الى سيادة المتروبوليت بولس صليبا- رئيس الأساقفة/ د. بهية ابو حمد


سيدنا وأبينا
بارك يا سيد
الليل داكن ، والجرح بليغ. الموت مؤلم وغير منصف. أراجع تعاليمك وتوجيهاتك الثمينة - الكتاب المقدس في يدي - أصلي – واصلي....
 . سجدت للرب طالبة ان يرحمك، راجية ان يغفر لك خطاياك . الصوت جاء معزيا - لا تقلقي يا ابنتي! انا بخير وفي جوار الرب يسوع - ابي السماوي الذي أحببته . انا بخير يا ابنتي فلا تقلقي - نفسي تستريح في كنف الرب . انا سعيد للغاية. وهل هناك اجمل من لقاء الخالق؟ انا في منزل ابي الذي خلقني على صورته ومثاله فلم الحزن والقلق؟ 
جلست أخط هذه الكلمات وقلبي يقطر دما . الحزن شديد والفراق مؤلم وجارح. لقد فقدت ابي للمرة الثانية. 
الأن عرفت ما معنى ان تكون يتيما.
كيف لك ان ترحل عنا يا سيدنا ؟ ولم الرحيل المبكر؟
كيف لنا ان ندخل الكنيسة دون ان نذكر من كان ولسنين عديدة الخادم ، والراعي، والحامي، والسيد المثقف والمحترم.
من كان يقف في هيكل الكنيسة صارخا بوجه الظلم ومنددا به.
 الرب من كان مدافعا عن المظلوم ومناصرا للفقير ومبشرا بتعاليم
من كان داعيا الى الوحدة والتسامح والترفع عن الحقد والضغينة.
من كان مدافعا عن العائلة - مشددا بقوة على لم شملها - ومؤكدا على أهمية وجودها لمحاربة الشيطان الذي يسعى دوما لتفرقتها.
من كان يزرع بيمينه بذور الخير بين المؤمنين لتنبت جيلا يلتزم بتعاليم الكنيسة وتوجيهات السيد المسيح 
من كان شاهرا سيف الحق بوجه كل مغتصب ومعتدي.
من كان مرنما للصلوات بصوت عذب ورخيم يمجد الرب ويطرب الملائكة - فشرعت أبواب السماء فرحا وابتهاجا.
من كان معلنا ومبشرا بفرح كبيرعن المشاريع المستقبلية الجمة التي باشر بها او أعدها للكنيسة.
من كان وجهه مشعا بنور المسيح وفرحه.
من كان حاضنا ومساعدا للجميع.
كيف لنا ان ننساك يا سيدنا؟ يا ابينا وَيَا ابا الفقير والمظلوم.
كيف لنا ندخل الكنيسة دون ان نذكر من كان وفي كل حين الكاهن، والأب الحنون ، والراعي، والصديق، والمحامي، والسيد، وخادم المسيح.
كيف لنا إن نكمل المسيرة دون وجودك؟
كيف لنا ان نحقق المشاريع الجمة دون إرشاداتك؟
كيف لنا ان ندخل الكنيسة دون ان نسمع مواعظك الثمينة.
كم نحن بحاجة إليك! 
الجرح بليغ يا سيدنا - سنفتقدك دوما والى الأبد.
آلى الأب الحنون والمعطاء. 
الى السيد الذي أعطى وأجزل بعطائه.
الى الكاهن الذي انعم عليه الخالق بأيادي بيضاء وكف معطاء. فانشرح صدر كل فقير.
الى الكاهن الطاهر والمرشد الروحي الذي احبه الرب فامتلأ بالروح القدس.
الى خادم الكنيسة الذي غرس بيمينه وردة في كل منزل ففاح عطر المحبة بين جدرانه.
الى المرشد الذي غرس بيمينه أشجار المحبة بين ابنائه ووهب الأنجيل المقدس لكل فرد منهم.
الى المطران ورئيس الكهنة الذي عمل ، وكدَ ، وجدَ ، دون تعب او ملل - فارتفع البناء - وشيدت الكنائس والمنازل والمؤسسات ، وفاضت الخيرات.
الى من مد جسور الثقافة ، والمحبة، والتعاون مع الطوائف الاخرى ودعى الى وحدة الصف.
الى الذي ردع الظالم ، وناصر المظلوم وكان منصفا وعادلا في كل حين.
الى السيد الذي قدم المساعدات الجمة للاجئين وأعطاهم العطف والأمل الذي افتقدوه.
الى الأب الحنون الذي ترك بصمة في حياة كل فرد منا.
لم ولن أنساك . ستبقى في حياتي وذاكرتي الى الأبد. سأعمل بتعاليمك وتوجيهاتك الثمينة.
اطلع علينا من السماء يا سيدنا وانظر وبارك هذه الكرمة . اطلع علينا با سيد وصلي لأجلنا وتشفع لنا لدى الرب الأله.
رحمة الله تنزل عليك يا سيدنا في كل حين.
ادخل يا سيدنا الى فرح ابيك - ادخل الى منزله المبارك واجلس عن يمينه. ادخل الى جنته التي أعدت للقديسين على مثالك.
الموت يحلو ألأن لأنه جميل بلقياك. 
ليكن ذكرك مؤبدا يا سيدنا - يا قديسنا - ويا اطهر وانبل البشر.
بركة الرب يسوع المسيح تحل عليك وتكون معك يا سيدنا في كل حين.
المسيح قام حقا قام. 
انظر إلينا من السماء يا سيدنا الحنون . انظر إلينا وصلي لأجلنا. 
غدا يصادف عيد ميلادك 
Happy Birthday Your Eminence
بارك يا سيد
خادمة الكنيسة
إبنتك الروحية بهية ابو حمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق