واقدساه/ رأفت محمد السيد

يعتقد البعض مخطئين أن قرار الرئيس الامريكى دونالد ترامب  بنقل السفارة الامريكية فى إسرائيل إلى القدس كإعتراف رسمى بأن القدس صارعاصمة لإسرائيل قد أضاع القدس ، أهمس فى اذن هؤلاء الغافلون بأن القدس لم تضع اليوم بل ضاعت منذ زمن فى ظل الصمت غير المبرر والتواطؤ العربى من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية لسنوات عديدة أستغلتها إسرائيل فى محاولة لتهويد القدس ، حيث اصبح الطريق إلى القدس الشرقية محاط بالمستوطنات والكتل الاسمنتية  جهارا نهارا على مرئى ومسمع من العالم العربى والإسلامى دون ان يحرك ذلك لهم  ساكنا ، بل واصبح الوصول إليها شبه مستحيل إلا عن طريق إسرائيل ( حدث ولاحرج ) .
لقد ضاعت القدس يوم ضاع الدين وفقد الضمير ،وتصارع الحكام على الكراسي ، وغابت عنهم الحكمة والسياسة ومَنْ يعتقد أن القدس قد ضاعت يوم أن أعلن ترامب بأنَّ القدس عاصمة أبدية تاريخية دينية لإسرائيل.. فهو مُخْطِئٌ ، لقد ضاعت القدس يوم أن هاجر إليها اليهود أفواجاً بعد وعد «بلفور» عام 1917م  ضاعت القدس يوم أن تآمر الأمريكان في مؤتمر المائدة المستديرة لتقسيم فلسطين عام 1947 م ومنعوا الدول التي توقعوا أنها ستصوت ضد قرار التقسيم من الوصول إلى مبنى الأمم المتحدة القدس ضاعت منذ أن قررت إسرائيل بأن مَنْ يريد دخول القدس لا بد أن يختم جواز سفره بتأشيرة تل أبيب ، ضاعت القدس -القدس ضاعت منذ أن تصارعت فتح وحماس على السلطة مَنْ منهم يحكم ، -القدس ضاعت يوم أن أدركت الشعوب العربية أن حكامها لا يملكون مقاطعة أمريكا خوفا على عروشهم ، القدس ضاعت يوم أن اشتعل القتال في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وتحولت البلدان العربية إلى فتات يأكل بعضها البعض، وموّلت أمريكا الإرهاب وقادته إسرائيل والعملاء من الدول العربية.
جملة أعجبتنى قالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "ضياع القدس يعني ضياع الكعبة وعواصم إسلامية أخرى" وأننا إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية مكة، وإذا سقطت مكة فسنفقد الكعبة"، إن  القدس ياسادة هي كرامة جميع المسلمين في العالم، ولابد أن نفعل كل ما يلزم من أجل الحفاظ على ما أمرنا الله به وأمانة الأجداد (القدس)" ، فلتجعلوا من القرار العنترى لترامب أول مسمار فى نعشه عندما يرى توحد المسلمين ولو مرة من اجل الدفاع عن مقدساتهم التى هى كرامتهم وعزهم ، هل نرى صلاح الدين من جديد مجسدا فى شخص اى رئيس عربى أو غير عربى مسلم يحمل راية الدفاع عن القدس ليؤكد ان هناك حماة للإسلام ومقدساته أم نظل نرفع شعارات الشجب والإستنكار والإستهجان لايام ثم يمر الامر كما هو معتاد ونكتفى بالبكاء والدعاء على الاعداء مرددين واقدساه ، افيقوا ياحكام العرب لاسامحكم الله لو تركتم القدس اسيرا فى يد أعداء الإسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق