مناجاة الوطن الكبير في الزمن العسير/ كريم مرزة الأسدي


مقطعٌ من قصيدةٍ لي أصف فيه رحلاتي في أرجاء الوطن العربي ، علماً أنني درّست في  عدّة أقطار عربية مشارقية ومغاربية  من ( 1970 حتى 1995م) ،  من البحر الكامل :
  
 يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعـاً **** عرّجتُ  فيكَ  مشارقاً   ومغاربا

من (بصرةِ الحسنِ) التي غازلتُها ***حتّى (رباطِ الفتحِ) عشـتُكَ جائبا

طوراً على (الأوراس) أنفحُ طيبَهُ ** أو فوقَ ( قاسيونَ) أمسي شاربا

لي في زوايا (القيروانِ) تفسّحٌ *** غرّبتـُها فـــي ( برقـــةٍ )  متقاربا

صوبَ (الكنانةِ) إذ ْ يطـلُّ نسيمُها  *** كالطلِّ في ليـل ٍضربـتُ مُضارِبا

وإذا رُبى (لبنانَ) قضقضَ أضلعي *** فيثيرني لفحُ (الجزيرةِ)  غاضبا

وطنٌ  ولي في كلِّ قطـر ٍفلـذة ٌ  ***** مـــــنْ فكرتي ربـّيتها متنـاسبـا

منْ ذا يضاهينا بحبٍّ قــدْ رســـا *** منذ ُ الطفــولةِ كــان فرضـاً واجبا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا مطلع القصيدة وأبيات منها :

أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا *** لا يسمعُ  الدّهرُ الأصمّ ُمعاتبا
مَنْ ذا سيفخرُ في الدنى متفرقاً *** لا بـــاركَ اللهُ التـّقرقَ سائبا
كالأ ُسْدِ اقحمْ حازماً،لاتنثني ***إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبا
لا  يستقيمُ مع الزّمان ِتردّدٌ **** فالصبرُ حجَــة ُمنْ  تعوّدَ  خائبا
هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ *** وبرافديهِ  ،إذا ْ توهّـــجَ لاهبا
كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها*** لــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا
والحـــائراتُ الهائماتُ فريسةً ً ***لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا  راهبا
وطني تشقـّقَ أفقـُـهُ   بأصابع ٍ *** قد زجـّها حقــــــدٌ لتغدو ثعالبا
صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّ العلا ** لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعاقبا
هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السمـــا *** ليشيرَ  نحوّ اللهِ  وجداً  ذائبـا
وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتـــهِ *** خيراً   يجودُ  سنابلاً  وأطايبا
منْ  لامني في  حبّــهِ  متجنـياً *** قــدْ زدتـُهُ  حبّــاً  ودمعـاً  ساكبا
اللهُ  أكبرُ أنـــــتَ أولُ منْ أبــى *** ظلمَ العبـــــادِ  ولا  تفاخرُ عاتِبا
فالعدلُ  والإنسانُ مطلــعُ  فكرنا **** واللهُ يبقى للنفــوس ِمُحـاسبا

كريم مرزة الأسدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق