عُقِمَ الزَّمَانُ فَلَا يَجُـــودُ بِمِثْلِهِ ***ضَرْبُ الْوَلِيـدِ كَأحْمَدٍ وَهُمَام ِ
مقاطع من قصيدتي قي رثاء الجواهري العظيم ( 82 بيتاً من الكامل ) ، التي ألقيت في الحفل التأبيني الذي أقامه المثقفون العراقيون وعائلة الفقيد في البيت العراقي بدمشق ، بمناسبة مرور أسبوع على رحيله ، وذلك في 3 / 8 / 1997م ، وشارك في حفل التأبين الباحث الراحل هدي العلوي ، د. عبد الحسين شعبان ، الكاتب عامر بدر حسون ، الشاعر زاهر الجيزاني ، الشاعر كريم مرزة الأسدي ، كلمة عائلة الفقيد د. فلاح الجواهري ، وكان عريف الحفل الشاعر جمعة الحلفي ، ونشرت القصيدة عدة صحف سورية وعراقية في حينها ، علماً أنّ الجواهري قضى حياته بيت ( 26 /7 1899 - 27 /7 / 1997م) في حينها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أحصى كاتب هذه السطور - كما أحصى للعديد من الشعراء شعرهم - في بديات التسعينات من القرن الماضي ، فوجد للجواهري أكثر من عشرين ألفَ بيتٍ .
(2) طبعاً (دجلة الخير) إشارة إلى قصيدته الشهيرة (يا دجلة الخير) ، و(جرح الشهيد) إشارة إلى قصيدته ( أخي جعفر ) الذي استشهد بمعركة الجسر إبان انتفاضة (1948) , ومطلعها :
أتعلمُ أمْ أنت لا تعلمٌ*** بأنَّ جراحَ الضحايا فمُ
(3) يا (أم عوف ٍ) ، قصيدة رائعة مطولة نظمها الشاعر 1955 م مزج فيها بين الوجدان والفلسفة ، إبان رحلته إلى (علي الغربي) ، وخلالها استضافته راعية غنم ( أم عوف) ، بكرم كبير ولطف ودود ، ورعاية تامة، فناجاها بهذه القصيدة ، وأبعد المشوار , ومطلعها:
يا (أمَّ عوفٍ) عجيباتٌ ليالينا *** يدنينَ أهواءنا القصوى ويقصينا
(4) من ( ريشةٍ عظمُ اضحيةِ) ، تضمين لبيت الجواهري من قصيدته (خلفتُ غاشية الخنوع ورائي ) في رثاء عدنان المالكي سنة 1956م ، البيت :
هذا أنا عظمُ الضحيةِ ريشتي***أبداً ونفحُ دمائها أضوائي
(5) العقيد عدنان المالكي شهيد الجيش السوري ، وجهت دعوة مشاركة للجواهري في الحفل التأبيني الأول المقام سنة 1956م ، إذ شارك بقصيدته الهمزية ، وبعدها بعام شارك برائيته ، ومنها البيت ( أنا العراق لساني قلبه ودمي *** فراته وكياني منه أشطارُ ) ، إذ بقى فيها ما يقارب السنتين في ضيافة الجيش العربي السوري ، بعد غضب الحكومة العراقية عليه ، إثر قصيدته الأولى .
(6) في سنة 1995 م قُلّد الجواهري وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ـ تكريماً للشاعر ، وقلدته وزيرة الثقافة السورية الدكتورة نجاح العطار الوسام . وقلد أيضاً أواخر حياته 1996م بأمر من الملك حسين وسام الاستحقاق الأردني من الدرجة الأولى ، والرجل كان وفياً للعائلة الهاشمية منذ عهد فيصل الأول الذي وقف معه إبان شدّته ومحنته .
(7) الضرب : المثل والصنف ، ويقال هذا من ضرب ذلك أي من نحوه وصنفه ، واللطيف ابن منظور يقول : أنشد ثعلب :
أراكَ من الضربِ الذي يجمعُ الهوى**وحولكَ نسوانٌ لهنَّ ضروبُ
الوليد : نعني به الوليد بن عبيد الطائي. أبو عبادة ( البحتري ) توفي في 284هـ / 897م .
و أحمد : هو أحمد بن الحسين الجعفي أو الكندي , أبو الطيب (المتنبي) (ت 354هـ / 965م) . هُمام : هو هُمَام - وقد يأتي الاسم صيغة مبالغة هَمَّام ، ولكن لا يستقيم الوزن بالشدة ، ففضلت التخفيف بالضم - بن غالب بن صعصعة التميمي ،أبو فراس الفرزدق (توقي 110هـ / 728م) .
(8) (كحرّةٍ ولدتْ ) إشارة إلى قول الجواهري:
لا تقترحْ جنسَ مولودٍ وصورتهُ ***وخلـّها حرّةً ًتأتي بمــــا تلدُ
وقلْ مقالة َ صدق ٍ أنتَ صاحبها ***لا تستمنَ ولا تخشى ولاتعِدُ
(9) إشارة إلى قول الجواهري البيت التالي في ذكرى وفاة الرصافي :
لغزٌ الحياةِ وحيرة ُ الألبابِ *** أنْ يستحيلَ الفكرٌ محضَ ترابِ
توفي الرصافي 1945م , وقال الجواهري بيته في ذكرى الرصافي 1959م .
(10) (فالحائرُالجبارُ)،إشارة إلى أبي العلاء المعري،وقوله في قصيدة رثائه لأبي حمزة الفقيه :
والذي حارتْ البرية فيهِ *** حيوانٌ مستحدث ٌ من جماد
طبعاً ما أراد إلا الإنسان ، وله قول آخريصب في المعنى نفسه ، وأكثر تعميماً :
سألتموني فأعيتني إجابتكم *** من ادعى أنـّه دار ٍفقد كذبا
وللجواهري قصيدة رائعة عن أبي العلاء المعري ، ومتأثر ببعض أرائه ، لذلك قلت أنت نظيره ، إذ ضمنت قول الجواهري نفسه في ( معريه ) قائلاً :
والملهمَ (الحائرَ الجبّارَ) هلْ وصلتْ ***كفّ ُالردى بحياةٍ بعدهُ سببا ؟
مقاطع من قصيدتي قي رثاء الجواهري العظيم ( 82 بيتاً من الكامل ) ، التي ألقيت في الحفل التأبيني الذي أقامه المثقفون العراقيون وعائلة الفقيد في البيت العراقي بدمشق ، بمناسبة مرور أسبوع على رحيله ، وذلك في 3 / 8 / 1997م ، وشارك في حفل التأبين الباحث الراحل هدي العلوي ، د. عبد الحسين شعبان ، الكاتب عامر بدر حسون ، الشاعر زاهر الجيزاني ، الشاعر كريم مرزة الأسدي ، كلمة عائلة الفقيد د. فلاح الجواهري ، وكان عريف الحفل الشاعر جمعة الحلفي ، ونشرت القصيدة عدة صحف سورية وعراقية في حينها ، علماً أنّ الجواهري قضى حياته بيت ( 26 /7 1899 - 27 /7 / 1997م) في حينها :
عُمْـرٌ يَمُرُّ كَوَمْضَـــةِ الْأحـْـــــلَام ِ*** نَبْضُ الْحَيَـاةِ خَدِيْعَة ُ الْأيَّــام ِ
هَلْ نَرْتَجِي مِنْ بَعْدِ عَيْش ٍخَاطِفٍ **أنْ نَسْتَطِيلَ عَلَى مَدَى الْأعْوَام ِ
أبَدَاً نَسِيْرُ عَلَى مَخَــاطِر ِ شَفْرَة ٍ *** حَمْرَاءَ تَقْطِرُ مِنْ دَمِ الْآنـَــام ِ
هَزِأَتْ بِنـَـــا مِنْ عَهْدِ آدَمَ أنْفُـسٌ*** وَلـّتْ وَبَطْنُ الْأرْض ِلِلْأجْسَـام ِ
أيَنَ الْأُلَى كــانَوا بِمَدْرَجَــةِ الْعُلَى ***كلٌّ يســيرُ بمــوكبِ الإعـدام ِ
وإذا حـــذرتَ فلا يجيبكَ عـــــاجزٌ***سـهمُ المنيّةِ نـــــافذُ الأحكام ِ
يتزاحــمونَ إلى المماتِ تهافتـــًا ***فكأنّ مســــعاهمْ بكفِّ حِمــام ِ
أنـّى تشا قبضتْ علـى أرواحهمْ **واستودعتهمْ فـي حشـا الأوهام ِ
*******
قــرنٌ يصـــولُ ولا نــراهُ خانـــعاً **** إلا لحـــقٍّ أو لعهـــدِ ذِمَــام
عشــرونَ ألفــاً صُفـّفتْ أبيــاتها **** فاضتْ قرائحُـها مــــن الآلآمِ (1) ِ
من دوحـة الشرفِ المعلـّى إرثهُ ****سـوحُ النضــالِ ومرتعُ الأعلامِ
من (دجلةِ الخيِر) التي بضفافها****(جرحُ الشهيدِ) وصـرخة الأيتامِ (2)
من (أم عـوفٍ) إْذْ تطارحُ ضيفها**** سَمَراً وردّتْ روحَـــــهُ بـكلامِ (3)
مـنْ أبكر الإصباح يشدو زاهـياً ****شـــدوَ الرعاةِ وصبيةَ الأحـلامِ
منْ (ريشةٍ ،عظمُ الضحيةِ) عودُها**رسمتْ خطوطَ المجدِ نفسُ عصامِ (4)
منْ (جلـّقٍ) واخضوضرتْ جنباتهُ **** قدْ فاحَ طيبــاً عبقهُ للشـّــــــام ِ
منْ يوم (عدنان ٍ) لآخـر يومــهِ *** *ولهُ (دمشق ُ) تزفُّ بالأنــــــغامِ (5)
وسعَ الدُنى أفقاً وأجّج لهبهـــا ****شـــعراً وحط َّ رحالـــهُ بـ (وســامِ)(6)
جادتْ بهِ الدنــــيا بآخر عهدِهـــا **** كالسـيل ِيكســـحُ علـّـةِ الأرقــامِ
*******
يا أيّها الشــــعرُ اليتيمُ أبـــــوة ً**** طرِّ الجفافُ بمنبع ِ الإلهــام ِ
من بعدِ آياتِ القريضِ ِ وربِّهــــا*** يهوى العمودُ وحسنهُ لحطــام ِ
لا عبقرٌ يزهـو بدرِّ جـــــــواهر ٍ*** أوراقـــهُ سخرتْ مــن الأقــلام ِ
عُقمَ الزمانُ فلا يجـــودُ بمثلـهِ **** ضربُ الوليـدِ كأحمــدٍ وهُمَام ِ(7)
عـذراً وإنْ عــزَّ المحــالُ فربّما **** فيضُ النجيع َمـن العراق الدامي
********
يا شيخنا والشـــعرُ قبسـة ُ قابــس ٍ**** ولأنتَ بركــانٌ مــنِ الإضــرام ِ
سارعتَ في وصــفِ اللواعجِ لمحة ً **** بشواردٍ حُبكـتْ علـى الإحكام
ووضعتَ ما عجــــزَ الأوائـــلُ خاتماً ****شـأو القريض ِلذمّــة الإعجام ِ
ولقد تركـــتَ الأصغرين ( كحـــرّةٍ **** ولدتْ ) بدون تدلـّــل ٍووحـام ِ(8)
فهتكتَ مــــن لبسَ الـريـــاءَ ويكتسي**** وجهَ العفيفِ بطانـة َ الإجـرام
فتلوّثـــتْ تلـــــكَ الطبـاعُ واصبحـتْ **** بعــدَ النقــاءِ كحشــوةِ الألغـام ِ
فالشـــــــعرُ وجـــدانٌ لأمـةِ يعــــربٍ *****إلهـــامُ إنســــانيّةِ الأقــــوام
وبدونـهِ تخبــو الحيــــاةُ كــآلـــةٍ ***** صمّــاءَ والإنســانُ لحمُ ركــام ِ!!
وإذا أثــاركَ فـــي الحـياةِ تحيّـــرٌ**** أنْ يستحيلَ الفكــــرٌ محضَ رمـامِ (9)
(فالحـائر الجبّــار) أنـتَ نظـــيرهُ **** فكـــراَ بلا وضـح ٍ ولا إبــهـام ٍ(10)
قد حـــــرَ الألبــــابَ ربّـُـكَ لـــغزهُ **** بيــــنَ الوجـــودِ وقـــوة الإفهام ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أحصى كاتب هذه السطور - كما أحصى للعديد من الشعراء شعرهم - في بديات التسعينات من القرن الماضي ، فوجد للجواهري أكثر من عشرين ألفَ بيتٍ .
(2) طبعاً (دجلة الخير) إشارة إلى قصيدته الشهيرة (يا دجلة الخير) ، و(جرح الشهيد) إشارة إلى قصيدته ( أخي جعفر ) الذي استشهد بمعركة الجسر إبان انتفاضة (1948) , ومطلعها :
أتعلمُ أمْ أنت لا تعلمٌ*** بأنَّ جراحَ الضحايا فمُ
(3) يا (أم عوف ٍ) ، قصيدة رائعة مطولة نظمها الشاعر 1955 م مزج فيها بين الوجدان والفلسفة ، إبان رحلته إلى (علي الغربي) ، وخلالها استضافته راعية غنم ( أم عوف) ، بكرم كبير ولطف ودود ، ورعاية تامة، فناجاها بهذه القصيدة ، وأبعد المشوار , ومطلعها:
يا (أمَّ عوفٍ) عجيباتٌ ليالينا *** يدنينَ أهواءنا القصوى ويقصينا
(4) من ( ريشةٍ عظمُ اضحيةِ) ، تضمين لبيت الجواهري من قصيدته (خلفتُ غاشية الخنوع ورائي ) في رثاء عدنان المالكي سنة 1956م ، البيت :
هذا أنا عظمُ الضحيةِ ريشتي***أبداً ونفحُ دمائها أضوائي
(5) العقيد عدنان المالكي شهيد الجيش السوري ، وجهت دعوة مشاركة للجواهري في الحفل التأبيني الأول المقام سنة 1956م ، إذ شارك بقصيدته الهمزية ، وبعدها بعام شارك برائيته ، ومنها البيت ( أنا العراق لساني قلبه ودمي *** فراته وكياني منه أشطارُ ) ، إذ بقى فيها ما يقارب السنتين في ضيافة الجيش العربي السوري ، بعد غضب الحكومة العراقية عليه ، إثر قصيدته الأولى .
(6) في سنة 1995 م قُلّد الجواهري وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ـ تكريماً للشاعر ، وقلدته وزيرة الثقافة السورية الدكتورة نجاح العطار الوسام . وقلد أيضاً أواخر حياته 1996م بأمر من الملك حسين وسام الاستحقاق الأردني من الدرجة الأولى ، والرجل كان وفياً للعائلة الهاشمية منذ عهد فيصل الأول الذي وقف معه إبان شدّته ومحنته .
(7) الضرب : المثل والصنف ، ويقال هذا من ضرب ذلك أي من نحوه وصنفه ، واللطيف ابن منظور يقول : أنشد ثعلب :
أراكَ من الضربِ الذي يجمعُ الهوى**وحولكَ نسوانٌ لهنَّ ضروبُ
الوليد : نعني به الوليد بن عبيد الطائي. أبو عبادة ( البحتري ) توفي في 284هـ / 897م .
و أحمد : هو أحمد بن الحسين الجعفي أو الكندي , أبو الطيب (المتنبي) (ت 354هـ / 965م) . هُمام : هو هُمَام - وقد يأتي الاسم صيغة مبالغة هَمَّام ، ولكن لا يستقيم الوزن بالشدة ، ففضلت التخفيف بالضم - بن غالب بن صعصعة التميمي ،أبو فراس الفرزدق (توقي 110هـ / 728م) .
(8) (كحرّةٍ ولدتْ ) إشارة إلى قول الجواهري:
لا تقترحْ جنسَ مولودٍ وصورتهُ ***وخلـّها حرّةً ًتأتي بمــــا تلدُ
وقلْ مقالة َ صدق ٍ أنتَ صاحبها ***لا تستمنَ ولا تخشى ولاتعِدُ
(9) إشارة إلى قول الجواهري البيت التالي في ذكرى وفاة الرصافي :
لغزٌ الحياةِ وحيرة ُ الألبابِ *** أنْ يستحيلَ الفكرٌ محضَ ترابِ
توفي الرصافي 1945م , وقال الجواهري بيته في ذكرى الرصافي 1959م .
(10) (فالحائرُالجبارُ)،إشارة إلى أبي العلاء المعري،وقوله في قصيدة رثائه لأبي حمزة الفقيه :
والذي حارتْ البرية فيهِ *** حيوانٌ مستحدث ٌ من جماد
طبعاً ما أراد إلا الإنسان ، وله قول آخريصب في المعنى نفسه ، وأكثر تعميماً :
سألتموني فأعيتني إجابتكم *** من ادعى أنـّه دار ٍفقد كذبا
وللجواهري قصيدة رائعة عن أبي العلاء المعري ، ومتأثر ببعض أرائه ، لذلك قلت أنت نظيره ، إذ ضمنت قول الجواهري نفسه في ( معريه ) قائلاً :
والملهمَ (الحائرَ الجبّارَ) هلْ وصلتْ ***كفّ ُالردى بحياةٍ بعدهُ سببا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق