أولادُ الهور ناياتٌ حزينةٌ/ كريم عبدالله

الأغاني وجعُ الهور الكتوم تسمعها الأسماك في قرارِ السكون و الجاموس وحلُ النهارِ خيبة على أهدابها تتكاثرُ والقصبُ الصافن تصفرُ فيهِ الريح مقامَ ( رشت )* تتناقلهُ ( الشختورات )* أقصى المدى يطربُ الغرانيقَ المهاجرة وهذي المحنةُ خيمة ٌ كبيرة ٌ النسيانُ مازالَ يتناسلُ تحتها إنكسرَ فـ أنجبَ الفقدَ يطرقُ ابوابَ الفراغ ولا جنينَ حلمٍ يلوّحُ كـ رايةِ ( العباس )*  ذراعيها تحتَ أجفانِ الأمهاتِ ترقدان على أسرّةِ البردي الملتهب مِنْ اجسادِ الرجال النافقةِ أحلامهم المرصوصةِ تناقلتها الذاكرة المنحنية حرزٌ يعتصمهُ الأطفال تحتَ المنابر . لا غالبَ إلاّ الفقر إلتهمَ ( الشلب )* مِنَ الأيادي الحالمة بـ ( المرواح )* بعدما عجزت ( المساحي )* عنْ دفنِ المنهوبينَ أعمارهم في محطاتِ الحياة فقدوا تفاصيل الخسائر المتقيحة على هامشِ الصباح ظلّتْ حناجرهُ مشغولة أُريقت أصواتُ الماء خلفَ القصب صراخها عارياً تزاحمها الكوابيس وقدْ إنحرفتِ الدنيا وفي جعبتها كلّ هذا الأنين . طفتْ تصحّرُ الأنفاسَ مدافع سوداء تحلّقُ تحتَ مأزقها تنامُ الطيور بلا وسائد تستقبلُ الرصاص صدورَ أسفارهم الواهنةِ لا مغيثَ الاّ التيه فيهِ تُسحلُ الذكريات أنيابُ الذئاب تستأنسُ في هذهِ المتاهة والليل عرس البنادق الزاحفة على تجاعيد الآهةِ بينما الأطياف مثقوبة الدموع تعيدُ للأهوار غربة ثقيلة .

رشت* : مقام الرشت الحزين .
الشختورات* : زوارق نهريّة تستخدم في مناطق الاهوار .
العباس* : هو العباس بن الامام عليّ عليه السلام قتل مع اخيه الامام الحسين عليهما السلام في واقعة كربلاء الدمويّة .
الشلب* : الرز .
المرواح* : اداة خشبية تسخدم ايام الحصاد .
المساحي* : تستخدم لحرث الارض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق