مربط الفرس/ شوقي مسلماني

1 ـ (أجهزة أمن عربيّة على من؟)  
كشفت أجهزة الأمن الجزائريّة أخيراً "شبكة تجسّس دولية تعمل لصالح إسرائيل" بحوزتها معدات اتّصال متطوّرة جداً. وكتب فايز أبو شمالة بالمناسبة يسلّط ضوءاً على اغتيال الموساد الإسرائيلي لأحد أبطال تونس، قبل أشهر، وهو نصير حقيقي لفلسطين، المهندس الطيّار محمّد الزواري، وفي تونس ذاتها، واختراق الموساد لإمارة دبي قبل سنوات، وتصفية الشهيد محمّد المبحوح. كما يسلّط أضواء على مقالة الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال شلومو غازيت.. يقول فيها إن إسرائيل حصلت على تسجيلات القمّة العربية الخاصّة التي عقدت في المغرب عام 1965 لبحث جاهزية العرب لمحاربة إسرائيل، وكذلك على محاضرة مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ عاموس يادلين، وهي التي يقول فيها إنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيلية تمكّنت من نشر شبكات جمع معلومات في تونس وليبيا والجزائر والمغرب والسودان، وإن هذه الشبكات قادرة على التأثير السلبيّ أو الإيجابيّ في جميع المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وإنّ مصر هي الملعب الأكبر والأهم لنشاطات المُخابرات الإسرائيليّة.. حيث تمّ إحداث اختراقاتٍ سياسيّةٍ وأمنيّةٍ واقتصاديّةٍ وعسكريّة في أكثر من موقع. ليخلص أبو شمالة إن إسرائيل ترى بالإنسان العربي عدوها الأوّل، وهي لا تكلّ عن العمل ضدّه بكل المستويات، وهي حريصة على تدميره، وتشويه صورته، وإفراغه من مضمونه الحضاري والإنساني، لذلك  تتجسّس على العربي بشكل يفوق تجسّسها على الحكومات، وتحاول اختراق المجتمعات العربية بهدف الإيقاع بنخبهم، وإفساد حياتهم، وإغراقهم بالفتن، وإشغالهم بهمومهم اليومية.. من منطلقات عدوانية، وتفترض أنّ أسهل طريقة للدفاع عن أمن إسرائيل هي الهجوم الأمني على أقصى نقطة وعي تتحصّن فيها الشعوب العربية. ليتساءل.. أخيراً، ونحن معه: أين هي الأجهزة الأمنية العربية بقبضتها الفولاذية.. من هذه الاختراقات الإسرائيلية التي لا تنتهي؟. ألا يمثّل التجسّس على الدول العربية والإنسان العربي عدواناً يستوجب الردّ بالمستوى ذاته.. إن لم يكن أكثر، أم صار الإعلان عن إحباط شبكة تجسّس إسرائيلية هو الردّ، وصارت إدانة نتائج عمل الموساد الإرهابي هي الردّ، وكفى الله قادة الأمّة العربية جهد التجسّس على إسرائيل، والتسلّط على حياتها الأمنية.. وإشغالها بنفسها؟. 

2 ـ (من رسالة)
صديقي أنت أرقى. تساوي بين "عصابات المرتزقة" عصابات أميركا التي دمّرت العراق وليبيا وتدمّر اليمن وسوريا.. وقبل ذلك قسّمت السودان.. بسوريا التي تواجه المؤامرات من كلّ جهة، وشريكة نصر عام 2000 ونصر عام 2006 ضدّ الإسرائيلي في جنوب لبنان؟. ماذا يعني مضمون مقالتك "أنا ضدّ الطرفين"؟. لماذا هذا الإجهاد الذاتي لإثبات أن سوريا تدمّر ذاتها؟. سوريا التي قالت بالشرق الأوسط الجديد؟. سوريا التي قالت بالفوضى الخلاّقة؟. سوريا التي قالت بآلام مخاض الشرق الأوسط الجديد.. أم الرأسماليّة المتوحّشة والغرب الإمبريالي المجرم الذي يبحث عن أي خطأ من الضحيّة المقبلة مهما كان هذا الخطأ واهياً.. وقد يصطنع العذر كما في العراق، وقد يزوّر التاريخ لإلغاء فلسطين وإحلال إسرائيل مكانها؟. لماذا صديقي هذا الإصرار على اتّهام سوريا بغازات أصابت "خان شيخون"؟. هل ينفع أن تقول "الغباء السوري" دليلاً؟. هل من يواجه عصابات 84 دولة هو غبي؟. هل من يواجه كلّ دول "ربع الخراب" بنفطها أو كازها وغازها وملياراتها وخساساتها.. هو غبي.؟  هل من يواجه، منذ سنوات عجاف، بريطانيا وفرنسا وأميركا وكلّ حلف شمالي الأطلسي.. هو غبي؟. يعني أنت وأنا وكلّ أحد آخر أذكياء.. وفقط السوري "النظام" هو غبي؟. آل سعود أذكياء. آل مكتوم والصبّاح أذكياء.  طبول قطر والبحرين أذكياء.. لا يخطئون، ولذلك لا يتآمر عليهم أحد،  وخصوصاً المنافقون الغربيون.. وفقط النظام السوري هو الذي يرتكب الأخطاء بغباء فيستحقّ الفناء. كلّنا يا صديقي نعرف أخطاء النظام السوري.. أو الحكومة السوريّة.. أو الدولة السوريّة، ولك أن تختار،  وحين تكرّر ذلك لا يعني أنّك الوحيد في التذكّر، كلّنا نتذكّر، وكلّنا نعرف، إنّما نحن الآن في دنيا غير الدنيا. والهجمة الشرسة تستهلك أوطاناً وشعوباً بأكملها.. لا نحتمل معها ما بات بالنسبة إليها هوامش ونوافل وفواصل عابرة. 

3 ـ (عباس الصبّاغ:) 
"اليمين المتطرّف في أوكرانيا يسيطر بشكل شبه كامل على مقاليد السلطة في العاصمة كييف، منذ أيار عام 2014، إضافة إلى تصميمه في البرلمان على التنكّر لحقوق الناطقين باللغة الروسية.. بعد أن ألغى اعتماد الروسية كلغة ثانية في البلاد، وحظر العديد من الأحزاب أبرزها الحزب الشيوعي، وتمّ التنكيل بنوّابه وكوادره، وصولاً إلى التنكّر التام لتضحيات الشعب الأوكراني خلال الحرب الوطنية العُظمى (1941-1945) من خلال إلغاء الاحتفال بعيد النصر على الفاشية في يوم 9 أيار من كلّ عام". 

4 ـ (أسعد أبو خليل:) 
"عبّر شارل ديغول في عام ١٩٥٩ عن المخاوف نفسها التي تعتري هذه الأيّام جسم المجتمعات الغربيّة كافّة. قال حينها: "نحن قبل كل شيء  شعب أوروبي ينتمي إلى العرق الأبيض من الثقافة اللاتينيّة والإغريقيّة والدين المسيحي، المسلمون.. هل رأيتموهم  بعمائمهم وجلابيّاتهم؟. تستطيعون بسهولة تبيّن أنهم ليسوا فرنسيّين. حاول أن تمزج الزيت مع الخل. هزّ الزجاجة، وبعد دقيقة ينفصلان من جديد. العرب هم العرب، والفرنسيّون هم فرنسيّون. هل تظنّون أن المجتمع الفرنسي يمكن أن يستوعب عشرة ملايين مسلم؟. مسلمون، يمكن أن يصبحوا غداً ٢٠ مليوناً، وبعد غد ٤٠ مليوناً؟. لو أننا دمجنا، لو أن كل العرب وكل البربر من الجزائر اعتُبروا فرنسيّين، كيف نمنعهم من القدوم إلى الـ"متروبول"  حيث مستوى المعيشة مرتفع أكثر بكثير؟. بلدتي لن تعود كولومبي ـ لي ـ دو ـ إيجليز، بل كولومبي ـ لي ـ دو ـ موسك (في إشارة إلى تحوّل الكنائس إلى جوامع).. والفقرة هذه مُدرجة في كتاب جون والاك سكوت "سياسة الحجاب" وهو أفضل كتاب في نقد العلمانيّة الفرنسيّة والعداء ضد الإسلام والمسلمين". 

5 ـ (عون جابر:) 
".. ولماذا يقتصر انتقاد الماركسية، حتى من قبل مفكّرين معتبرين،  وهم عرب أو غير عرب، على تلميحات لمفاصل وظواهر اجتماعية في لحظات زمنية معزولة عن سياق تاريخي واضح في دلالته لمقولات ماركس؟. حاليّاً تمتلىء جعب النيوليبراليين بمقولة "الحتمية التاريخيّة" والهزء منها، ولكن لم أجد كتاباً واحداً يتصدّى للمادّية التاريخيّة كما رأتها الماركسية، فكلّ الدراسات الإنتروبولوجية كشفت وعزّزت أن الإنتقال من بنيةٍ اجتماعية معينة إلى أخرى يتمّ نتيجة تخلّف العلاقات الإنتاجية السائدة عن مواكبة وتلبية متطلّبات التطّور الدائم للقوى المنتجة، فالحتميّة التاريخية وقوانينها العامّة هي الوحيدة التي فسّرت وتفسِّر انتقال المجتمعات من المشاعية إلى أنظمة الرقّ والإقطاع.. وحاليا الرأسمالية. والبعض مثل فوكوياما الذي تسرّع وأعلن نهاية التاريخ.. ولكنّه تخلّى عن أطروحتة عند أوّل اختبار في نشر الديموقراطية.. في العراق. وما لفتني أيضاً هو تعليق القائل أن ماركس "لم يكن داعية حبّ وخير وجمال.."! وأظنّ إن هذا هو مربط الفرس بالنسبة إلى ماركس الذي يعتبر من يحرم الإنسان من ممارسة إنسانيّته بحريّة وبدون اغتراب هو مشاكله الإقتصادية الناتجة أصلاً عن الملكيّة الخاصّة، وكلّ الدراسات الوثائقية أثبتت دور الملكيّة الخاصّة في ضمور المشاعر الإنسانية..  كالحبّ والخير والجمال. وأعتقد أن ما ننعم به من حقوق تشريعية للعمّال منذ عقود.. إضافة الى أن كلّ ما يتعلّق بحقوق الإنسان ليس إلا من نضالات ارتكزت ـ بشكل أو بآخر ـ على الماركسيّة. 

6 ـ (أحمد بيضون:) 
"تفيد مصادر متقاطعة بأن مصطلح «الدولة العميقة» ولد في تركيا. وكان يراد به في الربع الأخير من القرن العشرين أرخبيلٌ من مواقع النفوذ غير المرئية تتوزّع بين أجهزة المخابرات وقيادات الجيش وبيروقراطية الدولة.. إلخ. وتُملي على القوى السياسية ومن ثمّ على المؤسّسات الدستورية مواقفها من مسائل حيوية مطروحة على الدولة". 

7 ـ (محمّد حسنين هيكل:)  
"التاريخ ليس علم الماضي، وإنما هو علم المستقبل، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير. الأساطير تتوقّف عند ما كان، وأما التاريخ فإنّ عطاءه مستمرّ كلّ يوم". ( كتاب : قصّة السويس - آخر المعارك في عصر العمالقة).  

 8 ـ (محمّد الماغوط:)  
أيها السجناء في كلّ مكان / ابعثوا لي بكلِّ ما عندكم منْ رعبٍ وعويلٍ وضجرْ / أيّها الصيّادون على كلِّ شاطيء / ابعثو لي بكلِّ ما لديكم من شِباكٍ فارغةٍ ودوار بحرْ / أيّها الفلاحون في كلِّ أرضٍ، ابعثوا لي ما عندكم من زهورٍ وخرقٍ باليهْ / بكلِّ النّهود التي مُزِّقَتْ / والبطون التي بُقِرَتْ / والأظفر التي اقتُلِعتْ / إلى عنواني.. في أيّ مقهى / إنّني أُعدُّ "ملفّاً خاصّاً" عن العذاب البشري / لأرفعهُ إلى الله / فورَ توقيعه بشفاه الجياع / وأهداب المنتظرين / ولكن أيّها التعساء في كلِّ مكان / جُلَّ ما أخشاه / أنْ يكونَ الله "أُميَّاً".
Shawki1@optusnet.com.au 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق