اكتظّت روزنامة الوطن وغصّت بفواجع اغتيال لفيف من صفوة أفذاذه حتى انطباع اليوم الواحد بأكثر من ذكرى أليمة. إغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج الذي استشهد وسائقه الرقيب أول خيرالله هدوان (12/12/2007)، أضاف إلى "مهر" الشهادة المبذول في سبيل العزّة والإستقلال رصيداً نفيساً.
لقد سجّل هذا الضابط المغوار، خلال الدفاع عن الوطن وحماية أمن اهله، مآثر مشرّفة مضمّخة بدماء التضحية وممهورة بعرابين الوفاء، وأدار بكفاءة عالية ونجاح عظيم عمليات جيشنا الباسل الذي دوّن ملحمة أُسطورية خلال مواجهة شراذم الإرهاب في "نهر البارد"، المصدّرة إلينا من شرقي الحدود.
فيما مهّد سجلّ العميد الركن فرنسوا الحاج إستحقاق خلافة قائد الجيش العماد ميشال سليمان المنذور لتسلّم سدّة الرئاسة، كمن له محترفو الغدر والإجرام بُعيد منزله وفجّروا حقد آمريهم في سيارة مفخّخة، فإختصروا سيرته المجلية و أفجعوا أهله وأبناء بلدته والجيش والوطن بفقدان بطل ميمون، في الذكرى السنوية الثانية لإغتيالهم قائداً مقداماً وخطيباً ملهماً من قادة "ثورة الأرز" شهيد الحرية والعنفوان الوطني "ديك النهار" المدوّي صياحه في ضمائرنا جبران تويني.
شهداء الوطن الأبرار وأبناؤه الشرفاء يستحقون التطويب كقدّيسين لعظمة تضحياتهم وجلل إبائهم ومهابة صبرهم وقوة شكيمتهم وعمق إيمانهم وسُمُوّ تفانيهم.
فوفاءً بِغَيض من فيض عطائهم وجب الإسراع بإعلان مضبطة إتهام عصابات القتل وشبكات الإجرام المترابطة وسوقهم من اوكارهم ومعاقلهم إلى المحكمة الدولية المعدّة خصّيصاً لمحاكمتهم، فيسلم اللبنانيون من شرورهم وينطلقوا بزخم مضطرد في تدعيم ركائز الديمقراطية والسيادة والإستقلال وإكمال ترميم المؤسسات وإصلاح الإدارات وتنظيم القضاء وفصل السلطات في الجمهورية اللبنانية.
لكن للأسف الشديد إن الذين يعيقون ويحبطون مساعي ترسيخ أُسس الدولة ببتر بعض مؤسساتها وتعطيل ممارسة مهام حيوية لبعضها الآخر وإثارة البلبلة والشغب والتهديد على إيقاع قرقعة السلاح، يفتحون الدرب واسعة أمام حملة السلاح غير الشرعي ويؤمنون الغطاء للعمل الإجرامي المنظم الممعن في تصفية .نخب قيادية من الرعيل الإستقلالي المعاصر
لقد درج الفجّار على السلوك الفظّ والوحشيّ: حاور وناور، عِدْ وراوغ، خذ وطالب، قبّح مزايا الآخرين وجمّل عيوبك، تمسكن وابطش، إطلب الرأفة وافجر، تظلّم واظلم، جوّع الناس وخُض معركة إطعامهم، عزّز الأذلاء واقمع الأحرار، إدعم الجهلة واقصِ المثقفين، أطلق السفاحين واسجن المفكرين, إرتكب المنكر وانسبه إلى خصمك، نادِ بالسلام ومارس العنف، اغتصب حقوق الغير وطالب بالإنصاف، تطمّع وتعفّف، كرّس إرادتك قدراً لا مردّ له، إصقل شهوتك للسلطة لتبدو مشتهىً وطنياً وقومياً، أضمر الغلبة وادّعي المساواة، فرّق وسُدْ، قسّم وإدّعِ التوحيد.
يجب أن يدرك المشاكسون أنهم ساهموا بحرمان اللبنانيين من شخصيات فذّة إمتدت إليها يد الغدر وأساؤوا إلى ذكراهم وخانوا أمانيهم، كما حرموهم من نعمة بديهية طال توقهم إليها وهي الإستقرار والطمأنينة، وحرموهم من خيرة أبنائهم الذين يغادرونهم سعياً وراء عيش كريم ومورد رزق، وحرموهم من فورة إقتصادية توفرها لهم توظيفات فائض أسعار النفط وقد ذكرنا بها مع أسف ومرارة العديد من مسؤولي دول الخليج.
ليكن مفهوماً أن لا شرعية ولا مصداقية لأي مطلب يُرفع كحائل يعيق نهضة الوطن وكحبل يلتفّ حول أعناق أبنائه.
حميد عوّاد*: مربوط ب"حبل السُّرّة" إلى الوطن ومنذور لمحبّته ورفع شأنه ومواظب على مواكبة
مسيرة تعافيه
https://twitter.com/AouadHamid/media
http://hamidaouad.blogspot.com/
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق