التدحرجُ للأعلى/ د. عدنان الظاهر

( التدَحرجُ من تحتٍ إلى فوق براءة إختراع بِحَقٍّ لأبي نؤاس )
ودّعتُ القوسَ الضاربَ في أقصى أضلاعي
أحكمتُ القَبْضةَ كي لا أُفشي من أمري سِرّا
غلّقتُ الأبوابَ وأسدلتُ الأستارَ السودا
هل تهربُ من آلةِ جَسِّ السمعِ
دقّاتُ الساعةِ في شَهْقةِ ديكِ الفجرِ السحري ؟
كفكفتُ الدمعةَ أقواساً قاباً قابا
وفتحتُ القِرطاسَ لأُقصي نفسي من نفسي
الصرخةُ في الصخرةِ حالتْ وَقَفتْ ضِدّي
ما جدوى هذي العدوى
تتفاقمُ عاماً عاما
أتحرّكُ بالقوّةِ لا أعصي أمرا
هذي النارُ مُقامُ الشاعلِ فيها
لم تحرقْ كفّاً سَهْوا
أتدفأُ لا أعبدُ ناراً أخرى
وَثَناً غازلتُ فأغضى
وتمادى صَعّرَ خدّا ...
ألهو أو أسلو
مرَّ الزمنُ المُتقلّبُ لوناً ـ شَكلاً ـ ظِلاّ
( يتدَحرجُ من تحتٍ للأعلى )
مَدّدتُ الطرفَ لأقصى ما في وِسعي
ضاقتْ مِشكاةُ العينِ وخانتها شاراتٌ سُودُ
تتطايرُ فُوضى أطيافا
أنهيتُ الشوطَ وصفّرتُ حساباتِ كسوري
مالَ السقفُ وضاقتْ أنفاسي في صدري
أهيَ الدارُ الأخرى
أقضي فيها شَطْراً مُرّاً مُرّا
أَرْفُضُها بالصوتِ العالي جَهْرا
والطِرْسَ " المتأبّطَ شرّا "
غاضَ النبعُ الطامسُ في موقِ بريقِ الأحداقِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق