(يكشف الخيال ما تخفيه الحقيقة- رالف والدو إمرسون)
(1)
أنا لا أرى شيئاً ولا شيءٌ يراني
تعبت من هذا التّعبْ
تعبتُ من انتظاركِ اليوميّ كلّ مساءْ
تعبتُ من النّهار
أمازحُ الطّيفَ يمخرني بأناةِ محترفٍ جريءْ
تعبتُ من عضوي يسيلُ حليبه كلّما استذكرتُ صوتكْ
واكتناز الصّدر في الصّورةْ
واكتمال الرّدف والفخذينْ
والتماع السّاق تحت الماء في الحوض بَلّورَةْ
تعبت من الرّياحِ
من الماءِ والصلواتِ
من الصّخب الفراغيّ السّقيمْ
تعبت من حُلُمٍ يداخلني
يبعثرني على جسدكْ
ويتركني رمادَ مسافة ما في الهباءْ
تعبتُ منّي يا أنايْ
تعبت من وجعي ومن أنغام نايْ
تعبت وما لدى تعبي سوايْ!
أنا لا أرى شيئا ولا شيءٌ يراني
وليس لي أي اهتمامات أرتّبها
أيّ شيء هو أيّ شيء طارئ
مثل الحياةْ
فلماذا إذنْ
أرتّبني وكلّ شيء لا يكون سوى لحظات؟
(2)
لست أدري كم سيلزمني لأعبر شاطئا يمتـدّ إيغالا إلى الصّحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصّيف؟
من سيألفني في الوقتْ
هذا الخريف الخرفْ
من سيوصلني إلى شجْرة الحور والطّلع والنّخلة السّامقةْ؟
من سيطعمني رطبا على سغب طويلْ
ويطلعني على سرّ السّفرجل في تعاليم الطّريق؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحمو أوّل زهرة من رسمها لتصير مثل الزّوبعة
من سيفتح آخر سفر خطّه قدر تربّص بي هناك؟
من ذاك الّذي أرخى اليمامة في مسافات الوجعْ
لأكون نصّ موتٍ مستباحْ؟
أم من يعلّمني جمال الصّمت والحرفة الفاتنةْ؟
من ذاك الّذي تأمّلني ليأكل جثّتي قبل الحصاد الأخيرْ
وينثرني مع حبيبات الرّمالْ؟
من ذاك الذي علّمني السّؤال وأضاع منّي الأجوبة؟
من ذاك الّذي يدخل كلّ حين جوف رأسي ويمنع عن بنات الفكر تلك الثّرثرةْ؟
يا لتلك المجزرةْ!
يا لعمق المقبرةْ!
(3)
من يكشف المستورْ
ويجرؤ أن يقولَ: الذّئبُ سيّد على القطيعْ؟
من يحقّق في جرائمنا
عن شاعر الزّيتون والحبّ والدّفلى
يضيق ذرعا بالنّسور؟
ويصبح قاتلا مشهورْ
وصاحب سترة وبلاغة تقيه من الرّذاذ
يخبّئ بين أنفاس القصيدة خطّة ومسدّسا ومشروع اغتيالْ
وأنّ من أشعل القاعات في نثر وهج الزّعفرانْ
غدا عرَّاب أنظمة الفجورْ
من يكشطُ رغوة الوحش عن مسامات الجلودِ
ليستلذّ بنا السُّفورْ
من يستعيد شكل الحرف والطّين والرّيشةْ
ليغسل روحَنا بعضُ الهدوءْ
من ينكئ المنكوءَ قيح جروحنا ويظهر المخبوءْ
هنا وجع معذّب
تعب على تعب مركّبْ
وأمامنا لهب وأصفادٌ وسورْ
والشّاعر المرحوم حمّلنا دماء الذّئب أيضا
وصار بوسع القوم أن يتبغددوا على دمنا
ولنا يا صاحبي وعد كذوب صارخٌ وأوجاع وبورْ
(1)
أنا لا أرى شيئاً ولا شيءٌ يراني
تعبت من هذا التّعبْ
تعبتُ من انتظاركِ اليوميّ كلّ مساءْ
تعبتُ من النّهار
أمازحُ الطّيفَ يمخرني بأناةِ محترفٍ جريءْ
تعبتُ من عضوي يسيلُ حليبه كلّما استذكرتُ صوتكْ
واكتناز الصّدر في الصّورةْ
واكتمال الرّدف والفخذينْ
والتماع السّاق تحت الماء في الحوض بَلّورَةْ
تعبت من الرّياحِ
من الماءِ والصلواتِ
من الصّخب الفراغيّ السّقيمْ
تعبت من حُلُمٍ يداخلني
يبعثرني على جسدكْ
ويتركني رمادَ مسافة ما في الهباءْ
تعبتُ منّي يا أنايْ
تعبت من وجعي ومن أنغام نايْ
تعبت وما لدى تعبي سوايْ!
أنا لا أرى شيئا ولا شيءٌ يراني
وليس لي أي اهتمامات أرتّبها
أيّ شيء هو أيّ شيء طارئ
مثل الحياةْ
فلماذا إذنْ
أرتّبني وكلّ شيء لا يكون سوى لحظات؟
(2)
لست أدري كم سيلزمني لأعبر شاطئا يمتـدّ إيغالا إلى الصّحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصّيف؟
من سيألفني في الوقتْ
هذا الخريف الخرفْ
من سيوصلني إلى شجْرة الحور والطّلع والنّخلة السّامقةْ؟
من سيطعمني رطبا على سغب طويلْ
ويطلعني على سرّ السّفرجل في تعاليم الطّريق؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحمو أوّل زهرة من رسمها لتصير مثل الزّوبعة
من سيفتح آخر سفر خطّه قدر تربّص بي هناك؟
من ذاك الّذي أرخى اليمامة في مسافات الوجعْ
لأكون نصّ موتٍ مستباحْ؟
أم من يعلّمني جمال الصّمت والحرفة الفاتنةْ؟
من ذاك الّذي تأمّلني ليأكل جثّتي قبل الحصاد الأخيرْ
وينثرني مع حبيبات الرّمالْ؟
من ذاك الذي علّمني السّؤال وأضاع منّي الأجوبة؟
من ذاك الّذي يدخل كلّ حين جوف رأسي ويمنع عن بنات الفكر تلك الثّرثرةْ؟
يا لتلك المجزرةْ!
يا لعمق المقبرةْ!
(3)
من يكشف المستورْ
ويجرؤ أن يقولَ: الذّئبُ سيّد على القطيعْ؟
من يحقّق في جرائمنا
عن شاعر الزّيتون والحبّ والدّفلى
يضيق ذرعا بالنّسور؟
ويصبح قاتلا مشهورْ
وصاحب سترة وبلاغة تقيه من الرّذاذ
يخبّئ بين أنفاس القصيدة خطّة ومسدّسا ومشروع اغتيالْ
وأنّ من أشعل القاعات في نثر وهج الزّعفرانْ
غدا عرَّاب أنظمة الفجورْ
من يكشطُ رغوة الوحش عن مسامات الجلودِ
ليستلذّ بنا السُّفورْ
من يستعيد شكل الحرف والطّين والرّيشةْ
ليغسل روحَنا بعضُ الهدوءْ
من ينكئ المنكوءَ قيح جروحنا ويظهر المخبوءْ
هنا وجع معذّب
تعب على تعب مركّبْ
وأمامنا لهب وأصفادٌ وسورْ
والشّاعر المرحوم حمّلنا دماء الذّئب أيضا
وصار بوسع القوم أن يتبغددوا على دمنا
ولنا يا صاحبي وعد كذوب صارخٌ وأوجاع وبورْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق