الصعايدة جدعان قوي/ عبدالواحد محمد

“ومهما أنزل بلد 
انزلها بالجسد، 
لكن القلب راحل، 
له في السواحل ساحل، 
لغيره ما انوجد، 
سايب قلبي في حاراتك 
سايب صوتي في سكاتك، 
وخضرتي في نباتك 
يا مصر، وتنّي راحل
( الشاعر عبدالرحمن الابنودي )  
مهما كنت صوت الحزن ياولدي أكيد إنك واد صعيدي وراجل  صحيح في كل عصر أكيد كل الازمات كنت فيها أبن الوطن بلا حاجة إلي دعم وكلام ليل ودخان ملهوش ضي كنت الصعيدي الجدع وقت المحن وكل الشدائد يا أبن مصر الحبيبة والعظيمة  أكيد الريس متقال معنا والشاعر عبدالرحمن الابنودي جوانا والشيخ  ياسين التهامي بيرفع كل أذانك يابهية وبيقول فيك كل حكاوي الواد الصعيدي الجدع  وأمل دنقل في قهوة ريش بيكتب  كل قصائد  وطن !
لاريب يبقي  محراب الفن الاسطوري صعيدي مائة في المائة ومكتوب علي جداران كل معابد ومقابر وأديرة وأثارك يامصر بقلم المبدع الصعيدي من عصر إلي عصر  وكمان اليوم في كل قلوبنا ملايين الصعايدة الجدعان في كل المحافل الثقافية  والفنية والمعمارية والاجتماعية  والاعلامية  في الداخل والخارج  يؤكدون إنك يابهية احلي عروس بدون زينة ومكياج  لأن جمالك رباني وقلبك زي البفته البيضا  وحبك من حب كل حبات  رمالك الصفرا  من كل اشعارك اللي قالت إنك  حورية كل عصر !
الصعايدة جدعان قوي ومنهم رجال ونساء  شيوخ وزعماء  كتاب وأدباء وساسة وفنانيين وطابور لا يعرف نهايات من إبداع فيه مليون بل ملايين الحكاوي  اللي بتروي عطش الصبايا  ومن المفارقات التي جمعتني مؤخرا بأبناء  الصعيد بدون سابق موعد  في أحدي الامسيات الثقافية القاهرية  أل رائف  ومدي عشقهم لمصر وكرمهم الطائي وخاصة عندما استمعت إلي عميد عائلة ( رائف ) الحاج  محمد محمد رائف الذي يبذل كل جهده من أجل مد جسور من المودة بين كل العائلات الصعيدية في مسقط  رأسه اسيوط في حالات النزاع كما هو في حالات الفرح بعقلية مبدع  لا يتوان في تقديم كل الخدمات  المادية والمعنوية رغم مشاغله الكثيرة والمتعددة بحكم عمله  بل يحمل صوت مصر في كل محافل الثقافة والإبداع  اينما تواجد هو حكاية مصرية  حكاية وطن وبالمثل أبناءه الشباب  ومنهم  الاستاذ فتحي محمد محمد رائف  والذي يحمل نفس الصفات الصعيدية رغم نشأته القاهرية  الا أن الجين الصعيدي في كل خصاله الإجتماعية  قائم من حيث الجود والكرم والشهامة  موروثا  اصيلا وكذلك ولد عمومتهم  الشاب  الرائع شهاب احمد أبوزيد  الذي يهوي الشعر وقصائد عبدالرحمن الابنودي ومواويل الشيخ ياسين التهامي  ليكتبون معا (  ال رائف )  بعض من حكاوي المحروسة في احدي أمسيات الثقافة المصرية بلا موعد  لكن يبقي الفن المصري الصعيدي يحمل كل موروثات الإبداع  غير المهجن بلغات أخري  بل بلهجات أخري !
ليبقي الضمير الصعيدي  المصري الأصيل هو اللحن الذي لا يعرف رحيل مهما كانت السحب داكنة والشمس حائرة بين شتاء قصير وصيف طويل !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق