في ذكرى وفاة المفكر والناقد المصري محمود امين العالم
تصادف هذه الأيام ذكرى وفاة المفكر والناقد اليساري التقدمي المصري محمود امين العالم، احد ابرز المثقفين الماركسيين العرب والمع النقاد الواقعيين في الوطن العربي،الذي رحل عن دنيانا في كانون الثاني العام 2009 بعد رحلة حياة عريضة ثرية بالمنجزات والنضالات السياسية والمعارك الفكرية والعطاءات الادبية والثقافية والنقدية والبحثية.
والراحل محمود امين العالم ناشط يساري ومثقف ملحمي ثوري واشكالي، راديكالي في فكره وممارسته، كان الاكثر حضورا وغنى ومعرفة واصالة وعمقا في الحياة الفكرية والثقافية والادبية. ومنذ اربعينيات القرن العشرين الماضي اختار الماركسية عن قناعة تامة واعتنقها اعتناقا فلسفيا علميا وعقائديا راسخا، وفي الخمسينيات دخل السجن وخرج منه ليصعد الى مكانة مميزة ومرموقة على المسرح ليصل الى خيمة المعارضة والنفي في السبعينيات، وهو في كل هذا قدم خليطا لتجارب عديدة وادوارا متباينة في الكتابة الشعرية الابداعية والنقد والفلسفة والفكر العلمي والتنوير وعلم النفس بحماسه ودوره السياسي، وظل قابضا على جمرة الثقافة والعقل والثورة، ورابضها على قمة الحلم والامل والتفاؤل الثوري، خائضا السجالات الحوارية المعرفية والمعارك الفكرية المضيئة ضد آباء الثقافة وقياصرة الكلمة الذين يريدون لها ان تسكت وتصمت. ومنذ اول كتبه "في الثقافة المصرية" الذي الفه بالاشتراك مع احد مجايليه الدكتور عبد العظيم انيس، وهو حصيلة معركته الفكرية ضد طه حسين وعباس محمود العقاد، وحتى كتابه "الفكر العربي بين الخصوصية والكونية" بقي العالم مدافعا حقيقيا عن نقاء الفكر ومقاتلا عنيدا دفاعا عن انسانية الانسان، وعن قيم التنور والتقدم والعدالة والنهضة والتحرر في عالم استهلاكي وواقع فاسد قبيح، قامع وظلامي.
وقد اثار محمود العالم الحب والاعجاب والتقدير لما تميز به من تواضع انساني وصدق واستقامة ومصداقية واخلاص للمبادئ والمثل والافكار التي آمن بها، وعرف عنه حبه للعدل والدمقراطية وعيشة الحرية وكراهيته للظلم والقهر والكبت والاضطهاد والاستغلال الطبقي. ومن يقرأ اعماله وكتاباته يشعر ويحس بفكره العميق وثقافته الايديولوجية واطلاعه الواسع على الثقافات والحضارات العالمية وباعه الطويلة، ورؤاه السياسية والفنية والثقافية والتي وظفها جميعها لتكون لسانا حرا وقلما نظيفا لا يباع في سوق النخاسة ولا يخاف من سيف السلطان المصلت فوق اعناق الجماهير.
ومحمود العالم من اقطاب ورواد الفلسفة العربية والفكر العلمي التقدمي العربي المعاصر، وباحث عن المعرفة من خلال انسانية الثقافة، سبح في لجج النهضة الثقافية وادخل الفلسفة على النقد والسياسة، وراهن على الكلمة النظيفة المقاتلة والمقاومة. وعلى الفكر الايديولوجي الماركسي، طارحا البدائل والحلول للمسائل والقضايا المصيرية والاشكالية العربية، ووجه النقد لمفكري وفلاسفة النهضة العلمية والثقافية الثانية، ودعا الى تأسيس وانشاء برلمان للمثقفين العرب وبلورة مشروع تنموي ذاتي شامل للشعوب العربية.
ومحمود امين العالم انسان متعدد المواهب ومتشعب الاهتمامات، امتهن كتابة النقد الادبي، هذا المشروع المتماسك والاثير والذي التحم به استاذا واكاديميا وكاتبا، وهو يؤسس لنقد واقعي وعلمي وقراءة نقدية جادة ومعرفة متجذرة عرفناها من خلال كتابه الذي صدر في القاهرة قبل سنوات بعنوان "اربعون عاما من النقد الادبي".
ومحمود امين العالم كان شديد الحضور والتوهج في ميادين الفكر والفلسفة ودنيا الصحافة والاعلام، ومشاركا فاعلا وفعالا في المنصات والمؤتمرات الفكرية والعلمية، ومساهما في الكتابة واصدار مجلة "قضايا معاصرة" التي عالجت الكثير من القضايا المحورية المهمة والاجندة الفكرية المعاصرة، ولكتاباته الفكرية واسهاماته النقدية ومنجزاته البحثية الاثر الكبير والبالغ على الحركة اليسارية العربية وتجذير الثقافة التأصيلية الدمقراطية التقدمية واليسارية النقدية في مصر والعالم العربي. وقدم العالم مكتبة كاملة من الكتب والمؤلفات القيمة اهمها وابرزها: "معارك فكرية" و"الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي" و"ثلاثية الرفض والهزيمة – دراسة في ادب صنع الله ابراهيم" و"تأملات في عالم نجيب محفوظ" و"الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر" و"هربرت ماركوزي وفلسفة الطريق المسدود" وما عدا ذلك.
ويرى محمود العالم، المدافع الاشد عن العقل والعقلانية والتنوير، ان التنوير هو دعوة الى احترام العقل والتعددية الفكرية والسياسية، واحترام الاختلاف الذي تقف على ارضيته هذه التعددية، ولكن هذه الدعوة لا يتحقق بها وحدها التنوير، ما لم ترتبط وتتفاعل مع عملية مجتمعية شاملة، ومأخذه على دعوة التنوير العربية المجتمعية بأنها توقفت طويلا عند الجانب الثقافي النخبوي للمجتمع، باعتباره البنية الفوقية الطليعية في حين ان التنوير – كما يقول – لا يتحقق في ملكوت الذهن وحده، بل لا بد له ان يتجسد في ملكوت الواقع تغييرا حقيقيا والا ظل معلقا ونخبويا وبرانيا كما هوالحال الآن، وعبر مئة عام تقريبا عشناها في عزلة عن حركة المجتمع، فانتجت تيارات ظلامية وارهابية لجأت الى التكفير ولغة الرصاص والعنف، وفي النهاية يذهب الى القول بان هناك ضرورة بان نعي الدرس جيدا، وان ترتبط بدعوة التنوير الثقافية تحركات تنويرية اجتماعية موازية.
وبخصوص القول ان الايديولوجيا سقطت وانتهت يؤكد العالم بان الايديولوجيا، رغم التحولات العالمية الكبرى، لم تنته، لأن هذه النهاية معناها نهاية العالم. وهو يشير الى ان المشكلة الاكثر فداحة على المستوى العربي هي ان بعض الماركسيين اعتبروا "الماركسية" خلافا لاعتبارات ماركس نفسه، "دينا" غير قابل للتطوير او التعديل، وبذلك وقعوا في مزالق كنا نربأ بهم عن الوقوع فيها، وفي ارتباكات ايديولوجية مؤسفة ومؤسية بل مأساوية بكل تقدير، بينما لا وجود للمطلق في الماركسية الحقة، ولا للمذهبية التي تحولها الى نصوص معزولة عن الواقع الديناميكي المتطور والجدلي. وبتقديره ان هذه "الاصولية الماركسية" لا تقل خطرا في معاداتها للعقل والتنوير عن الاصولية الدينية المتطرفة، فكلتاهما تتعسف في اسقاط رؤاه وتصوراته الفوقية فيسقط على صخرة هذا الواقع آخر الامر، ذلك ان كل الافكار والمذاهب الفوقية والنخبوية العزلوية تجد نفسها – عاجلا ام آجلا – في عداء مع حركة التحديث والتقدم والتنوير المجتمعية، فتنهار انهيارا مروعا.
محمود امين العالم كان عالما وحالما بمجتمع انساني تقدمي علماني تسوده العدالة الاجتماعية، ومثالا ساميا للمثقف الطليعي الذي لم يفصل بين السلوك العملي والفكر، وينذر حياته من اجل الآخرين والمستقبل الجميل لكل الكادحين، وبوفاته تختتم حياة حرة معطاءة مفعمة بالفكر الايديولوجي النزيه والعمل المثابر والنضال الدؤوب لاجل كرامة الانسان وحريته المفقودة. واننا لعلى ثقة تامة بان محمود العالم سيعيش طويلا في نفوس وعقول وضمائر المثقفين الانسانيين وكل الكادحين والعارفين بفضله.
فسلاما لروحك ايها المثقف النقدي الذي حمل قضايا الفكر والعدل والحق والحرية، ويا اغرب عاشق اخلص، ولك ثواب العشق وجزاء الاخلاص والوفاء.
**
الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني لم يرتق لمستوى الأحداث !!
خلال العقد الأخير وتحديدًا بعد الانقسام والتشرذم الفلسطيني ، يلاحظ أن التفاعل مع القضايا الوطنية في الضفة الغربية تقاعلًا باهتًا لم يرق اطلاقًا لمستوى الأحداث . وهذا ما لمسناه بشكل جلي أيضًا بعد القرار الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ،فاللافت هو ضعف الرد الرسمي الفلسطيني ، والتفاعل الجماهيري الشعبي الفلسطيني ضد هذا القرار المشؤوم المجحف والأحمق ، خلافًا لكل التوقعات بأن تزلزل الأرض وتقوم الدنيا ولا تقعد بعد هذا الاعلان ، وربما اننفاضة جديدة ، ولكن الامور تراوح مكانها وهي ضمن دائرة التحكم .
وفي الوقت الذي يقوم فيه حزب الليكود بالتصويت بالاجماع على قرار ضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، والكنيست تشرع القرارات الأكثر عنصرية في تاريخها ، والموافقة على بناء مليون وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ، وتقوم بفصل أحياء بكاملها عن القدس بغية تهويدها ، لم نسمع أي موقف فلسطيني جريء من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، ولا أي تصريح من القيادة الفلسطينية الرسمية بوقف التنسيق الامني وقطع كل الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي ، وكل ما سمعناه عن السلطة الفلسطينية سوى الذهاب للمحاكم الدولية والانضمام للمظمات الدولية ، بينما على الصعيد الشعبي لم نشهد سوى بعض التحركات والاحتجاجات الفاضبة العفوية وغير المنظمة ، وليس " انتفاضة " نتيجة غياب الحاضنة الرسمية .
لا شك أن الشارع الفلسطيني محبط ولم يعد يثق بقيادته السياسية ولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، التي تعلن صراحة رفضها " للمواجهة " و" المقاومة " مع الاحتلال ، وتصر على انتهاج الدبلوماسية و" السلمية " في رفضها اجراءات وانتهاكات وجرائم واعتقالات الاحتلال ، وعدم وقف التنسيق الامني رغم ما تقوم به سلطات الاحتلال والمؤسسة الحاكمة ، من قتل وملاحقة للفلسطينيبن ، ومصادرة الارض واقتلاع أشجار الزيتون وبناء المستوطنات وحملات الاعتقال التي لم تتوقف اطلاقًا .
وقد بات الجميع يدرك ان السلطة غير جادة بتحقيق المصالحة الوطنية الكبرى نتيجة الضغط العربي الرجعي والتهديد الامريكي ، وغير معنية بمواجهة مع الاحتلال ، وهي تلجأ للمراوغة من خلال التصريحات الاعلامية ، ولا شيء تملكه سوى ابقاء الوضع الحالي على ما هو عليه ، باعتباره أفضل لها وللحالة الفلسطينية التي تمثلها ، خاصة بأنها لا تجد حليفاً عربيًا أو حاضنة عربية في الوقت الراهن .
**
على هامش انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني
ترنو الأنظار صوب انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني غداً الأحد في مدينة رام الله ، ليوميبن متتاليين . ويعتبر المجلس هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية .
ويأتي انعقاد المجلس الوطني وسط اعتذار حركتي المقاومة الاسلامية الفلسطينية " حماس" و" الجهاد " ، وتعثر المصالحة الوطنية ، وفي ظروف سياسية حرجة وبالغة الخطورة ، وفي ظل المخاطر والتحديات المحدقة بشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ومشروعه التحرري الفلسطيني ، ولا سيما " وعد ترامب " المشؤوم ، وتنكر الادارة الامريكية لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بقضية شعبنا الفلسطيني ، وكذلك ما تقوم به حكومة العدوان والاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو على الارض بفرض وقائع جديدة .
ووفق ما صرح به رئيس المجلس الوطني الفلسطيني فان المركزي بصدد اجراء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة بكل جوانبها ، والبحث في استراتيجية عمل وطنية لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الجدوى من انعقاد دورة جديدة للمجلس المركزي دون تطبيق قرارات المجلس المركزي في دورته السابعة والعشرين ، الذي اتخذ قراراً بوقف التنسيق الأمني بكل أشكاله مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، في ضوء عدم التزام الطرف الاسرانيلي بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية عبر التنفيذ الكامل لاتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية ، وبيان الشاطىء بجميع بنوده ، وكذلك دعوة لجنة تفعيل منظمة التحربر الفلسطينية وانتظام عملها ، وتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية للمجلس الوطني الفلسطيني ، فضلًا عن رفض فكرة الدولة اليهودية والدولة ذات الحدود ، وأي صيغ من شأنها ابقاء أي وجود عسكري أو استيطاني اسرائيلي على أي جزء من اراضي دولة فلسطين .
فهذه القرارت مجتمعة كانت سوى ذر رماد في العيون ، وبقيت حبرًا على ورق ، ولم تترجم على أرض الحقيقة والواقع .
ولذلك نريد للمجلس المركزي ليس اتخاذ قرارات تاريخية فحسب ، وانما تطبيقها ، نصاً وروحاً . وباعتقادي المتواضع أن انجاز وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بسرعة ، وانهاء مهازل حوارات المصالحة العالقة أهم من انعقاد المجلس المركزي ، فكفى تشرذمًا وانقسامات على ساحة العمل الوطني والسياسي الفلسطيني ، ولا نريد انقسامًا جديداً في منظمة التحرير الفلسطينية ، وحركة التحرر الفلسطيني ، عندئذ سيعاني شعبنا الويلات وخيبات الامل والنكبات الجديدة ، وسيكون نذير شؤم بتصفية القضية الفلسطينية .
**
عكا
(مهداة الى أهالي عكا في وقفتهم ضد الهدم والترحيل )
أتيتك يا عكا البحر والسور
من ربوع المثلث
ولست ادري اذا كان الشوق
والكلمات تعبر عن حبنا لك
تاريخاً وتراثاً وحضارة
حولنا اسمك الى هتاف
وأغنية وقصيدة
ونشيد وطني
في جزارك صلينا
وعلى شاطئك وقفنا وغنينا
وفي فنارك نظرنا وتأملنا
وعلى سورك الصامد هتفنا
ومن مينائك في السفينة
أبحرنا
صوتك المغروس في قلوبنا
المزروع في حناجرنا
يعلو فوق هاماتنا
أعداؤك كسابقيهم سيغيبون
ويغادرون
وأنت ستبقين بصمودك
فوق هذه الأرض
راسخة كالزيتون الجليلي
تعانقين الشمس والفجر
وتنتظرين عودة المشردين
والمهجرين والنازحين
وتهتفين للقادم الأجمل ..!
خلال العقد الأخير وتحديدًا بعد الانقسام والتشرذم الفلسطيني ، يلاحظ أن التفاعل مع القضايا الوطنية في الضفة الغربية تقاعلًا باهتًا لم يرق اطلاقًا لمستوى الأحداث . وهذا ما لمسناه بشكل جلي أيضًا بعد القرار الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ،فاللافت هو ضعف الرد الرسمي الفلسطيني ، والتفاعل الجماهيري الشعبي الفلسطيني ضد هذا القرار المشؤوم المجحف والأحمق ، خلافًا لكل التوقعات بأن تزلزل الأرض وتقوم الدنيا ولا تقعد بعد هذا الاعلان ، وربما اننفاضة جديدة ، ولكن الامور تراوح مكانها وهي ضمن دائرة التحكم .
وفي الوقت الذي يقوم فيه حزب الليكود بالتصويت بالاجماع على قرار ضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، والكنيست تشرع القرارات الأكثر عنصرية في تاريخها ، والموافقة على بناء مليون وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ، وتقوم بفصل أحياء بكاملها عن القدس بغية تهويدها ، لم نسمع أي موقف فلسطيني جريء من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، ولا أي تصريح من القيادة الفلسطينية الرسمية بوقف التنسيق الامني وقطع كل الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي ، وكل ما سمعناه عن السلطة الفلسطينية سوى الذهاب للمحاكم الدولية والانضمام للمظمات الدولية ، بينما على الصعيد الشعبي لم نشهد سوى بعض التحركات والاحتجاجات الفاضبة العفوية وغير المنظمة ، وليس " انتفاضة " نتيجة غياب الحاضنة الرسمية .
لا شك أن الشارع الفلسطيني محبط ولم يعد يثق بقيادته السياسية ولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، التي تعلن صراحة رفضها " للمواجهة " و" المقاومة " مع الاحتلال ، وتصر على انتهاج الدبلوماسية و" السلمية " في رفضها اجراءات وانتهاكات وجرائم واعتقالات الاحتلال ، وعدم وقف التنسيق الامني رغم ما تقوم به سلطات الاحتلال والمؤسسة الحاكمة ، من قتل وملاحقة للفلسطينيبن ، ومصادرة الارض واقتلاع أشجار الزيتون وبناء المستوطنات وحملات الاعتقال التي لم تتوقف اطلاقًا .
وقد بات الجميع يدرك ان السلطة غير جادة بتحقيق المصالحة الوطنية الكبرى نتيجة الضغط العربي الرجعي والتهديد الامريكي ، وغير معنية بمواجهة مع الاحتلال ، وهي تلجأ للمراوغة من خلال التصريحات الاعلامية ، ولا شيء تملكه سوى ابقاء الوضع الحالي على ما هو عليه ، باعتباره أفضل لها وللحالة الفلسطينية التي تمثلها ، خاصة بأنها لا تجد حليفاً عربيًا أو حاضنة عربية في الوقت الراهن .
**
على هامش انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني
ترنو الأنظار صوب انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني غداً الأحد في مدينة رام الله ، ليوميبن متتاليين . ويعتبر المجلس هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية .
ويأتي انعقاد المجلس الوطني وسط اعتذار حركتي المقاومة الاسلامية الفلسطينية " حماس" و" الجهاد " ، وتعثر المصالحة الوطنية ، وفي ظروف سياسية حرجة وبالغة الخطورة ، وفي ظل المخاطر والتحديات المحدقة بشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ومشروعه التحرري الفلسطيني ، ولا سيما " وعد ترامب " المشؤوم ، وتنكر الادارة الامريكية لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بقضية شعبنا الفلسطيني ، وكذلك ما تقوم به حكومة العدوان والاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو على الارض بفرض وقائع جديدة .
ووفق ما صرح به رئيس المجلس الوطني الفلسطيني فان المركزي بصدد اجراء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة بكل جوانبها ، والبحث في استراتيجية عمل وطنية لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الجدوى من انعقاد دورة جديدة للمجلس المركزي دون تطبيق قرارات المجلس المركزي في دورته السابعة والعشرين ، الذي اتخذ قراراً بوقف التنسيق الأمني بكل أشكاله مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، في ضوء عدم التزام الطرف الاسرانيلي بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية عبر التنفيذ الكامل لاتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية ، وبيان الشاطىء بجميع بنوده ، وكذلك دعوة لجنة تفعيل منظمة التحربر الفلسطينية وانتظام عملها ، وتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية للمجلس الوطني الفلسطيني ، فضلًا عن رفض فكرة الدولة اليهودية والدولة ذات الحدود ، وأي صيغ من شأنها ابقاء أي وجود عسكري أو استيطاني اسرائيلي على أي جزء من اراضي دولة فلسطين .
فهذه القرارت مجتمعة كانت سوى ذر رماد في العيون ، وبقيت حبرًا على ورق ، ولم تترجم على أرض الحقيقة والواقع .
ولذلك نريد للمجلس المركزي ليس اتخاذ قرارات تاريخية فحسب ، وانما تطبيقها ، نصاً وروحاً . وباعتقادي المتواضع أن انجاز وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بسرعة ، وانهاء مهازل حوارات المصالحة العالقة أهم من انعقاد المجلس المركزي ، فكفى تشرذمًا وانقسامات على ساحة العمل الوطني والسياسي الفلسطيني ، ولا نريد انقسامًا جديداً في منظمة التحرير الفلسطينية ، وحركة التحرر الفلسطيني ، عندئذ سيعاني شعبنا الويلات وخيبات الامل والنكبات الجديدة ، وسيكون نذير شؤم بتصفية القضية الفلسطينية .
**
عكا
(مهداة الى أهالي عكا في وقفتهم ضد الهدم والترحيل )
أتيتك يا عكا البحر والسور
من ربوع المثلث
ولست ادري اذا كان الشوق
والكلمات تعبر عن حبنا لك
تاريخاً وتراثاً وحضارة
حولنا اسمك الى هتاف
وأغنية وقصيدة
ونشيد وطني
في جزارك صلينا
وعلى شاطئك وقفنا وغنينا
وفي فنارك نظرنا وتأملنا
وعلى سورك الصامد هتفنا
ومن مينائك في السفينة
أبحرنا
صوتك المغروس في قلوبنا
المزروع في حناجرنا
يعلو فوق هاماتنا
أعداؤك كسابقيهم سيغيبون
ويغادرون
وأنت ستبقين بصمودك
فوق هذه الأرض
راسخة كالزيتون الجليلي
تعانقين الشمس والفجر
وتنتظرين عودة المشردين
والمهجرين والنازحين
وتهتفين للقادم الأجمل ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق