الأستاذ كمال حسين اغبارية ، شاعراً ومفكراً/ شاكر فريد حسن

الشاعر والأديب واللغوي الأستاذ كمال حسين اغبارية ، ابن بلدتي الحبيبة مصمص، هو مربي صفي ، ومعلمي للغة العربية في مدرسة كفر قرع الثانوية، في أواخر السبعينات من القرن الماضي .
وقد تحرجت من معطفه اجيال عديدة رباها على حب الأدب وعشق لغة الضاد . وهو شقيق الشاعر الشهيد راشد حسين ، احد اعلام شعر المقاومة الفلسطينية، وشقيق الشاعر والقاص والمفكر والمتثاقف احمد حسين ،ولذلك ليس غريبا انه يتعاطى الشعر والأدب وحب القراءة والمعرفة الى حد الادمان . فقد عاش في بيئة وجو ثقافي ، وفي بيت يحب العلم والثقافة.
والأستاذ كمال هو شاعر وأديب متمكن من ادواته الفنية ولغته التي يصر على نقائها ، ومثقف نخبوي يعاني ازمة المثقف العربي، وله اراء مغايرة من مسائل الدين والسياسة والمجتمع والفكر السياسي الراهن والاحزاب الناشطه، وكذلك من مجمل القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.
قد نتفق معه  ، وقد نختلف معه في مواقف عديدة، وربما نتحفظ من موقفه ازاء الاحراب السياسية ولكن ذلك يبقى في اطار حرية الرأي وحق الاختلاف.  وتبقى حقيقة لا جدال فيها انه انسان يتمتع بثقافة عميقة وواسعة ، ويحمل في صدره ووعيه وعقله فكراً تنويرياً وتقدمياً عصرياً وحضارياً وانسانياً ودينياً وسطياً منفتحاً على الثقافات والحضارات الانسانية والفلسفات المختلفة.
والشعر وتجربته لدى استاذي كمال حسين هو السعادة الحقيقية، والوطن المأمول ،وهو الروح والمطلب . بدأ حياته بالحب لرسالة العلم والتعليم ، وتوجها بالشعر ، وختمها بالفكر بماهو مختلف ومغاير .
يطغى على أدب الاستاذ كمال حسين المعاناة الوجودية والمكابدة الذاتية. انه من جيل ثقافي مقهور عاش الهزائم وعايش الانتكاسات العربية المتعددة.وهو يخوض معارك القلم وبنكهته الفريدة يبشرنا بألمه العميق ، ان في الوطن الجريح السليب صوتاً شعرياً آخر يطل تحت شهوة بوح مكبوت من سواد القلب .انه يشدنا بكلماته وارائه الى آفاقنا البعيدة مراهناً على تفتح أعمق للانسان المعاصر ، تفتح  في اتجاه الخصوصية التي تهذب الروح الانسانية في مكانها ، وتفتحه في اتجاه فكر جديد يؤصل لثقافة عربية مغايرة ومختلفة نحو التكوكب الثقافي او الفضاءالمعرفي المختلط.  
وفي المجمل الاستاذ كمال حسين اغباريةخرج على ذاته من سجن الوظيفة الى مضمار الانتاج الفكري والثقافي والشعري الابداعي ، متوهجاً بقلمه الأنيق الجريء، مكلاً بالعطاء الثر الغزير ، ومساهماً بالكلمة في تعميق وعي متنور وفكر خصب، والغوص في عمق المقدس والمحرم والممنوع ، وهو كالزهاوي مناصراً للمرأة ، مدافعاً عنها ، وناقماً على مجتمع الجهل والتخلف، متصدياً للفكر المتعصب التكفيري ، حالماً بعالم جميل تسوده الحرية الفكرية والعدل والمساواة والديمقراطية، فله خالص التحايا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق