شرعت دولة مصر جريمة جديدة إسمها "الصلاة مع سبق الإصرار والترصد" ‘ وخصت بها الشعب المسيحى فقط ‘ وكل يوم تنشر علينا وسائل الإعلام أخبار القبض على المتهمين بالصلاة ‘ أو طرد قسيس من بلده بتهمة الصلاة بدون رخصة ‘ وطرد الشعب من منازلهم بعد القبض عليهم يصلوا فى بيت أحدهم ‘ ويتفرج العالم كله على الأقباط يصلون فى الشوارع ‘ بينما الشعب المسلم له كل الحق فى الصلاة فى أى مكان يفرش فيه سجادته ويصلى ‘ ولا يمنعه أحد لأنه يصلى ‘ فماالذى يحدث فى مصر تجاه الأقباط والمسيحيين ‘ هل تريد الدولة حرمانهم من الصلاة بالقانون‘والدليل التحرك السريع من رجال الأمن المدججين بالسلاح ‘ إلى القرى والنجوع والمراكز والمحافظات ولأى تجمع مسيحى فيه صلاة لرب العالمين ‘ ومنعهم بالقوة ‘ ويخرج محافظ ممثل الدولة ليعلن ‘ ان جريمتهم الصلاة مع سبق الإصرار والترصد ‘ بدليل ليس لهم رخصة صلاة .
ورغم إمتداح القرآن الكريم أهل الكتاب لعبادتهم و بعض سلوكياتهم الالهية الصحيحة، كما في قول القرآن : " لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحينَ * وَ ما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَ اللَّهُ عَليمٌ بِالْمُتَّقين.آل عمران 113-115" ‘ وأيضا الآية " وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَليلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَريعُ الْحِساب. آل عمران 199" .
ومن هذه الآيات نرى نص القرآن على أن أهل الكتاب دائما يصلون ليلا ونهارا ‘ ولم يحرم القرآن على الأقباط صلاتهم ‘ بل يمدحها ‘ ولا يوجد من يحرم على الناس الصلاة بدون رخصة إلا فى دول إسلامية معينة ‘ بدأت بالسعودية وإنتهت بمصر الآن‘ ومن العار مثلا ماحدث فى قرية الفرن بالمنيا ‘ خرج الشعب المسلم ليعلن أنهم لا يعارضون فى صلاة أخوتهم المسيحيين ‘ فالدولة فقط هى التى تعارض الصلاة بدون رخصة ‘ ياللعار والتميز والقهر الذى تمارسه هذه الدولة ضد شعب يريد التعبد لله ‘ وإذا إعترض أحدهم على هذا سنقول له ماذا فعلت الدولة لوقف هذا العار وهذه الجرائم والأحكام الظالمة ضد شعب مصر المسيحى ‘ لا شيئ ولا تحرك أحد لوقف هذا أو حتى تصحيح مايحدث .
والذى تقوم به دولة المنيا على وجه الخصوص مايثبت أن مايحدث للأقباط على يد رجال الأمن بها ‘ هو توجيه الدولة ‘ بدليل أن كل المحافظين ومديرى الأمن المعينين فى هذه المحافظة من عدة قرون يقومون بإعلان الحرب على مسيحييها فور توليهم مناصبهم ‘ بغرض واحد منعهم من الصلاة ‘ هذا بخلاف جرائم الخطف والسبي والنهب والتدمير وحرق الكنائس ‘ ولم نسمع فى يوم ما أن الدولة عاقبت المتهمين ‘ بل أنها وبقضائها تعاقب المجنى عليهم. إن مايحدث للأقباط المسيحيين فى دول صعيد مصر وفى العقود الماضية ( المنيا وأسيوط وأسوان ) أكبر دليل على المنهج المخطط ضد الأقباط ‘ ومن العار أن يقف المسئولين فى الدولة ويتفاخرون بأنه لا فرق بين مسلم ومسيحى ‘ بينما هناك فروق كثيرة أهمها محاولة منع المسيحى من الصلاة ‘ والعجيب أن أكثر جرائم خطف النساء أو ذبح الأبرياء تتم جميعها من على أبواب الكنائس ‘ وفى العهود الماضية كان نادرا ماتجد فى السجون قبطيا واحدا بأى جريمة ‘ واليوم السجون مملوءة بالأقباط ليس بينهم قاتل ولا سارق ولكن بتهمة واحدة أنهم مسيحيين ‘ وهذه حقائق معروفة الآن.
وأقول لكل ظالم ومتجبر على الشعب القبطى ‘ ستزول وسيبقى المسيح فى مصر ‘ وستبقى الكنائس فى أرضها مصر ‘ وليعلموا أن لوجود الكنيسة فى مصر آية ونبوة كتابية فى سفر إشعياء النبى لوجود أول كنيسة فى العالم ولبقائها حتى إنتهاء الزمان " فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى أرض مصر. وعمود للرب عند تخمها. فيكون علامة وشهادة لرب الجنوج فى أرض مصر." إش19: 19و20‘ فلماذا تحاربون الله نفسه بما تفعلون فيهم ‘ ويحكم التاريخ الطويل لشعب مصر المسيحى ‘ أنه لم تقدر أبواب الجحيم على كنيسة الله ‘ أين الحاكم بأمر الله وأين كل الولاة العرب الذين إضطهدوا وقتلوا الشعب المسيحى وهدموا الكنائس والأديرة ؟ ‘ كلهم ذهبوا وبقى الشعب المصرى المسيحى على أرضه ‘ وبقيت كنائسه ‘ بل ويزداد المؤمنين المسيحيين على مر الزمان فى مصر ‘لأن مسيحنا يطوبنا عندما نضطهد من أجل إسمه" طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. أفرحوا وتهللوا.لأن أجركم عظيم فى السموات."مت5: 11و12.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر ‘أذكر من تاريخنا القبطى حدث معجزى لخدمة شعب وأرض مصر‘ ففى عام 1834 م فوجئ المصريون بنقص مياه النيل مما يعرض البلاد إلى جفاف و مجاعه , و أذ ظهر عجز البشر عن تجنب المجاعه طلب محمد على الذى كان حاكماً على مصر من جميع قادة الأديان و المذاهب أن يصلوا ليرفع الله هذا الجوع عن المصريين وتقدم قادة الأديان و المذاهب و صلوا جماعه جماعه فلم تتأثر مياه النيل ثم جاء دور الأقباط , فتقدم البابا بطرس الجاولى و أقام مذبحاً على شاطئ النيل بالمعادى فصلوا قداساً إلهياً وبعد الصلاة غسل البابا الأوانى و ألقى المياه فى النيل ثم ألقى قربانة من الحمل وفى الحال بدأت مياه النيل ترتفع حتى أقتربت من الخيمة التى فيها المذبح , فرفعوها بسرعة لئلا تجرفها المياه وهكذا أنقذت أرض مصر من المجاعة ‘ ولم يخطر ببال قداسة البابا أن الخير سيعم على شعبه فقط بل على شعب مصر كله مسلمين ومسيحيين ‘ وقد قدر محمد على هذه المعجزة وأعاد للأقباط حقوقهم ورفع من شإنهم.
فيا أولى الأمر لماذا هذا العناد ‘ وتحدى الله القدير وفى يدكم وقف المظالم والإضطهاد على شعب مصر المسيحى وعلى كنائسهم ‘ فإذا كنتم تؤمنون باليوم الأخير ‘ فالديان العادل سيحاسبكم على كل ذلك وسيأخذ بحق كل مؤمن مسيحى ظلم على أياديكم ‘ أما كنيسة الرب فلن تقوى عليها ولا أبواب الجحيم ‘ بل إن أبواب الجحيم ستفتح لكم فى نهاية الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق