حزب الله الإرهابي ليس من النسيج اللبناني/ الياس بجاني

لا وألف لا، فإن حزب الله هو ليس من النسيج اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، بل هو جسم سرطاني ملالوي وفارسي وإرهابي ينخر في عظام وطن الأرز عموماً، وفي عظام الطائفة الشيعية اللبنانية تحديداً، ويسعى لتدمير كل ما هو لبناني من هوية وسلام وتعايش وحضارة وتواصل مع العالمين العربي والغربي.

هذا الحزب المؤدلج مذهبياً والمعسكر والإرهابي هو جيش إيراني كامل الأوصاف وعملاً بكل المعايير.

الحزب هو قوة إيرانية وإرهابية تحتل لبنان وقد حوله بالقوة إلى ثكنة ومخزن سلاح ومقاتلين وإلى قاعدة إيرانية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.

الحزب هو عملياً وواقعاً معاشاً ليس الطائفة الشيعية الكريمة لا حاضراً ولا ماضياً ولا مستقبلاً، بل هو يخطف هذه الطائفة ويأخذها رهينة بقوة المال والإرهاب والتمذهب ويعزلها عن الدولة وعن باقي الشرائح اللبنانية ويصادر قراها ويتحكم بمصيرها ويشوه صورتها ويجند شبابها ويقتلهم في حروب عبثية خدمة للمشروع الإيراني الإمبراطوري التوسعي والاستعماري.

وهنا لا بد من التذكّير بأن الاحتلال البعثي - الأسدي للبنان هو الذي وعن سابق تصور وتصميم غيب الدولة اللبنانية عن الطائفة الشيعية وضرب كل مؤسسات الدولة وعهرها، وهو الذي سهل وأمن ودعم هذه الهيمنة الشبه شاملة وكاملة لحزب الله على الطائفة الشيعية في كافة المجالات وعلى كل الصعد.. وذلك بالتناغم والتآمر مع نظام الملالي الإيراني.

وفي هذا السياق نستذكر بحزن معارك إقليم التفاح التي دجنت حركة أمل بالقوة وجعلتها تابعة لحزب الله من خلال معارك شرسة أوقعت المئات من أبناء الطائفة الشيعية بين قتيل وجريح.

إن المنطق والعقل والتجارب والتاريخ كلها عوامل تؤكد أن حزب الله الإرهابي والأداة العسكرية الإيرانية هو آني ومارق ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة الحالية لا في لبنان، ولا في سوريا، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته وممولوه الملالي في إيران هم أنفسهم في النهاية سوف يتخلصون منه، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة فقط هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عن طريق حزب الله وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي الآن في مواجهة جدية ومصيرية مع كل العرب شعوباً ودولاً، ومع غالبية دول العالم الحر.

من هنا فإنه من المؤكد أن رحلة أفول حزب الله الهجين قد بدأت بقوة وبثبات وتصميم عربي ودولي، وهي رحلة كما تُبين كل الوقائع والتطورات هي في تصاعد مستمر ولم تعد مقتصرة فقط على الدول الغربية التي تضعه معظمها على قوائمها الإرهابية وتفرض عليه وعلى قادته وأفراده وداعميه ومموليه عقوبات مالية وقانونية، بل وصلت وبقوة إلى معظم الدول العربية والإسلامية التي تصنفه معظمها بالإرهابي، وهي مصممة كما تبين رزم الإجراءات الرادعة والحازمة والعملية التي تتخذها على استئصاله والتخلص من شروره مهما كانت الأثمان.

هذا ويعلمنا التاريخ المعاصر كما الغابر منه وعلى حد سواء أن الجماعات المسلحة الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية وخصوصاً المرتزقة منها كما هي وضعية حزب الله فإن دمارها واندثارها وتفككها يكون باستمرار منها وفيها لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها...

وما ثورة الضاحية الجنوبية الشعبية الأخير إلا خطوة مهمة في هذا السياق.

هذا الحزب وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية هو يهيمن حالياً بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغماً عن إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982 وذلك بنتيجة مؤامرة اسدية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجليه أهدافها التوسعية والاستعمارية والمذهبية المعادية للكيان اللبناني ولرسالة لبنان التعايشية والحضارية ولكل شعوب الدول العربية والأنظمة فيها.

الحزب وبغياب الدولة اللبنانية التي يهيمن هو على قرارها وعلى حكامها بقوة السلاح يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الإيرانية في لبنان وسوريا وفي العديد من الدول العربية وغير العربية دون رادع أو مسؤولية.

وكما يتوقع كثر من اللبنانيين فإن نهاية الحزب العسكرية سوف تنطلق من داخل بيئته حيث أنه وطبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميين وناشطين شيعة لبنانيين معارضين لدوره وللمشروع الإيراني فإن خسائره في سوريا وصلت إلى ما يقارب ال 5000 آلاف قتيل وأربع أضعافهم جرحى ومعاقين، وهذه خسائر فادحة لا يمكن أن تتحملها بيئة الحزب إلى ما لا نهاية وهي سوف تنتفض وتثور ضده في أول فرصة سانحة وهذا أمر لم يعد بعيداً.

من هنا فإن المطلوب من قادة وأحزاب لبنان السياديين، وأيضاً من الطاقم السياسي اللبناني المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقفوا جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة والغير مبررة لحزب الله وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب اتفاقية الطائف وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية ومعاداة العالمين العربي والغربي وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية.

والأهم هو عدم الانجرار وراء المؤامرة الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه العربي ومن موقعه الدولي المميز وربطه كلياً بالسياسة الإيرانية المعادية ليس فقط للعرب، بل لكل ما هو امن واستقرار وسلام في العالم أجمع

في الخلاصة، إن حزب الله كتنظيم مسلح، وكمشروع ملالوي سرطاني، وكدور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، هو ليس من النسيج اللبناني كما يتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي المتورط في الصفقة الخطيئة، والذي بذل وانعدام ضمير ووجدان يساكن احتلال الحزب للبنان ودويلته وسلاحه ويداكش الكراسي بالسيادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق