي القديم " الاخميني")
فلو توفرت لدينا الحلقات المفقودة في تاريخ هذه الآداب لأتضح ذلك أكثر، فمثلما كان النتاج الأدبي العراقي القديم يُكتب على شكل شعر او نثر هكذا كتب النتاج الأدبي السرياني على شكل ميامر ( قصيدة تقرأ ولا تنشد مواضيعها قصصية) ومداريش وسوغيتات ومثلما كان البيت الشعري الواحد عند شعوب بلاد النهرين يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع (SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة... هكذا قسم البيت الشعري السرياني الى دعامات او مفاصل صوتية (شًقٍّا ) أحيانا يكون البيت الواحد مكون من دعامة واحدة أو مجموع دعامتين أو أكثر من الدعامات المختلفة أو المتساوية كما أستفاد الشاعر السرياني ومنذ نشأت ادبه من فنون شعرية أخرى كانت متبعة لدى أجداده من أجل خلق الأيقاع الشعري كالتكرار والتوازي (توازي الحركات) وأستخدامه ما يشبه القافية في بداية البيت الشعري (كأستخدامه التسلسل في الحروف الأبجدية أو أستخدام حروف أسم ما كأسم الناظم ) . فعلى سبيل المثال لو أخذنا من الأدب البابلي قصيدة حوار بين صديقين يرقى تاريخ تدوينها الى حدود الالف الاول ق. م والتي وجدت في مكتبة آشور ، بحيث لو أخذنا المقطـع الأول من كل بيت مـن أبياتـها وجمعت المقاطع بعضها الى بعض لَتَكون منها أسم ناظم القصيدة وشئ من الدعاء الى الإله والملك ، وعلى هذا الوجه تؤلف المقاطع الأولى من القصيدة العبارة (انا ساكل- كينام-اوبب) وهو كاهن المشمشو. وهذا الفن لاحظناه في الشعر السرياني الذي أشتهر به مار افرام (306- 373م) وفي الشعر العبري في منتصف القرن السابع الميلادي حيث يستعمل النظام الأبجدي في ترتيب الأبيات، وغير ذلك من الفنون الأخرى ، فضلا عما كان لشعراء هذه الشعوب من نفس طويل في كتابة القصائد الطويلة، فمثلما هي الملحمة البابلية المعروفة بـ (أترا حاسيس) تتضمن زهاء (1300) بيت من الشعر تروي كيف إن الآلهة كانوا قبل خلق الانسان يعيشون مثل البشر ، هكذا نجد ان الشاعر السرياني هو الآخر كتب قصائد طويلة تتكون من مئات وآلاف الأبيات كقصيدة هكساميرون ومركبة حزقيال ليعقوب السروجي وقصيدة الببغاء لأسحق الأنطاكي وقصيدة يوسف الصديق لنرساي وغير ذلك.
كما استفاد الشاعر السرياني كثيرا من الأسلوب الحواري المتبع في الشعر العراقي القديم وخصوصا الفن الملحمي والروائي والغنائي ، فلو اجرينا على سبيل المثال دراسة مقارنة بين قصيدة نزول عشتار الى العالم السفلي من الادب العراقي القديم وقصيدة كياسا (اللص) للشاعر السرياني مار نرساي (القرن السادس للميلاد) نجد هناك تشابها في المضمون والفن الروائي فقصيدة نزول الإلاهة عشتار ـ إنانا ـ الى العالم السفلي في النص السومري من خلال رُقيمات اكتشفها عالم الآثار صموئيل نوح كرايمر ، كتبت في عام 1750 ق.م ، ومضمونها ، عندما نزلت اينانا ـ عشتار ـ إلى العالم السفلي لتنتزع سلطانَ أختها أريشكيغال لكنها فشلت وكان ثمن عودتها من عالم الأموات أن تُسَلِّم بديلاً عنها ؛ البديل الذي اختارته كان زوجها المسكين دوموزي ـ تَمُّوز ـ ، فحين وصولها يجري حوار بينها وبين حارس العالم السفلي الذي هو نيتي كبيرَ حُجَّاب العالم السفلي كي يفتح لها الباب وبامر أريشكيغال تجرد الإلاهة اينانا من جميع حليها وملابسها لتقدم عارية متدلية الرأس امام أريشكيغال التي تعاقبها بان علقت جثتها بالمسمار :
.. وعندما وصلت إنانا إلى القصر، تكلمت بجرأةٍ :
ـ اِفتح الباب أيها الحاجب اِفتح الباب
اِفتح الباب يا نيتي وسأدخل وحدي
أجاب نيتي كبيرَ حُجَّاب العالم السفلي:
ـ ومن تكونينَ أرجوكِ
ـ أنا ملكة السماء، الموضع الذي تُشرقُ منه الشمس
ـ إنْ كنتِ ملكة السماء حيث تُشرقُ الشمس
فلمَ جِئتِ الأرض التي لا عودة منها
وفي الطريقِ الذي لا رجعة لمن سار فيه كيف قادك قلبك ؟
فأجابته إنانا الطاهرة:
ـ جِئتُ من أجل أُختي الكبرى أريشكيغال
لأن زوجها السيد جوجالانا قد قُتِل
لكي أَحضرَ شعائر جنازته
وهكذا فليكن ـ
وعلى نفس المنوال يصف الشاعر مار نرساي (القرن السادس للميلاد) في قصيدته (كياسا) الحوار الذي يجري بين طيطوس (كياسا) وحارس الجنة (الملاك) الذي يمنع دخول الانسان (المحمل بخطايا مميتة ورثها من ابيه آدم عندما اخطأ) الجنة.
كما يقول نرساي في قصيدته :
كياسا : اسمع ما اقوله لك ، اسحب رمحك لافسر سر قدومي
انسان انا ، التمست الرحمة من سيدِك فارسلني الى حيث انت
الملاك : باي قوة جئت كي تداهم وطننا المخيف
وكيف اجتازيت بحار النار ودخلت الجنينة بلا خوف
كياسا : بقوة يسوع جئت وبقوته وصلت الى هنا بلا توقف
لم اخف من أي شخص ، فافتح لي الباب
في كلا القصيدتين نجد هناك رعب وخوف في ذاك العالم (ان كان العالم السفلي او العلوي)، وكذلك هناك عملية تحرير الانسان من العالم السفلي اي الصعود من العالم السفلي الى العالم العلوي فكلا الشخصيتين ـ إنانا او كياسا ـ يرومان الوصول الى العالم العلوي ، في القصيدة السومرية تتخلص اينانا من عالمها بواسطة الوزير ننشوبور المرسل من الإلاه آنكي اما في القصيدة السريانية يتخلص الانسان ( الذي يمثله كياسا ) من عالمه السفلي (القبر) بواسطة الصليب (أي صليب المسيح) ، وفي نهاية الحوار يضطر كلٌ من نيتي والملاك الى فتح ابواب العالم (السفلي او العلوي ) لاينانا وطيطوس ... وكذلك نجد ان مار افرام يجسد هذه الفكرة في قصائده من خلال الحوار المطول الذي يجري بين المسيح والشيطان ، ومن خلال 15 نشيد كتبها عندما كان يعيش مأساة اهل نصيبين اثناء الحصار ، يطرح مار افرام فلسفته في مفهوم الفردوس فيزاوج بين أسطورة نزول عشتار الى العالم السفلي واسطورتي نوح وآدم ليصل الى فكرة الفردوس أعني الخلاص ،
لقد استفاد الشاعر السرياني كثيرا من الاساطير المتوفرة لديه سواء في الادب النهريني او التوراتي ، فعلى سبيل المثال وظف الشاعر السرياني أسطورة الجحيم (نزول عشتار الى العالم السفلي ) وعيد اكيتو وقصتي آدم ونوح و.. في مفهومه المسيحي ، لذا نجده يزاوج في قصائده ما بين اعياد أكيتو وعيد القيامة اللذان يشتركان في وقت الحدوث أي شهر نيسان ، هذا الشهر الذي يرمز الى عيد راس السنة عند البابلين والاشورين والى عيد القيامة (الخلاص ) عند المسحيين .
ففي الادب العراقي القديم يقوم ششكلو (او شيشكالو) ـ رئيس الكهنة ـ باذلال الملك حين يصفعه في الهيكل وامام الاله مردوخ معلنا ان الخلاص يكون بواسطة الإله مردوخ لا الملك ، وفي انشودة القيامة (3:7 ،9:11) يؤكد مار افرام ان خلاص الانسان يكون من خلال المخلص ـ المسيح ـ بدلا من أحبار اليهود، لذا يؤكد في قصيدته الآنفة الذكر تجرد قيافا من مجده حال قيام المسيح فيقول:
في شهر نيسان ، راى الروح ، قيافا رئيس الكهنة
الذي نزع عنه التكريس وهو مجرد من الكهنوت ...
كما يشترك النصان ايضا في تقديم القربان ، في أكيتو يطهر المعبد من خلال دم الحمل الذي هو خروف ليكون القربان ، وفي نشيد القيامة يكون التطهير من خلال دم المسيح المصلوب ...
فيما خيص فكرة الجحيم (العالم السفلي) اي نزول المسيح الى القبر نجد ان مار افرام يجسد هذه الفكرة في قصائده التي كتبها في حصار نصيبين من خلال الحوار المطول الذي يجري بين المسيح والشيطان ، الا ان الفرق بينهما (بين مار افرام وصاحب قصيدة نزول عشتار ) ان المسيح عند مار افرام لم ينزل الى القبر (العالم السفلي) كعقوبة او الانتقام، بل من اجل انتشال آدم (الانسان) من ذلك العالم والعبور الى عالم الجنة (الفردوس) . مار افرام يجعل شخوصه تتجه نحو حياة المجد من خلال عبور الجحيم ، فالنتيجة اذن هي التغلب على موقف عصيان الانسان (آدم) والاقتداء بالمسيح ، والذي يسهل هذا الانتصار والعبور هو الجسر الذي يربط العالم السفلي بالعالم العلوي ، أي الصليب كالذي استخدمه كياسا في صراعه مع الملاك والذي من خلاله استطاع ان يقتحم الفردوس ويكسر الرمح.
اما فكرة الجحيم والخلاص عند نرساي تتجسد من خلال تجديد فكرة المصالحة والاتحاد بين الخالق والخليقة ، بمعنى اخر ان نزول المسيح الى العالم السفلي (القبر) هو من اجل تجديد المصالحة والاتحاد بين الله الخالق والانسان المخلوق أي ليحرر الاموات من الجحيم (القبر) كما يقول في الميمر 36 في الالام والميمر 265 في الدنح ، فيشترك مع مار افرام في فكرة الخلاص فكلاهما يذهبان الى ان فكرة النزول الى العالم السفلي هي لأنقاذ الانسان من الجهنم ورفعه الى العالم العلوي . ويقول نرساي ان الهدف من تقديم القربان (موت المسيح) هي من اجل انقاذ الانسان. فيقول في ميمره (القيامة 363-66 ) (عند نزول المسيح الى عالم الجحيم يَصرُخ فتهتزُ أسسَها وتُدمر الأبواب وتُكسر الاقفال فيتحرر الانسان ويصعد... )
اما فكرة نزول المسيح الى العالم السفلي لدى يعقوب السروجي هي من اجل المساواة بين العبد وسيده ، فيقول (السروجي) إن المحبة (حب المسيح للبشر) هي التي قادت المسيح للنزول الى العالم السفلي كقوله في قصيدته ـ المحبة :
ان المحبة استدرجت ابن الله من عليائه
وخلطته بالناس ليضحي السيد اخا لعبيده
المحبة سجنت في المستودع وفي القبر
ابن الجبار ، لتمتلئ منه السماء والارض
ويكون ذلك اكثر وضوحا في مداريش الموتى لكنائس المشرق كما في هذا النص (مجهول المؤلف في كتاب الطقس) الذي يقال دائما في مراسم جنائز الموتى :
المجدُ لذلك الصوت
الذي يصرخُ من على الخشبِ
ليحُلَ حُكمُ القضاء
ويصنعُ الخلاص
وهناك اشارة واضحة عن فكرة نزول المسيح الى العالم السفلي في سدر (صلاة) الساعة التاسعة ليومي الاحد والثلاثاء وهو للبطريرك يوحنا الاول أو الثالث (631-648) فيقول:
الله ، خالقَ الكل
الذي ينزل الى العالمِ السفلي
ويصعد ويربُط بالبسالةِ
ويحل بالقوة
يا من تَحزُنَ بالموتِ
وتبهجَ برجاءِ القيامة
ان فكرة نزول المسيح الى الجحيم عند الاديب السرياني يعني حقيقة موته كأنسان وأنتصاره على الموت بالقيامة ، فالمسيح ( وعلى ضوء فكرة الاديب السرياني ) بموته أنتصر على الموت ونزوله الى الجحيم (العالم السفلي ـ القبر ) أدى الى تدمير ابواب الجحيم حين قام وصعد الى العالم العلوي .
(.. عند نزول المسيح الى عالمِ الجحيم يصرُخ فتهتز أسُسُها وتُدمر الأبواب وتُكسَر الأقفال فيتحرر الإنسان ويَصعَد ... ) نرساي في ميمره (القيامة 363-366)
وهذا واضح ايضا في مدراش الموتي الذي هو لاحد الملافنة السريان :
المسيحُ مَلِكُنا
يشرقُ من العلى
ليبعثَ الأموات
ويقيمهم من القبر
ومن بين العناصر الاخرى المستخدمة لدى الشاعر السرياني والتي مكنته من التوجه صوب الحداثة هي الرموز التي من خلالها كان الشاعر يعبر حدود الماضي ليفتح نافذة جديدة في عالم المستقبل من خلال الحاضر ، الشاعر السرياني كان دقيقا في اختيار رموزه ، كان يختار تلك الرموز التي تمكنه من الجمع بين نقيضين ( أعني الربط بين الشئ المخفي والمنظور ، الماضي والمستقبل ) للحصول على الانبعاث .
ومن بين هذه الرموز:
الزيت ، القبر ، نوح ، الحمامة ، الزيتون (التي ترتبط بالزيت) ، شهر نيسان ، الشمس ، الخميرة ، الماء ، الدم ، الرمح ، الجنب ، النار ، الفلاح ، الكرم ، ...
لقد كثر مار افرام من استخدامه لهذه الرموز فيقول عنه الاب منصور المخلصي :
( كل صورة ورمز في عين مار افرام المضيئة ونظرته الروحية ، هي بحد ذاتها لغة فريدة حية وحقيقة واقعة ملموسة ، تسير بالإنسان المتأمل نحو ما يفوق الرموز ويكملها نحو الالتقاء برب الرموز ... وبهذه الطريقة الرمزية يحاول مار افرام ان يتكلم عن الحقائق العظيمة التي حصلت ويقترب شيئا فشيئا من الاسرار الالهية دون ان يقبض عليها ، ويمسك بها فهو يعظم هذه الاسرار ويمجدها..)
ومن بين هذه الرموز القبر الذي يرمز الى الجحيم او الهاوية والتي تعني عند الشاعر يعقوب السروجي نقيض القصور والحياة على الارض ، كقوله في قصيدته (علما ىبلاىو ـ بطلان العالم ) :
اخرج ايها الغني من قصورِك الجميلة
وأمض الى القبرِ وتبصر الى اين تُرسل
تأمل الهاوية كم من المبغضين هناك
على الظرفاء والاغنياء والحكماء
ادخل القبر وتأمل ذلك المكان المظلم النتن
اما لدى مار افرام فصورة القبر تكون متلازمة مع البستان وترمز الى الجحيم (العالم السفلي) كقوله في قصيدته البتولية (7:13-14) :
( لانهُ كان قد هرِبَ وأخفى نفسهُ بين الاشجار
كما لو كان قد دخلَ قبرا وأُغلق عليه
فالحي الذي دفنَ مرة ، قد قام الان في البستانِ
ورفعَ آدمَ ذاك الذي كان قد سقَطَ في البستانِ..)
القبر / البستان العالم السفلي
وتشترك اكثر النصوص المسيحية السريانية في مفهومها لحبة الحنطة وحبة العنب والفلاح والراعي وشهر نيسان ، و..
عند نرساي الراعي هو القائد ويرمز الى الغفران والتضحية
الراعي القائد الغفران (الحمل)
فيقول في قصيدته المعروفة لدى الجميع بـ ( كياسا ) :
الخروف الضال رجع الى بيت ابيه فاستقبله الراعي الصالح
وحمله على كتفه
وعند مار افرام تشير هذه الرموز في قصيدة الميلاد الى :
الراعي الحمل
الكرم الكأس
العنقود الدواء
الفلاح حبة الحنطة
بمعنى أخر رمز الفلاح عند مار افرام هو جزء من القربان :
الفلاح حبة الحنطة القربان
طوبى للراعي الذي اصبح حملا غفورا لنا
طوبى للكرم الذي اصبح كأسَ خلاصُنا
طوبى للعنقود ، ينبوع دواء الحياة
طوبى للفلاح الذي اصبح الحنطة المزروعة والحزمة المحصودة ...
الا انه في اناشيد سليمان فهو (الفلاح) القائد :
الفلاح الملاح الكاهن
وعند يعقوب السروجي يرمز :
الفلاح العمل الصالح
الزرع الصدقات
البيدر الحياة
الارض المرأة الحابلة (أي اثناء الولادة)
كما يقول في قصيدته خرت دعلما ـ انقضاء العالم فيقول :
ويل للارض فما ارهب ما يصيبها في الزمن الاخير
فانها ستتمخض بالاثم والنفاق والرجاسة
وستصرخ متوجعة كالمرأة التي تجثم لتلد
حتى اذا تفاقمت فيها الحروب مادت لتسقط
ومثلما هي في موشحات سليمان هكذا هي عند مار افرام ، نجد احيانا للرمز اوجه عدة:
الله
الشمس المسيح
الايمان
المسيح الافخارستية
الخميرة الطريق (الى المسيح)
الايمان
ومن الرموز الاخرى التي تلازم قصائد مار افرام ونرساي و.. في كثير من الاحيان هي:
الرمح الهلاك
الجنب ضلع آدم = حواء
الماء العماد
الدم الاوخارستيا (سر التجسد)
ومن الرموز الاخرى المستخدمة لدى مار افرام هي النار التي ترمز الى الروح القدس :
فيقول في قصيدته الايمان
( يختفي في خبزك روح لا يؤكل ، يسكن في خمرك نار لا تشرب
روح في خبزك ونار في خمرك ، معجزة خاصة قبلتها في شفاهنا
هوذا نار ونور في حشا مريم
هوذا نار ونور في النهر حيث اعتمدت
نار وروح في عمادنا ، في الخبز والكأس نار ...
وقد يشترك العديد من الشعراء السريان في مفهوم رمز الأكليل مع صاحب موشحات سليمان:
المحبة
الاكليل الثمرة الحق التضحية
الخلاص
ولكن هذا الاكليل ليس من الشوك كالذي صنعوه اليهود ووضعوه على راس المسيح ، بل اكليل مثمر ، ثماره هي المحبة والتضحية والخلاص ، هذا الرمز يعني لديهم الحق كما يقول في الموشحة التاسعة :
ان الحق اكليل ابدي
طوبى للذين يضعونه على رؤوسهم
كما ان الشاعر يستعين بالمرآة معبرا من خلالها صورة الرب فيقول في الموشحة 13 :
الرب مرآتنا
افتحوا عيونكم وشاهدوا انفسكم فيها
اعرفوا كيف هي وجوهكم
وبشروا بالمجد لروحه
امسحوا القذارة عن وجوهكم
احبو قداسته ، واتشحوا به
فتصبحوا بلا عيب ، عنده دائما
وهكذا الحال لدى بقية الشعراء ، فالكنيسة على سبيل المثال ترمز الى :
ميناء
الكنيسة مائدة مليئة بالاطعمة
المسكن = الحنان
والزيت يرمز الى المرآة :
فالزيت المرآة
( الوجه الذي يتامل في اناء مملوء بالزيت يرى صورته بها ..)
واحيانا يستخدم الشاعر بعض الشخصيات كرموز ، فصورة حنانيا (على سبيل المثال) تحولت عند اسحق الانطاكي الى رمز الخاطئ ، والارض الى ام آدم عند مار افرام واخرون و...
المصادر
1- موشحات سليمان اولى الاناشيد السريانية / الاب افرام الدونيكي
2- الشماس مار افرام / الاب منصور المخلصي
3- بذولا بديذا بمجبيا دمامذا / فطريركا اجٌناطيوس يعقوب ةليةيا ـ بية فرسا دابجر 1969
4- 12- سدرات الايام البسيطة حسب اشحيم الكنيسة المطبوع سنة 1853 / ترجمة وتعليق ياسر عطا الله ـ 2005 منشورات دار مار بولس ـ بغديدا
5- الطقس الكلداني
6- معالم الحداثة في الشعر السرياني / نزار حنا الديراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق