الليل وهواجسي المعتادة/ فاطمة الزهراء فلا

وفاضت الأشجان
وانتحيت جانبا
في قاربي المجنون
الذي تاه منه الشراع
فأقبل الليل كئيبا
علي قلبي يتحسر
وإذا يلح بي الحنين
حتما
 فترهقني المسافة
وتستحيل امامي
 الطرقات اوجاعاً
ورحلت وحدك دوني
مزقت رسائلنا القديمة
وألقيت القبلات لريح
عاتية فسرقتها  للأبد
شفاهنا ظمآي بلا ماء
و كلما استبشرت
 بالسقيا مضت
وتبعتها جزعاً مضيت
أنا ناعسة بلاضفائر
فهل تقبلني يا أيوب ؟
أم تبحث عن أنثي
جديدة ضفائرها تثيرك ؟
نقشت اسمك علي صخر
وأحجار
وزرعتني رمل وأزهار
أغنية فيروزية عتيقة
 زرعتها في قلبي
 قبل أن ترميني
بدنيا الوداع
كنت أنثي تقبل أناملها
صباحا ومساء
تحلم بها طوال ليلك
وكانت لقلبك منتهي الرجاء
كانت  وجهتك
بوح العبير وحدائق الصفصاف
من النسمة عليها تخاف
 اذا ضحكت وان نطقت
وإن بكت وإن خانتك الدنيا
والبشر
الأموات والأحياء
رجع النواعير الشجيه
حين تحن للقاء
والرعاة العائدين للأحبة
في المساء
لم تهزمك المواعيد
ولا الأشواق ولا الأقمار
كنت لي ملامح مدينة
وتضاريس وطن
فتحت ذاكرتي المغلقة
علي حنيني في غفلة من الزمن
أنا شجرة الياسمين
ودروب العاشقين
ودواليب الليل الممتلئة
بالأسرار وبالظلمة
وأثواب الدانتيللا والشيفون
فيكسيها عشقك جنونا
وانفعالات غضب وبوح
وأفئدة علي رصيف النهار
فيخاف الليل كعادته
ويلم أذياله الحبلي
من آهات حائرة
مملة سئم منها
 الجرحَ ميمنةً وميسرة
وكاد من طول الانتظار
أن ينكسر
وسقط النشيد وذاب
في ماء المطر
واعتلي السماء القمر
وظلت الجراح تهدد بالخطر
نستدفئ بالحنين
ولا ندري أين من الموت
نفر ؟
صبية أنا أحلم بالحب
فما وجدت سوي أضغاث
وليل وذكري بباب
حارتنا القديمة
وسائق عجوز أستند
ظهره لليل والحجر
وفتاة تبكي بلا دمع
تبحث عن حبيب
بقلبها غدر
يا أيها الليل عد كما
حزينا كئيبا يملأك الحذر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق