بعضُ أحزانٍ وقوت/ صالح أحمد

شَمسُ تشرينَ العَنيدَة
وصَدى فَجرٍ على بوّابَةِ الصبر البَعيدة
لم يذوقوا دِفأها مَن أوغلوا خلفَ الظّلام...
خلفَ تيهٍ وارتعاشاتٍ وقوت!
أوغَلوا...
مَن أوهَمَ الأمواتَ أنّ الأمنِياتِ السّودَ في عَتمِ الليالي لا تموت؟!
أوغَلوا...
يا ضَيعَةَ الماضي إلى ضيقِ الفضاء
خائِرًا يمضي إلى بَردِ العراء
إهِ حينَ العيشُ أضحى بعضَ أحزانِ وقوت
وغَدا ليلُ الحَزانى مَركِبًا ينسابُ في بحرِ الفَناء
تَكذِبُ الآثارُ وَعدا
زمهريرٌ طَقسُهُم...
يأتي ويَمضي دونَ عُشب.
والبقايا أمنِياتٌ يَبِسَت فوقَ الشِّفاه
كلُّ ما يُمكِنُ للمَنكوبِ أن يَحكي صَلاة
إهِ ما أقسى حياةً في الخيامِ الدّاكِنَة!
حيثُ يخشى المرءُ حتى أن تُعاديهِ خُطاه!
والمعاني الساكِنَة..
ليسَ في دَمعِ المُواسي أيُّ معنى للحياة
خلفَ طقسٍ مِن دُخانٍ ومَرار
شمسُ تشرينَ العَنيدَة
رفضَت نِصفَ خريطَة
بصَقَت قَمحَ الغريب
وانتَحَت صَوبَ الفلاة
توقَظُ الفَجرَ على بوابَةِ الصّبرِ العتيدَة
تمنَحُ الرّملَ مسيرًا ولهيبا.
فوقَ آثارٍ الألى قد أيقظوا فجرَ العطاء
كي تعودَ الأرضُ تحيا نبضَ عشاقِ الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق