مأساة المثقفين والمفكرين والفلاسفة العرب تتحدد في عدم تقديرهم واهمالهم لدى شعوبهم في شرقنا العربي ، بينما الغرب يحتضنهم ويرحب ويهتم بهم أكثر ، ويعمل على تخليدهم باعادة طباعة ونشر كتبهم ، وابن رشد واحد من هؤلاء المفكرين والفلاسفة الذي اشتهر بكتابه " فصل المقال " وبفلسفته العقلانية التي تدعو الى التوفيق بين العلم والدين ، وهو من القامات في الاستنارة والعقلانية ، اهتم به الغرب لانه أثر على فلاسفة اوروبا أكثر من تأثير ارسطو ، فهو من أسس الفكر الحر ، وفتح أمام علماء ومثقفي اوروبا أبواب ونوافذ البحث والجدل والنقاش المغلقة ، واخرج الأمة من ظلمات التقليد الى نور العقل والتفكير العقلاني الحر المنفتح على الثقافات والحضارات الانسانية ، وفي شرقنا العربي حاكموه وأهملوا فلسفته وأحرقوا كتبه كرمال عيون ابن تيمية ..!
وكلما ظهر في ميادين الفكر والثقافة مفكر عقلاني تنويري جديد يستكمل مسيرة التحرير الفكري ويمشى على خطى وهدي ودرب ابن رشد ، يغتالوه ويحاصروه ويهمشوه ويتركوه كالحصان وحيداً ، وهذا ما حصل مع الشيخ علي عبد الرازق حين اصدر كتابه " الاسلام وأصول الحكم " ، وهو أول دراسة شرعية تؤسس للفكرة العلمانية داخل الوسط الاسلامي . وقد احدث وقتذاك معركة ثقافية وضجة واسعة وعاصفة لم تهدأ في الحياة الفكرية والسياسية المصرية ، تحولت الى قضية تتعلق بحرية الفكر والتعبير ، ووقف الى جانبه في حينه عدد من الكتاب والمثقفين دفاعاً عن الحرية والفكر ، منهم سلامة موسى وعباس محمود العقاد ومحمد حسنين هيكل .
فضلاً عن المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد الذي تم تكفيره وحوكم وفرقوا بينه وبين زرجته المحاضرة الاستاذة ابتهال يونس ، وكان قد هوجم بشدة عندما اصدر كتابه " نقد الخطاب الديني " ، وتركز هذا الهجوم في جزء كبير منه على ما جاء في هذا الكتاب واثبت صحة الطروحات والاجتهادات والنتائج التي قدمها من خلال تحليل الخطاب الديني في مستوياته واتجاهاته المختلفة .
لقد قال ابن رشد : " التجارة بالاديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ... واذا اردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني " .
وهذا قول صحيح يثبته الواقع الذي نعيش بين جنباته ، فثمة دين سياسي وتجارة رابحة ورائجة بالاديان وتكفير للفلاسفة والعلماء والمفكرين النقديين والعقلانيين التنويريين والعلمانيين ، وسط مظاهر الجهل والأمية والتخلف المجتمعي .
ابن رشد من القامات والهامات الفكرية والفلسفية الذي يجب اعادة الاعتبار له ، بتذويت أفكاره ومعتقداته وخطابه الفكري النقدي ، واحياء ذكراه وطباعة كتبه التي أثرى فيها خزانة الفكر العربي الحر والمستنير .
**
موت المبدعين وجحود الأمم
قرأت الكثير عن مأساة المبدعين ، وجحود الأمم والشعوب والمؤسسات الثقافية والحكومات لمبدعيها وهم أحياء، وفي موتهم ، وعدم الاكتراث بهم ، وتركهم على فراش المرض ، فيموتون في الكثير من الأحيان بعيداً عن أوطانهم مكرهين ، مع أنهم الضمير الحي لها الذي لا يموت .
ومن المؤسف والمؤلم أن موت المبدعين لا يثير الشجن والأسى في مساحات الثقافة بما يتلاءم مع قيمتهم ومكانتهم الأدبية والابداعية
ومن القصص والروايات المؤلمة ما كتبه ورواه الكاتب الروسي مكسيم غوركي عن عملاق القصة والرواية الواقعية والاشتراكية انطون تشيخوف ، الذي مات في المانيا حيث كان يتعالج من داء السل ، فنقل التابوت الذي يضم رفاته في عربة قطار كتب على بابها بحروف كبيرة " لنقل القواقع البحرية " ، ولم يتعد عدد المشاركين في جنازته مائة شخص .
والحدث الأكثر مأساوية هو موت شاعر المطر العراقي بدر شاكر السياب الذي مات وحيداً وغريباً في احد مستشفيات الكويت ، وكان صديقه الشاعر الكويتي علي السبتي قد حمل جثمانه الى مدينته البصرة في يوم شتوي لم يتوقف فيه هطول الامطار ، وحين وصول الجثمان الى بيت السياب كانت المفاجأة انه لم يجد احداً من عائلته في البيت الذي طردت منه كونه يعود الى مدينة الموانىء في البصرة بعد فصل السياب من عمله فيها .
والمصيبة الكبرى عندما توقف نبض قلب الأديب والناقد والمثقف الدكتور احسان عباس ، صاحب " غربة الراعي " ، هذا الفلسطيني الذي ولد في قرية عين غزال المهجرة ، قضاء حيفا ، وكان ابرز المثقفين والأدباء والمبدعين الفلسطينيين ، ومات في الاردن بعيداً عن ديار وتراب فلسطين الذي ارتبط به روحياً ووطنياً ، تاركاً وراءه ارثاً أدبياً وثقافياً وكماً هائلاً من الكتب يربو على ٢٥ مؤلفاً ، فلم يشارك في جنازته سوى ٦٠ شخصاً .
كذلك برز الجحود بوضوح حين مات المخرج المسرحي الفلسطيني فرانسوا أبو سالم منتحراً في رام الله ، فلم يمش في موكبه الجنائزي سوى العشرات ، ومن قبله الشاعر الفلسطيني طه محمد علي الذي توفي وكانت جنازته ضئيلة ومتواضعة جداً بعكس جنازات الاثرياء وأصحاب المراكز والنفوذ في مجتمعنا .
ومثلهم أيضاً الشاعر والمفكر أحمد حسين ، فكانت المشاركة ليست بمستوى الفاجعة وقيمة أحمد الابداعية .
والسؤال الذي سيظل عالقاً في ذهني : الى متى سيبقى هذا الجحود بحق المبدعين ، وأن لا كرامة لنبي في وطنه ، ومتى سنعرف قيمة وأهمية المبدع والمثقف في مجتمعاتنا ..؟!
**
على هامش الأحداث - الحلف الجديد ..!!
ما يجري على الساحة الشرق أوسطية من أحداث متسارعة ومتلاحقة ، ينبىء بولادة حلف دنس جديد، يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والقضية الفلسطينية ، قد يرى النور في القريب العاجل ، وهو محور لم يسبق له مثيل ، ويجمع بين السعودية واسرائيل وامريكا .
فبعد الانتصار السوري والعراقي على تنظيم داعش الارهابي والقوى التكفيرية الوهابية ، بدأت تطفو على الساحة صراعات مشتعلة كالجمر في الموقدة ، وعلى رأس ذلك مطالبة الأكراد في العراق بالاستقلال وقتل حلمهم وهو في المهد ، ولكن الصراع الأكبر الذي يشتد ويتصاعد يوماً بعد يوم بين السعودية وايران وحزب الله ، حيث يسعى من يسمى ولي العهد السعودي محمد بن سليمان الى تعزيز سلطته بثمن رفع منسوب التوتر في منطقة شديدة اللهب والاشتعال اصلاً ، وكل ذلك يجري بعد ارغام سعد الحريري رئيس حكومة لبنان على تقديم استقالته من العاصمة السعودية ، الرياض ، كما يستنتج ، وكذلك رفع وتيرة التهجم على اطراف لبنانية ، أولها حزب الله وزعيمه حسن نصرالله ، وحتى اعلان حالة الحرب ببن البلدين .
وهذه سياسة سعودية خطيرة تماثل في غطرستها قوى عدوانية أخرى يشاركها هذا النظام المصالح ، ونعني المشاريع والمخططات والسياسات الأمريكية - الاسرائيلية .
ان ايران هي التي تمثل الهاجس الأكبر لمحمد بن سلمان ، والسبب الحقيقي الكامن وراء معاداتها هو وقوفها ووجودها في صف ومعسكر المقاومة وحلف المواجهة والممانعة المكون من ايران وسوريا وحزب الله وقوى التقدم والحرية والديمقراطية في العالم العربي ، الذي يتحدى ويتصدى لمشاريع التجزئة والتفتت ومخططات الهيمنة والغطرسة الامريكية وزعانفها الحاكمة .
أما اسرائيل ربيبة أمريكا في المنطقة فهي ظمأى لحلفاء أو على الأقل دول صديقة لها في المرحلة الراهنة ، بغية تكريس احتلالها للاراضي الفلسطينية وفرض لاءاتها المعروفة .
ولم يعد يفصلنا الكثير من الوقت عن ولادة هذا الحلف الدنس والخطير ، وسيظهر بين عشية وضحاها ، وبين يوم وليلة ، وسيكون بين امريكا واسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي ، وهو تحالف غير مسبوق من ناحية القدرات العسكرية والمالية والتكنولوجية والثروات البترولية والموارد الطبيعية . وان غداً لناظره قريب .
**
مصر التي في خاطري وفي دمي
ان أول من أطلق على مصر أم الدنيا هم الغرب الذين أدركوا قيمة مصر وتأثيرها على العالم كله ، فهي أم ومهد الحضارات واقدمها ، وبلد رواد وأعلام النهضة والفكر ، وقلب الوطن العربي النابض ، وأهم قطر عربي على الاطلاق على مر التاريخ .
وقد تبوأت مصر مكانة مرموقة وكانت زعيمة وحامية حمى العرب ابان الحقبة الناصرية ، لكنها خرجت وابتعدت عن الصف العربي بعد معاهدة كامب ديفيد الاستسلامية التي وقعها أنور السادات مع الكيان الاسرائيلي ، وهذه الاتفاقية أذلت مصر وكبلتها وعزلتها عن العالم العربي .
لقد تدهورت حالة مصر القومية والسياسية والاقتصادية منذ وصول السادات للحكم مروراً بحكم حسني مبارك وصولاً الى مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ، وغدت مصر على هامش الاحداث التي تجتاح العالم العربي بأسره .
لقد انتهج السادات سياسة أدت الى اضعاف الاقتصاد المصري وانهاكه من خلال الانفتاح الاقتصادي على الغرب ، وتدمير الصناعة المصرية والقضاء على الاصلاح الزراعي ، وأدى التحول في ميزان القوى الطبقية الى تصاعد حدة الاستقطاب الاجتماعي ، وأصبح الشعب يعيش في فاقه وحرمان وعوز وفقر مدقع ، ويسكن جزء كبير منه في المقابر .
وما من شك أن تخلي مصر عن دورها القومي والتزاماتها ازاء القضية الفلسطينية ، وبقية قضايا شعوب الأمة العربية بحكم تحالفها مع امريكا وارتباطها باتفاقات كامب ديفيد ، قد ادى الى كوارث كبرى لحقت بالقضية الفلسطينية ولبنان والعراق وسوريا وسواها من البلدان العربية ، وأعاق بالتالي مسيرة التقدم والتحرر في الوطن العربي .
ان تخلي مصر عن دورها القيادي ادى الى ملء هذا الفارغ من قبل دول عربية هامشية لا وزن ولا تأثير لها بسبب التبعية الاقتصادية والسياسية المطلقة للولايات المتحدة والغرب ، ما ادخل الوطن العربي في مرحلة طويلة من السبات العميق والانقسامات والمشاكل والحروب الداخلية وافقدها وزنها على الصعيد الاقليمي ، ومكن اسرائيل من الانفراد بالشعب الفلسطيني والتنكيل به ، خاصة بعد اتفاقات اوسلو وما تمخض عنها .
مكانة مصر اليوم لا تتعدى مكانة الصومال او موريتانيا في قضايا الصراع العربي القومي . ومصر العزة والكرامة والمواقف الوطنية والتاريخ وقيادة العرب ضد الامبريالية والاستعمار الاجنبي والرجعية العربية ، كانت أيام الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر ، الذي تمتع بشخصية كريزماتية وحلم قومي وعروبي .
وحين تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية المصرية كانت توقعاتنا كبيرة واحلامنا واسعة ، واعتقدنا أن السيسي هو الأمل ، ومكمل درب عبد الناصر ، لكنه خيب الامال ، ومن اول غزواته كسر عصاته ، ولم يكن بمستوى الطموحات والأحلام ، فهو لا يختلف عن غيره ، حتى أن حال مصر ازداد سوءاً من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والقومية .
ان مصر اليوم بحاجة ماسة الى زعيم وطني ناصري الهوية ، قومي الانتماء ، تقدمي الفكر ، قريب من نبض الشارع والناس ، خادماً للجماهير ، ويخاطبها بلغة الجماهير التي تحكى في الريف المصري وعلى ضفاف النيل والغيطان والنجوع المصرية .
قرأت الكثير عن مأساة المبدعين ، وجحود الأمم والشعوب والمؤسسات الثقافية والحكومات لمبدعيها وهم أحياء، وفي موتهم ، وعدم الاكتراث بهم ، وتركهم على فراش المرض ، فيموتون في الكثير من الأحيان بعيداً عن أوطانهم مكرهين ، مع أنهم الضمير الحي لها الذي لا يموت .
ومن المؤسف والمؤلم أن موت المبدعين لا يثير الشجن والأسى في مساحات الثقافة بما يتلاءم مع قيمتهم ومكانتهم الأدبية والابداعية
ومن القصص والروايات المؤلمة ما كتبه ورواه الكاتب الروسي مكسيم غوركي عن عملاق القصة والرواية الواقعية والاشتراكية انطون تشيخوف ، الذي مات في المانيا حيث كان يتعالج من داء السل ، فنقل التابوت الذي يضم رفاته في عربة قطار كتب على بابها بحروف كبيرة " لنقل القواقع البحرية " ، ولم يتعد عدد المشاركين في جنازته مائة شخص .
والحدث الأكثر مأساوية هو موت شاعر المطر العراقي بدر شاكر السياب الذي مات وحيداً وغريباً في احد مستشفيات الكويت ، وكان صديقه الشاعر الكويتي علي السبتي قد حمل جثمانه الى مدينته البصرة في يوم شتوي لم يتوقف فيه هطول الامطار ، وحين وصول الجثمان الى بيت السياب كانت المفاجأة انه لم يجد احداً من عائلته في البيت الذي طردت منه كونه يعود الى مدينة الموانىء في البصرة بعد فصل السياب من عمله فيها .
والمصيبة الكبرى عندما توقف نبض قلب الأديب والناقد والمثقف الدكتور احسان عباس ، صاحب " غربة الراعي " ، هذا الفلسطيني الذي ولد في قرية عين غزال المهجرة ، قضاء حيفا ، وكان ابرز المثقفين والأدباء والمبدعين الفلسطينيين ، ومات في الاردن بعيداً عن ديار وتراب فلسطين الذي ارتبط به روحياً ووطنياً ، تاركاً وراءه ارثاً أدبياً وثقافياً وكماً هائلاً من الكتب يربو على ٢٥ مؤلفاً ، فلم يشارك في جنازته سوى ٦٠ شخصاً .
كذلك برز الجحود بوضوح حين مات المخرج المسرحي الفلسطيني فرانسوا أبو سالم منتحراً في رام الله ، فلم يمش في موكبه الجنائزي سوى العشرات ، ومن قبله الشاعر الفلسطيني طه محمد علي الذي توفي وكانت جنازته ضئيلة ومتواضعة جداً بعكس جنازات الاثرياء وأصحاب المراكز والنفوذ في مجتمعنا .
ومثلهم أيضاً الشاعر والمفكر أحمد حسين ، فكانت المشاركة ليست بمستوى الفاجعة وقيمة أحمد الابداعية .
والسؤال الذي سيظل عالقاً في ذهني : الى متى سيبقى هذا الجحود بحق المبدعين ، وأن لا كرامة لنبي في وطنه ، ومتى سنعرف قيمة وأهمية المبدع والمثقف في مجتمعاتنا ..؟!
**
على هامش الأحداث - الحلف الجديد ..!!
ما يجري على الساحة الشرق أوسطية من أحداث متسارعة ومتلاحقة ، ينبىء بولادة حلف دنس جديد، يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والقضية الفلسطينية ، قد يرى النور في القريب العاجل ، وهو محور لم يسبق له مثيل ، ويجمع بين السعودية واسرائيل وامريكا .
فبعد الانتصار السوري والعراقي على تنظيم داعش الارهابي والقوى التكفيرية الوهابية ، بدأت تطفو على الساحة صراعات مشتعلة كالجمر في الموقدة ، وعلى رأس ذلك مطالبة الأكراد في العراق بالاستقلال وقتل حلمهم وهو في المهد ، ولكن الصراع الأكبر الذي يشتد ويتصاعد يوماً بعد يوم بين السعودية وايران وحزب الله ، حيث يسعى من يسمى ولي العهد السعودي محمد بن سليمان الى تعزيز سلطته بثمن رفع منسوب التوتر في منطقة شديدة اللهب والاشتعال اصلاً ، وكل ذلك يجري بعد ارغام سعد الحريري رئيس حكومة لبنان على تقديم استقالته من العاصمة السعودية ، الرياض ، كما يستنتج ، وكذلك رفع وتيرة التهجم على اطراف لبنانية ، أولها حزب الله وزعيمه حسن نصرالله ، وحتى اعلان حالة الحرب ببن البلدين .
وهذه سياسة سعودية خطيرة تماثل في غطرستها قوى عدوانية أخرى يشاركها هذا النظام المصالح ، ونعني المشاريع والمخططات والسياسات الأمريكية - الاسرائيلية .
ان ايران هي التي تمثل الهاجس الأكبر لمحمد بن سلمان ، والسبب الحقيقي الكامن وراء معاداتها هو وقوفها ووجودها في صف ومعسكر المقاومة وحلف المواجهة والممانعة المكون من ايران وسوريا وحزب الله وقوى التقدم والحرية والديمقراطية في العالم العربي ، الذي يتحدى ويتصدى لمشاريع التجزئة والتفتت ومخططات الهيمنة والغطرسة الامريكية وزعانفها الحاكمة .
أما اسرائيل ربيبة أمريكا في المنطقة فهي ظمأى لحلفاء أو على الأقل دول صديقة لها في المرحلة الراهنة ، بغية تكريس احتلالها للاراضي الفلسطينية وفرض لاءاتها المعروفة .
ولم يعد يفصلنا الكثير من الوقت عن ولادة هذا الحلف الدنس والخطير ، وسيظهر بين عشية وضحاها ، وبين يوم وليلة ، وسيكون بين امريكا واسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي ، وهو تحالف غير مسبوق من ناحية القدرات العسكرية والمالية والتكنولوجية والثروات البترولية والموارد الطبيعية . وان غداً لناظره قريب .
**
مصر التي في خاطري وفي دمي
ان أول من أطلق على مصر أم الدنيا هم الغرب الذين أدركوا قيمة مصر وتأثيرها على العالم كله ، فهي أم ومهد الحضارات واقدمها ، وبلد رواد وأعلام النهضة والفكر ، وقلب الوطن العربي النابض ، وأهم قطر عربي على الاطلاق على مر التاريخ .
وقد تبوأت مصر مكانة مرموقة وكانت زعيمة وحامية حمى العرب ابان الحقبة الناصرية ، لكنها خرجت وابتعدت عن الصف العربي بعد معاهدة كامب ديفيد الاستسلامية التي وقعها أنور السادات مع الكيان الاسرائيلي ، وهذه الاتفاقية أذلت مصر وكبلتها وعزلتها عن العالم العربي .
لقد تدهورت حالة مصر القومية والسياسية والاقتصادية منذ وصول السادات للحكم مروراً بحكم حسني مبارك وصولاً الى مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ، وغدت مصر على هامش الاحداث التي تجتاح العالم العربي بأسره .
لقد انتهج السادات سياسة أدت الى اضعاف الاقتصاد المصري وانهاكه من خلال الانفتاح الاقتصادي على الغرب ، وتدمير الصناعة المصرية والقضاء على الاصلاح الزراعي ، وأدى التحول في ميزان القوى الطبقية الى تصاعد حدة الاستقطاب الاجتماعي ، وأصبح الشعب يعيش في فاقه وحرمان وعوز وفقر مدقع ، ويسكن جزء كبير منه في المقابر .
وما من شك أن تخلي مصر عن دورها القومي والتزاماتها ازاء القضية الفلسطينية ، وبقية قضايا شعوب الأمة العربية بحكم تحالفها مع امريكا وارتباطها باتفاقات كامب ديفيد ، قد ادى الى كوارث كبرى لحقت بالقضية الفلسطينية ولبنان والعراق وسوريا وسواها من البلدان العربية ، وأعاق بالتالي مسيرة التقدم والتحرر في الوطن العربي .
ان تخلي مصر عن دورها القيادي ادى الى ملء هذا الفارغ من قبل دول عربية هامشية لا وزن ولا تأثير لها بسبب التبعية الاقتصادية والسياسية المطلقة للولايات المتحدة والغرب ، ما ادخل الوطن العربي في مرحلة طويلة من السبات العميق والانقسامات والمشاكل والحروب الداخلية وافقدها وزنها على الصعيد الاقليمي ، ومكن اسرائيل من الانفراد بالشعب الفلسطيني والتنكيل به ، خاصة بعد اتفاقات اوسلو وما تمخض عنها .
مكانة مصر اليوم لا تتعدى مكانة الصومال او موريتانيا في قضايا الصراع العربي القومي . ومصر العزة والكرامة والمواقف الوطنية والتاريخ وقيادة العرب ضد الامبريالية والاستعمار الاجنبي والرجعية العربية ، كانت أيام الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر ، الذي تمتع بشخصية كريزماتية وحلم قومي وعروبي .
وحين تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية المصرية كانت توقعاتنا كبيرة واحلامنا واسعة ، واعتقدنا أن السيسي هو الأمل ، ومكمل درب عبد الناصر ، لكنه خيب الامال ، ومن اول غزواته كسر عصاته ، ولم يكن بمستوى الطموحات والأحلام ، فهو لا يختلف عن غيره ، حتى أن حال مصر ازداد سوءاً من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والقومية .
ان مصر اليوم بحاجة ماسة الى زعيم وطني ناصري الهوية ، قومي الانتماء ، تقدمي الفكر ، قريب من نبض الشارع والناس ، خادماً للجماهير ، ويخاطبها بلغة الجماهير التي تحكى في الريف المصري وعلى ضفاف النيل والغيطان والنجوع المصرية .
**
ثقافة العنف
ترجع ثقافة العنف الى أسباب متعددة ، منها ما هو مرتبط بخصائص المجتمع الحديث ، ونعني الحياة العصرية ، فالضغوطات والاحباطات والصراعات المادية والاجتماعية الناتجة عن التحولات الاقتصادية والسياسية ، فضلاً عن الحراك الاجتماعي ، فكلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في وجود وتنامي ظاهرة العنف المتفاقمة والمستشرية في مجتمعاتنا العربية في العقدين الاخيرين ، هذا بالاضافة الى غياب العدالة قد يؤدي أيضاً الى لجوء الأفراد للعنف ، وكذلك البطالة والحرمان باشكاله المختلفة ، الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي ، تلعب هي ايضاً دوراً كبيراً في ثقافة العنف .
وظاهرة العنف كغيرها من الظواهر السلبية المدمرة في مجتمعنا لم تأت من فراغ ، وهي مرتبطة بعوامل أخرى متعلقة بالاستعدادات الشخصية ، والتنشئة الوالدية والأسرية ، وغياب القيم والتسامح السياسي والمعرفي والثقافي ، عدا القمع والكبت والتفكك الأسري والعائلي ، والمتغيرات البيئية وما تحدثه من آثار نفسية وسلوكية تؤدي الى زيادة العنف ، اضافة الى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتقدم التكنولوجي وتقاليد الثأر من أهم مسبببات هذه الظاهرة .
ولا نغفل دور الاعلام وخاصة المرئي في تغذية روح العنف ، وكل هذه العوامل مجتمعة هي من مسببات بروز سلوك العنف .
وفي الحقيقة أن المجتمعات التي تسود فيها قيم الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان تضمحل وتنكمش فيها ظواهر الاستبداد والعنف ، وعلى العكس من ذلك المجتمعات التي لا تسود فيها قيم الديمقراطية والاستفراد بالسلطة والرأي تبرز حالات العنف في كل مجالات الحياة .
لا خروج من هذه الدائرة المغلقة الا بالتنشئة الاجتماعية السليمة والصحيحة ، وعمليات التوجيه والنصح والارشاد ، وتقديم برامج ارشادية وايجاد حلول لتنمية مهارات الشباب وقدراتهم ، فضلاً عن تنمية الوعي التربوي واكساب الجيل الجديد انماط فكرية ايجابية بديلة ، وتنمية روح التسامح والتكيف مع الآخرين المبنية على الحب والاحترام وتقدير الذات والالتزام بالأخلاقيات والقيم والآداب واحترام النظم والقوانين الاجتماعية ، وتعميق مفهوم المشاركة الايجابية والتفاعل مع الآخرين ، والمزيد من الحريات .
هذا في تصوري المخرج من هذه الظاهرة التي باتت تقلق وتؤرق الناس جميعاً ، وليس بالعرائض والمؤتمرات والاضرابات نجتث جذور العنف وانما فقط بالتربية والمراقبة والتوجيه الصحيح .
**
أزمة القائمة المشتركة
لا يختلف اثنان أن القائمة المشتركة هي انجاز استراتيجي للعمل السياسي والوطني الجماعي ، واطار وحدوي واسع للجماهير العربية الفلسطينية وقواها السياسية وحركاتها الوطنية والاسلامية ، ومجرد وجودها يؤرق المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة التي تسعى الى ضربها وترويضها وتفتيتها وتفكيكها ، وعليه فان الحفاظ على القائمة المشتركة بمركباتها هو ضرورة ماسة وحاجة وطنية من الدرجة الأولى بغية مواجهة التحديات الراهنة والوقوف بوجه المخططات السلطوية التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني والارض الفلسطينية .
ولكن هناك الكثير ما يقال عن أداء القائمة المشتركة ككتلة واحدة متماثلة ومتآلقة ، والتربص الذي ينتظره كل من الحلفاء والشركاء لبعضهم البعض .
ولا يخفى على احد أن القائمة المشتركة تواجه أزمة وفقدان الثقة التي أخذت تتآكل نتيجة الطريقة التي يتم فيها النقاش والتداول حول استحقاقات تنفيذ التناوب والوفاء بالعهود والوعود والمواثيق الملزمة اخلاقياً وسياسياً وعدم النكث بها واثخان ازمة الثقة بالجراح والآلام .
وبالرغم من تقديم النائب الجبهوي د. عبد الله أبو معروف استقالته بشكل رسمي لرئيس الكنيست ودخول الاستاذ سعيد الخرومي عن الحركة الاسلامية الجنوبية مكانه ، الا أن ذلك لم ينه أزمة المشتركة طالما لم تلتزم بعض مركباتها بروح الاتفاقية المبرمة بين اطرافها قبيل الانتخابات البرلمانية .
اننا اذ نشيد ونثمن خطوة د. عبد الله أبو معروف الذي بر ووفى بعهده وأثبت بما لا مجال فيه للشك أن القيم والمبادىء والأخلاق فوق كل حسابات الربح والخسارة الشخصية وفوق الكرسيولوجيا والمصالح الحزبية الضيقة ، وذلك حفاظاً على القائمة المشتركة وصيانة لوحدتها .
وعلى ضوء ما يجري اليوم من نقاشات وتراشق اتهامات واستخدام مفردات فئوية بغيضة تناقض أسس العمل المشترك ، يجب الحفاظ على القائمة المشتركة وذلك لمصلحة جماهيرنا العربية ومستقبلها وكفاحاتها ، التي انتخبتها في هذه الأوقات العصيبة التي تتزايد فيها التشريعات العنصرية ضد الاقلية العربية الفلسطينية في هذه البلاد ، بهدف ترحيلها وفق المشروع الترانسفيري الذي يطرحه العنصري ليبرمان . وكم نحتاج لمقولة المناضل والشاعر الراحل توفيق زياد " رفاق ، ديروا بالكم على بعض " .
**
عن الارهاب والأقلام المأجورة ..!!
انبرت الأقلام المأجورة التابعة لاعلام أنظمة الحكم الرجعية في السعودية ودول الخليج العربي ، بعد ارتكاب مجزرة مسجد الروضة في سيناء ، باعفاء هذه الأنظمة من مسؤوليتها عن انتشار حالات العنف والارهاب وتواتره في المنطقة العربية ، ودعمها المادي واللوجستي لقوى الظلام والشر والتكفير السلفية في سوريا والعراق ، ومدها بالسلاح والعتاد .
وزعمت هذه الأقلام الارتزاقية أن جماعات وعصابات الارهاب تستغل مشاعر الناس وجو الاحباط الذي يعيشون في جنباته ، والنفور من حياة العولمة والاستهلاك لجذبهم الى صفوفها ثم تقوم بعمليات غسيل لادمغتهم ، ودفعهم لارتكاب عمليات انتحارية ارهابية بهدف " الاستشهاد " .
ان ثقافة العنف والارهاب متأصلة في مجتمعات ال سعود والخليج العربي ، التي تحكمها أنظمة عفا عليها الزمن وانتهت صلاحيتها ، قامعة لشعوبها ، ومتآمرة مع أمريكا الزانية ، التي صنعت وأوجدت " داعش " وصدرتها الى العراق وسوريا بغية تحقيق مشروعها التفتيتي في المنطقة وتجزئة الوطن العربي ، وذلك بصب الزيت على النار ، واشعال الفتن الطائفية ، وتعميق الصراعات القبلية والعشائرية والمذهببة ، واسقاط أنظمة الحكم فيها واستبدالها بأنطمة عميلة تتساوق مع الطرح والمشروع الامبريالي والاستعماري .
هذا ما شهدناه ، وما زلنا نشهده على أرض الواقع ، حيث العقلية الداعشية توغل وتوحش في الجريمة والهدم والدمار ، مستمدة اوكسجين الحياة وهواء البقاء من النفط القطري والخليجي والبترول السعودي ، ولكن تطورات الأحداث والمعطيات والحقائق تؤكد أن الأحلام الأمريكية والسعودية والقطرية والخليجية ، تحطمت على صخرة الصمود والتحدي في العراق وسوريا .
فعراق الرشيد والمأمون انتصر على داعش في البصرة ، وسوريا الشام والأسد تنتصر على قوى ومجاميع الارهاب ، وظل بشار الأسد صامداً في عرينه ، وذلك بفضل المقاومة الشرسة التي ابداها الجيش السوري ، والتفاف الشعب السوري حول قيادته الوطنية .
المطلوب هو تعرية ولجم كل أصوات الأرتزاق والأقلام المأجورة التي أطلقت عنانها ، وانبرت في التغطية على أنظمتها الساقطة في احضان أمريكا .
وأننا على يقين أن الثورة العربية التي ستغير هذه الأنظمة قادمة ان عاجلاً أم آجلاً ، وتبني وتشكل أنظمة عربية ديمقراطية مستندة الى ارادة الجماهير ورغباتها وطموحاتها ، وتحدث التغيير النوعي والاصلاحات الجذرية الدستورية والسياسية .
**
ترجع ثقافة العنف الى أسباب متعددة ، منها ما هو مرتبط بخصائص المجتمع الحديث ، ونعني الحياة العصرية ، فالضغوطات والاحباطات والصراعات المادية والاجتماعية الناتجة عن التحولات الاقتصادية والسياسية ، فضلاً عن الحراك الاجتماعي ، فكلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في وجود وتنامي ظاهرة العنف المتفاقمة والمستشرية في مجتمعاتنا العربية في العقدين الاخيرين ، هذا بالاضافة الى غياب العدالة قد يؤدي أيضاً الى لجوء الأفراد للعنف ، وكذلك البطالة والحرمان باشكاله المختلفة ، الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي ، تلعب هي ايضاً دوراً كبيراً في ثقافة العنف .
وظاهرة العنف كغيرها من الظواهر السلبية المدمرة في مجتمعنا لم تأت من فراغ ، وهي مرتبطة بعوامل أخرى متعلقة بالاستعدادات الشخصية ، والتنشئة الوالدية والأسرية ، وغياب القيم والتسامح السياسي والمعرفي والثقافي ، عدا القمع والكبت والتفكك الأسري والعائلي ، والمتغيرات البيئية وما تحدثه من آثار نفسية وسلوكية تؤدي الى زيادة العنف ، اضافة الى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتقدم التكنولوجي وتقاليد الثأر من أهم مسبببات هذه الظاهرة .
ولا نغفل دور الاعلام وخاصة المرئي في تغذية روح العنف ، وكل هذه العوامل مجتمعة هي من مسببات بروز سلوك العنف .
وفي الحقيقة أن المجتمعات التي تسود فيها قيم الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان تضمحل وتنكمش فيها ظواهر الاستبداد والعنف ، وعلى العكس من ذلك المجتمعات التي لا تسود فيها قيم الديمقراطية والاستفراد بالسلطة والرأي تبرز حالات العنف في كل مجالات الحياة .
لا خروج من هذه الدائرة المغلقة الا بالتنشئة الاجتماعية السليمة والصحيحة ، وعمليات التوجيه والنصح والارشاد ، وتقديم برامج ارشادية وايجاد حلول لتنمية مهارات الشباب وقدراتهم ، فضلاً عن تنمية الوعي التربوي واكساب الجيل الجديد انماط فكرية ايجابية بديلة ، وتنمية روح التسامح والتكيف مع الآخرين المبنية على الحب والاحترام وتقدير الذات والالتزام بالأخلاقيات والقيم والآداب واحترام النظم والقوانين الاجتماعية ، وتعميق مفهوم المشاركة الايجابية والتفاعل مع الآخرين ، والمزيد من الحريات .
هذا في تصوري المخرج من هذه الظاهرة التي باتت تقلق وتؤرق الناس جميعاً ، وليس بالعرائض والمؤتمرات والاضرابات نجتث جذور العنف وانما فقط بالتربية والمراقبة والتوجيه الصحيح .
**
أزمة القائمة المشتركة
لا يختلف اثنان أن القائمة المشتركة هي انجاز استراتيجي للعمل السياسي والوطني الجماعي ، واطار وحدوي واسع للجماهير العربية الفلسطينية وقواها السياسية وحركاتها الوطنية والاسلامية ، ومجرد وجودها يؤرق المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة التي تسعى الى ضربها وترويضها وتفتيتها وتفكيكها ، وعليه فان الحفاظ على القائمة المشتركة بمركباتها هو ضرورة ماسة وحاجة وطنية من الدرجة الأولى بغية مواجهة التحديات الراهنة والوقوف بوجه المخططات السلطوية التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني والارض الفلسطينية .
ولكن هناك الكثير ما يقال عن أداء القائمة المشتركة ككتلة واحدة متماثلة ومتآلقة ، والتربص الذي ينتظره كل من الحلفاء والشركاء لبعضهم البعض .
ولا يخفى على احد أن القائمة المشتركة تواجه أزمة وفقدان الثقة التي أخذت تتآكل نتيجة الطريقة التي يتم فيها النقاش والتداول حول استحقاقات تنفيذ التناوب والوفاء بالعهود والوعود والمواثيق الملزمة اخلاقياً وسياسياً وعدم النكث بها واثخان ازمة الثقة بالجراح والآلام .
وبالرغم من تقديم النائب الجبهوي د. عبد الله أبو معروف استقالته بشكل رسمي لرئيس الكنيست ودخول الاستاذ سعيد الخرومي عن الحركة الاسلامية الجنوبية مكانه ، الا أن ذلك لم ينه أزمة المشتركة طالما لم تلتزم بعض مركباتها بروح الاتفاقية المبرمة بين اطرافها قبيل الانتخابات البرلمانية .
اننا اذ نشيد ونثمن خطوة د. عبد الله أبو معروف الذي بر ووفى بعهده وأثبت بما لا مجال فيه للشك أن القيم والمبادىء والأخلاق فوق كل حسابات الربح والخسارة الشخصية وفوق الكرسيولوجيا والمصالح الحزبية الضيقة ، وذلك حفاظاً على القائمة المشتركة وصيانة لوحدتها .
وعلى ضوء ما يجري اليوم من نقاشات وتراشق اتهامات واستخدام مفردات فئوية بغيضة تناقض أسس العمل المشترك ، يجب الحفاظ على القائمة المشتركة وذلك لمصلحة جماهيرنا العربية ومستقبلها وكفاحاتها ، التي انتخبتها في هذه الأوقات العصيبة التي تتزايد فيها التشريعات العنصرية ضد الاقلية العربية الفلسطينية في هذه البلاد ، بهدف ترحيلها وفق المشروع الترانسفيري الذي يطرحه العنصري ليبرمان . وكم نحتاج لمقولة المناضل والشاعر الراحل توفيق زياد " رفاق ، ديروا بالكم على بعض " .
**
عن الارهاب والأقلام المأجورة ..!!
انبرت الأقلام المأجورة التابعة لاعلام أنظمة الحكم الرجعية في السعودية ودول الخليج العربي ، بعد ارتكاب مجزرة مسجد الروضة في سيناء ، باعفاء هذه الأنظمة من مسؤوليتها عن انتشار حالات العنف والارهاب وتواتره في المنطقة العربية ، ودعمها المادي واللوجستي لقوى الظلام والشر والتكفير السلفية في سوريا والعراق ، ومدها بالسلاح والعتاد .
وزعمت هذه الأقلام الارتزاقية أن جماعات وعصابات الارهاب تستغل مشاعر الناس وجو الاحباط الذي يعيشون في جنباته ، والنفور من حياة العولمة والاستهلاك لجذبهم الى صفوفها ثم تقوم بعمليات غسيل لادمغتهم ، ودفعهم لارتكاب عمليات انتحارية ارهابية بهدف " الاستشهاد " .
ان ثقافة العنف والارهاب متأصلة في مجتمعات ال سعود والخليج العربي ، التي تحكمها أنظمة عفا عليها الزمن وانتهت صلاحيتها ، قامعة لشعوبها ، ومتآمرة مع أمريكا الزانية ، التي صنعت وأوجدت " داعش " وصدرتها الى العراق وسوريا بغية تحقيق مشروعها التفتيتي في المنطقة وتجزئة الوطن العربي ، وذلك بصب الزيت على النار ، واشعال الفتن الطائفية ، وتعميق الصراعات القبلية والعشائرية والمذهببة ، واسقاط أنظمة الحكم فيها واستبدالها بأنطمة عميلة تتساوق مع الطرح والمشروع الامبريالي والاستعماري .
هذا ما شهدناه ، وما زلنا نشهده على أرض الواقع ، حيث العقلية الداعشية توغل وتوحش في الجريمة والهدم والدمار ، مستمدة اوكسجين الحياة وهواء البقاء من النفط القطري والخليجي والبترول السعودي ، ولكن تطورات الأحداث والمعطيات والحقائق تؤكد أن الأحلام الأمريكية والسعودية والقطرية والخليجية ، تحطمت على صخرة الصمود والتحدي في العراق وسوريا .
فعراق الرشيد والمأمون انتصر على داعش في البصرة ، وسوريا الشام والأسد تنتصر على قوى ومجاميع الارهاب ، وظل بشار الأسد صامداً في عرينه ، وذلك بفضل المقاومة الشرسة التي ابداها الجيش السوري ، والتفاف الشعب السوري حول قيادته الوطنية .
المطلوب هو تعرية ولجم كل أصوات الأرتزاق والأقلام المأجورة التي أطلقت عنانها ، وانبرت في التغطية على أنظمتها الساقطة في احضان أمريكا .
وأننا على يقين أن الثورة العربية التي ستغير هذه الأنظمة قادمة ان عاجلاً أم آجلاً ، وتبني وتشكل أنظمة عربية ديمقراطية مستندة الى ارادة الجماهير ورغباتها وطموحاتها ، وتحدث التغيير النوعي والاصلاحات الجذرية الدستورية والسياسية .
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق