قال جبران خليل جبران في كتابه مريم المجدلية إن مصر صارت الى الزوال عندما حمل اليها مهاجروا العرب الإله الواحد من صحرائهم !
إن ما يفصل حكام الفراعنة والفتح الاسلامي لمصر سنة 641 م على يد عمر بن العاص رضي الله عنه هو تسعة قرون!
إذا لا علاقة للفتح العربي باندثار الحضارة المصرية التي بلغت أوجها في العهود القديمة ، وهذا معروف تاريخيا ، فالحضارة الفرعونية انتهت على يد الرومان سنة 30 قبل الميلاد ، وكان اخر ملوكها من البلاطمة وهي السلالة التي اسسها خلفاء الاسكندر المقدوني اليوناني ، وقد حكموا اكثر من قرنين ونصف ، وان كان خلفاءه يونانيون الا أنهم ذابوا في الحضارة المصرية واعتنقوها وبعدهم خضعت مصر للحكم الروماني الوثني ، ثم البيزنطي لمدة فاقت السبعة قرون حتى جاء الفتح الاسلامي ، حيث من البدايات الأولى للتأسيس للمدنية الاسلامية كان اسهام مصر كبيرا وثريا ومتنوعا ، وان استمرت مصر تابعة لدمشق أو بغداد الا أنها أمدت الحضارة الاسلامية بعلماء كبار وفقهاء عظام ...
ولما استقلت مصر بكيانها السياسي في العهدين الفاطمي والمملوكي فإن المدنية الاسلامية في عهدها وصلت الى درجة كبيرة من الترقي والتحضر وبالأخص في العمران والهندسة والتبادل التجاري عبر المتوسط مع الامارات الايطالية والدولة الفرنسية.
ولم يِؤثر كثيرا خضوعها للدولة العثمانية في أن يستمر دورها فعالا وثريا ، لكن تدخل الاستعمار المتحالف مع الصهيونية العالمية شل كل قدرات مصر وجعلها تتراجع كثيرا مما عطل النهضة العربية والاسلامية ككل...
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق