خطاب اسلامي تنويري في مواجهة الارهاب الداعشي المتطرف
تغرق المنطقة العربية في مستنقع الطائفية والاقليمية والمذهبية والعشائرية ، وتواصل الاتجاهات الظلامية التكفيرية جز الرؤى ، وربيع السبايا في سوق النخاسة ، والعقلية الداعشية توغل في الجريمة والهدم والدمار والتخريب والاعتداء على الحضارة العربية الانسانية .
وقد فاقت الجرائم التي ارتكبتها قوات داعش المسلحة في دمويتها أبشع جرائم في التاريخ .
وفي أقل من سبع سنوات سقط من أبناء الوطن العربي بقوة الارهاب السياسي المتطرف ما يقارب نحو مليون قتيل ، عدا عن تشرد الملايين الذين باتوا في حكم المهجرين .
ان ما قامت وتقوم به هذه الجماعات والتيارات السلفية الجهادية من ممارسات واعمال عنف وقتل واغتيال وتدمير الآثار التراثية بتماثيلها ونفائسها ، وهدم المعالم الأثرية الحضارية بكل دلالاتها ، كما حصل وجرى في موصل العراق ومعرة النعمان وحلب سوريا ، هو حصيلة فكر وهابي وجهل اعمى وتخلف وتطرف وفهم غير سوي للدين ، وفيه غلو بالتكفير والاجرام ، ويرتكز على فتاوى ابن تيمية كجزء من الماضي ، وبنزوعهم الفقهي هذا القائم على الصرامة والتشدد. والتعصب الديني والتطرف ، يثبتون قطيعة معرفية مع كل الاتجاهات والاجتهادات التنويرية من عقلانية المعتزلة وابن رشد ، الى خطاب محمد عبده الاصلاحي المستنير ، الذي اعاد للفكر الاسلامي المعاصر عقلانيته التي غيبتها عصور الانحطاط والظلام ، وبذلك فهم يساهمون في رفع راية مقاومة التنوير والعقلانية والحداثة والمعاصرة والتقدم ، بل وحتى مقاومة واغتيال العقل ، ورفع صوت اللامعقول ، وتبرير العودة الى الوراء ، حيث الظلام والضياع .
الخطاب السياسي والفكري والديني الموجه ضد الارهاب التكفيري الظلامي الوهابي السلفي ، ينبغي أن يكون أكثر وضوحاً وتماسكاً وحدة ، كي لا يتغلغل الفكر الداعشي المتطرف أكثر بين القطاعات الشعبية الفقيرة ، وفي المنطقة .
ان الحرب على الارهاب يجب أن تكون ببعديها الديني والفكري ، بتجفيف منابع الارهاب واستئصال الفكر المتشدد المتعصب المتطرف ، الذي يسعى جاهداً للتغلغل في عمق مجتمعاتنا العربية كافة .
المطلوب لمواجهة التطرف الديني والارهاب التكفيري هو تفعيل دور المؤسسات الدينية المعنية بالعبادات والفتاوى ، والقيام بواجبها الترشيدي ودورها الاشعاعي بالتزام المنهج الاسلامي الوسطي الصحيح ، فضلاً عن مبادرات مسؤولة لترسيخ وتعميق الفكر الديني المعتدل باعتباره نقيضاً للتطرف الديني ، وتصحيح المفاهيم الدينية التي اخرجت من سياقاتها وعلى رأسها " الجهاد " و" التكفير " ، وتجديد الخطاب الديني ، والاقتداء بفكر الاصلاحيين التنويريين ، والسير قدماً على خطى النهضة العلمية المعاصرة ، تأصيل خطابها النهضوي المستنير العقلاني المعرفي .
ولا مناص من خطة مدروسة ومشروع فكري شامل يهدف الى حملة توعوية وتقيفية بغية اجتثاث جدور الارهاب التكفيري وعزله عن الجماهير ، وجعل الكفاح والمواجهة والمقاومة صراعاً بين الجماهير والمجاميع الارهابية المسلحة المتطرفة .
ولا حل ولا آفاق لتجفيف منابع الارهاب الاصولي السلفي الا عبر خطاب اسلامي حداثوي وسطي معتدل ، مناهض للعقلية الداعشية الظلامية المتطرفة ، التي فاقت كل تصور ، وتهدد مستقبل مجتمعاتنا العربية من محيطها حتى خليجها .
**
ادوارد سعيد المغوار الفكري الكبير ..!
مضى ١٤ عاماً على غياب المثقف العضوي الجذري الفلسطيني ادوارد سعيد ، الذي عاش ومضى كما يليق بمفكر كبير ومغوار ، ومبدع بارز ، ومناضل شجاع أن يعيش ويمضي ، فهو من قلة نادرة من مفكري هذا العصر ممن عنوا بالتحليل العلمي للعلاقة بين الثقافة والامبريالية ، وشكلت ابداعاته الفكرية والنظرية ثورة معرفية في الثقافة العربية الجديدة .
اختط ادوار سعيد لنفسه طريق الكفاح مزوداً ومزوداً نفسه على الدوام بمعارف انسانية شاملة ، ومقدماً بدائل منهجية لكل ما هو فاسد ومتخلف في الحياة ، وآمن بأن دور المثقف يكمن في اثارته الاسئلة ليقلق الناس ، ويثير التأمل ويستفز الجدال والتفكير .
ادوارد سعيد الفلسطيني المتنور الحر ، الملتزم بقضايا عصره وشعبه ، المغكر الدارس الذي عاش من وظيفته ، وعاش للابداع والعقل الفكري ، تميز بين الاكاديميين بمطارحاته السجالية ودراساته المهمة وابحاثه المتشعبة في الاستشراق ، التي لاقت الاهتمام من العامة والنخب الثقافية والفكرية العربية والفلسطينية .
كان مثابراً بكل اشكال النضال الفكري لكسب معركة الانسان الفلسطيني في ارضه ووطنه وتراثه ، ولن تنسى فلسطين هذه الهالة والقامة الفكرية الشاخصة الفريدة في تشابكها مع الواقع ، الباحثة عن ما هو أفضل للوطن . انه خلاصة جيل غلب ثوابته ومبادئه على متغيرات أيامه ، فقاوم واعطى ، ولم يترك " الفراغ " يتسرب الى الثقافة المقاومة كما تسرب الى السياسة ، وبأعماله ونضالاته وسجالاته اعطى ادوارد سعيد صورة جديدة للنخبة الفكرية العربية في القرن العشرين ، فكان من صفوة المثقفين النخبويين العضويين وخيرة مناضلي شعبنا وامتنا .
ورغم غياب ادوارد سعيد جسداً ، لكنه ما زال وسيظل حاضراً بيننا وفي ثقافتنا وفكرنا الفلسطيني الديمقراطي .
مضى ١٤ عاماً على غياب المثقف العضوي الجذري الفلسطيني ادوارد سعيد ، الذي عاش ومضى كما يليق بمفكر كبير ومغوار ، ومبدع بارز ، ومناضل شجاع أن يعيش ويمضي ، فهو من قلة نادرة من مفكري هذا العصر ممن عنوا بالتحليل العلمي للعلاقة بين الثقافة والامبريالية ، وشكلت ابداعاته الفكرية والنظرية ثورة معرفية في الثقافة العربية الجديدة .
اختط ادوار سعيد لنفسه طريق الكفاح مزوداً ومزوداً نفسه على الدوام بمعارف انسانية شاملة ، ومقدماً بدائل منهجية لكل ما هو فاسد ومتخلف في الحياة ، وآمن بأن دور المثقف يكمن في اثارته الاسئلة ليقلق الناس ، ويثير التأمل ويستفز الجدال والتفكير .
ادوارد سعيد الفلسطيني المتنور الحر ، الملتزم بقضايا عصره وشعبه ، المغكر الدارس الذي عاش من وظيفته ، وعاش للابداع والعقل الفكري ، تميز بين الاكاديميين بمطارحاته السجالية ودراساته المهمة وابحاثه المتشعبة في الاستشراق ، التي لاقت الاهتمام من العامة والنخب الثقافية والفكرية العربية والفلسطينية .
كان مثابراً بكل اشكال النضال الفكري لكسب معركة الانسان الفلسطيني في ارضه ووطنه وتراثه ، ولن تنسى فلسطين هذه الهالة والقامة الفكرية الشاخصة الفريدة في تشابكها مع الواقع ، الباحثة عن ما هو أفضل للوطن . انه خلاصة جيل غلب ثوابته ومبادئه على متغيرات أيامه ، فقاوم واعطى ، ولم يترك " الفراغ " يتسرب الى الثقافة المقاومة كما تسرب الى السياسة ، وبأعماله ونضالاته وسجالاته اعطى ادوارد سعيد صورة جديدة للنخبة الفكرية العربية في القرن العشرين ، فكان من صفوة المثقفين النخبويين العضويين وخيرة مناضلي شعبنا وامتنا .
ورغم غياب ادوارد سعيد جسداً ، لكنه ما زال وسيظل حاضراً بيننا وفي ثقافتنا وفكرنا الفلسطيني الديمقراطي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق