قامت الجامعة العربية الامريكية في جنين بتكريم الشاعرة الفلسطينية المتألقة ابنة طوباس الكنعانية، مدينة السحر والجمال والطبيعة واشجار اللوز والزيتون وينابيع وعيون الماء ، والتي تكتب الشعر وتحاوره بصيغة الموت والحياة ، وتيحث عن ملامح ثائر غير موجود - كما تقول ،؟وتحتل حيزاً مرموقاً في المشهد الفلسطيني تحت الاحتلال ، ولها حضور قوي ومحرك ولافت وداعم على الساحة الثقافية والادبية .
وجاء الاحتفال التكريمي المميز الرائع تقديراً لعطائها الشعري والادبي ، وبمناسبة صدور منجزها النثري " لحظات لاذعة " . وهو تكريم مستحق لشاعرة ومبدعة اثبتت حضورها الواعي والطاغي في الحياة الادبية الفلسطينية ، ولفتة نبيلة وشهادة تقدير من الجامعة التي تنتمي اليها انتماءً راسخاً كجذور السنديان والعناب .
وهو بلا شك احتلفال يساهم في بناء وتعميق صرح ثقافتنا الوطنية الانسانية الفلسطينية ، وفي افشال المشاريع الاحتلالية الرامية الى طمس ثقافتنا وحضارتنا وهويتنا ، وختق الكلمة الوطنية الملتزمة النظيفة الصادقة .
ومهما حمل هذا الحفل التكريمي من معان وكلمات ودلالات ، فان رونق الكلمة وصفاء العبارة لا يتمان الا بلحن القوافي ورنين التفاعيل .
منال دراغمة شاعرة تكتب وتصوغ نصوصها النثرية بروح هادئة شفافة ، لتعبر عن افكارها ورؤاها التي تتغلغل في النفس البشرية ، فهي شاعرة طبع دون تصنع او تكلف ، تختار الايقاع الداخلي رابطاً ما بين الالفاظ والحقول الدلالية .
منال دراغمة مبدعة تمثل في اشعارها تيارا
تثرياً فيه النزعة الصوفية والرؤية الفكرية ، ما يجعل نصها النثري تطرب له الأنفس والأذان ، وصورها عميقة تفجر المواقف المختلفة من ذاتها ، ومن تأملاتها الوجدانية .
منال دراغمة ترتكز في بناء القصيدة النثرية على رسم الصورة المتداخلة المتشعبة والبعيدة في ايحاءاتها ، فلا تكتمل الفكرة الا باكتمال الصورة ، ولا تكون للكلمة اهميتها الا بما تقدمه لغيرها حتى تتواصل الفكرة وتتكامل الصورة .
انها تكتب بالدمع والدم ، وتكتب بالنار ، متمسكة بارثنا الثقافي الحضاري النضالي الكفاحي ، وهي منتصرة حتماً وابداً .
ان هذا التكريم المستحق وعن جدارة يضاف الى ما حققتيه من منجزات ومكتسبات على ارض الواقع ، وهو مدعاة للفخر والاعتزاز . وهو تكريم لشعب منال دراغمة ، شعب العطاء والفداء والتضحيات ، وهو يحنو ويقدر الاعمال الابداعيىة الملتزمة الصادقة . وحقاً ان طريق الحق والالتزام صعب ، ولكنه حتماً الطريق الاوضح ، طريق الكفاح الوطني ، على درب الحرية والنضال والمقاومة ، باصالة فلسطينية ، وبصدق يعربي ، صدق العزم فوضح السبيل، سبيل العطاء ، يا شعب الفداء .
فيا ايتها العاشقة لتراب هذا الوطن ، انك تمنحين الحب من يشتهيه ، وتسمين بنثرك الشعري فوق العذاب ، وانك رغم الجراح تلونين للفجر ما تبتغيه ، وتسمين بنصك لتسبرين غور تمرد فوق الغضب ، وفوق حدود المنتهى في سديم .
منال دراغمة ، النجم الأدبي الذي بزغ وسطع نوره ، مبروك التكريم المستحق ، سائلاً المولى ان تظلي بموفور الصحة وطول العمر ، وان يوفقك الى ما تصبين اليه من ابداع وجهود حثيثة للوصول الى المكانة اللائقة التي تطمحين اليها وتحلمين فيها .
تقبلي احترامي وتحياتي وتهنئتي القلبية ، ودمت لشعبك وجامعتك حقل عطاء لا ولن يبور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق