نعم هذا خطاب اعلان شروط الإستسلام ورفع الرايات البيضاء،لمن يريد رفع الراية والإستسلام،وهناك الكثير في المستقبل القريب سيصطفون على اعتاب بوابات دمشق وحلب وكل الجغرافيا السورية،ممن يسمون أنفسهم بقوى المعارضة،وكذلك دول ستتقاطر على اعتاب سوريا،من اجل اعادة العلاقات معها،طمعاً بان يكون لها حصة في الإعمار،وطبعاً باب التوبة مفتوح للعودة الى سوريا،لمن خانوا او غدروا بسوريا،ولكن كما في الدين هناك ثواب وعقاب وحساب،فلا يعقل بأن من كان جزءاً من المؤامرة على بلده،وبسببه دفعت ثمناً باهظاً على كل المستويات،سيجري استقباله استقبال الفاتحين،بل عليه ان يعتذر من شعب سوريا وجيشها وقيادتها علناً وجهراً،ويعلن انه تاب توبة نصوحة،وهو يستحق العقاب الذي يقرره الشعب ومؤسسات الدولة الشرعية.
إنتهى زمن الأيام المعدودات،ولم يرحل الرئيس الأسد،ولم يطلب اللجوء السياسي او يختبىء على ظهر سفينة،بل بقي بين شعبه يعايش همومه وألآمه،يزور جيشه في مواقعه المتقدمة ويقود الطائرة الحربية بنفسه ويدعو الى الصمود والمقاومة والتوحد من اجل هزيمة المشروع المعادي،وها هو المشروع المعادي ينهزم،ولكن رغم إنهزامه فالرئيس الأسد لم يستعجل اعلان النصر،فسوريا لم تتعافى جيداً،ولم تسحق ذئاب وكلاب العدوان وتتشتت في البراري والوديان والمنافي بشكل نهائي،بل هي سائرة الى هذا المصير،الى مزابل التاريخ،كما يُعلم بالنسبة لمصير الخونة والمأجورين،وتجربة اللحديين في الجنوب اللبناني خير مثال وشاهد،على ما ينتظرهم،فاجهزة المخابرات الإسرائيلية عاملتهم كالكلاب،وأصبحوا يعتاشون على فضلات القمامة.
هم يطيلون امد الحرب على سوريا،فهم مرتعدون من الإنجازات والإنتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه بشكل سريع ومذهل في جرود عرسال والقلمون وريف حماة والبادية السورية،لأن نهاية الحرب تعني بأن سوريا ستخرج أقوى مما كانت عليه قبل الحرب،وستصبح قوة مقررة في الكثير من شؤون المنطقة،وهاجس هذه القوى والدول وهمها الأول،وجود اسرائيل وأمنها.كيف لا يرتعبون ..؟؟ وهم يشاهدون أبطال حزب الله يرفعون اليافطات في جرود عرسال،نحن نتدرب على "النصرة" كمقدمة لمعركة الجليل،والسيد حسن نصرالله توعدهم بحرب يشارك فيها مئات ألآلاف المقاتلين،وقال لهم بان الزمن الذي كنتم تهددون فيه وتنفذون قد ولى.واعداء سوريا والمقاومة لن تكون امامهم فرصة لإستغلال الأوضاع الإنسانية،لكي يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه في الحرب والعدوان،فالقضايا الإنسانية تستغل للتخريب،من قبل غرب غير انساني.
وكذلك شدد الرئيس الأسد على قضية محورية ومبدئية،وثابت من ثابت السياسة السورية بأن وحدة الجغرافيا السورية،غير قابلة للمساومة،ومشروع خلق سايكس- بيكو جديد،يقوم على أساس تقسيم وتجزئة وتفتيت وتذرير وتفكيك الجغرافيا العربية واعادة تركيبها على تخوم المذاهب والطوائف والثروات، تحطم على بوابات دمشق وصمودها ولن يكتب له النجاح.
أمريكا والغرب الإستعماري ضمن عقليتهم الإستعلائية العنجهية الإستعمارية،يعتقدون بان سوريا تستجديهم فتح السفارات مقابل قبول التعاون الأمني معهم،فهم الان بحاجة سوريا،لكي يكون لهم نصيب من الإعمار،ولكي تتعاون معهم اجهزة الأمن السورية في محاربة الجماعات الإرهابية التي وظفوها ومولوها وسلحوها لخدمة مصالحهم واهدافهم في الشام والعراق وليبيا وغيرها من البلدان العربية،وها هو إرهابها يرتد عليهم،عبر عمليات إرهابية تطال مدنهم وعواصمهم.
الأسد شدد على ضرورة التوجه نحو الشرق بالمعنى السياسي،ثقافيا واقتصادياً وحضارياً،فالشرق له كل المقومات التي تحتاجها سوريا،وهو يتعامل معها بندية وليس فوقية وإستعلائية كما هو الغرب المنافق والمخادع.فالشرق عنده قيم واخلاق ومبادىء،قيم العزة والكرامة والتضحية والنخوة والصداقة الحقيقية،وقال بان التاريخ سيكتب فصولاً عن أصدقاء سوريا،دعمهم واخلاقهم،عن روسيا وبوتين عن ايران والسيد خامنئي وحزب الله والسيد نصر الله،أصدقاء سوريا الذين دعموها اقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً،حيث جعلوا التقدم في الميدان أسرع وأعباء الحرب أقل كلفة بشرية وخسارة،وهم الشركاء الحقيقيين والفعليين في النصر،ومقاتلو حزب الله لم يكونوا أقل حرصاً من الجيش السوري على كل ذرة تراب من تراب الوطن.
المصالحات تجري ويمكن تحقيقها شريطة خروج الجماعات الإرهابية والتكفيرية وعودة سيادة الدولة،ولا إمكانية لإقامة مناطق حظر طيران ومناطق آمنه امريكية وغربية،فالهدف منها توفير غطاء جوي للجماعات الإرهابية،لكي تتوسع وتتمدد.صحيح أن سوريا خسرت خيرة شبابها في هذه الحرب والكثير من بناها التحتية ومؤسساتها الإقتصادية قد دمرت،ولكن الأصح بان سوريا ربحت مجتمعاً أكثر صحة واكثر تجانساً وهذا التجانس أساس الوحدة الوطنية،ويكفي سوريا فخراً بانها لم تنحني أمام المخططات الغربية المشبوة،ولم ترتعد فرائس النظام خوفاً من العقوبات والعدوان الأمريكي،كما هو حال مشيخات النفط السعودي،حيث مشيخة آل سعود دفعة الجزية لترامب صاغرة (460) مليار دولار لحماية عرشها المتهالك،وكذلك فعلت غيرها من المشيخات النفطية العربية.بل تمرد على إرادة الأمريكي ليكون ثمن المقاومة أقل كلفة من ثمن الإستسلام،وامريكا لا تقبل ليس لسوريا بالتمرد عليها ومشاركتها دورها وقرارها في المنطقة والعالم،بل لايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية،ولذلك فرضت عليها العقوبات،ولكنها فشلت في تركيعها وتطويعها،ولذلك سوريا كانت وستبقى في قلب الإستهداف الأمريكي والإستعماري الغربي،فمواقف سوريا جزء من أسباب العدوان والصراع عليها،ولكن السيطرة على سوريا تعني السيطرة على قرار المنطقة.
ولذلك الغرب وامريكيا يعيشون حالة من الهستيريا،كلما شعروا بان هيمنتهم على المنطقة تتراجع،وبان هناك من يشاركهم قرارهم الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق