منذ ان تولى فلاديمير بوتن رئاسة روسيا بالتناوب مع مديفيت ، الذى يشغل الآن رئاسة الوزارة ، وبعد أن اتفق على استمراريته فى الحكم دون تبادل المراكز مع رئيس وزرائه نتسجة للظروف الملتهبة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط من أحداث دامية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ، الدول التى خططت لها الصهيوأمريكية لأسقاط أنظمتها ، ثم تقسيمها ، باشعال الحروب بها بالوكالة وذلك لنهب ثوراتها ومقدراتها وتراثها منذ غزو العراق وحتى اليوم .
لتلك الأسباب كانت بالضرورة أن تتواجد موسكو وبقوة فى الشرق الأوسط بعد أن نجحت واشنطن وحلفائها من الغرب والشرق قلب الأنظمة فيها عام 2011 بعد أن فشلوا فى وضع قواعد الشرق الأوسط الجديد بانتصار لبنان ( حزب الله ) على أعتى جيوش المنطقة بفلسطين المحتلة ( اسرائيل ) فما كان ردة فعلهم غير التوجه الى سوريا التى واجهت وما زالت تواجه فى حرب مستعرة مع 84 دولة فى شكل جماعات تكفيرية ارهابية من الوهابين تحت مسميات ( داعش والنصرة وخلافه) ، الذين قضوا على الأخضر واليابس فى كل محافظات سوريا وريفها ، بنهب مقدراتها وثرواتها وتراثها وموروثها الحضارى والثقافى والدينى .
كل هذا كان سببا أوليا فى اقامة تحالف بين موسكو ودمشق وطهران ، الأمر الذى أدى بها الى تزويد سوريا اعتبارا من 2015 بمنصات الصواريخ ، اس 300 ، و500 وبأحدث الطائرات الحربية ، والردارات عالية التكنولوجيا ، علاوة على تواجد الخبراء الروس ورجال المقاومة الأسلامية من ايران وحزب الله اللبنانى الذى تواجد بكثافة فى بعض المحافظات مشاركا الجيش العربى السورى فى تحرير أراضيها من كل الجماعات الأرهابية والتى تدعمها واشنطن واسرائيل وأنقرة والرياض والدوحة ، الى أن لحق بهم الجنود والخبراء الروس والأيرانين الذين استطاعوا تحرير حلب فى معركة كانت فاصلة ، تم تحرير باقى المحافظات بسرعة هائلة أذهلت واشنطن واسرائيل ودول الخليج الممولة للجماعات الأرهابية ، مما أدى الى تواجد عسكرى أمريكى فى شكل قواعد له تعد بعشرين قاعدة وذلك بزريعة حماية (قصد) الكرد المنشقون عن الدولة والتى أقنعتهم واشنطون بالمطالبة باقامة دولة كردية بالرقة وادلب ودور الزور ، وأمدتهم بالسلاح والعتاد مما أغضب أنقرة فسحبت نفسها من الحلف الأمريكى وتحالف مع موسكو .
بذلك يكون بوتن قد قلب كل الموازين بالنسبة لواشنطن وأطماعها بعد الأنتصارات التى حققها الجيش العربى السورى والمقاومة على داعش حتى دور الزور والحسكة وال أبو كمال مع الحدود العراقية ، فكان لزاما على الولايات المتحدة القيام بسحب قواتها بطلب من بغداد، حيث كانت وجهتها شمال سوريا بعد أن أبقت ما يعادل خمسة آلاف جندى بالعراق بحجة محاربة داعش .
بوتن فضح أطماع واشنطن فى تواجدها غير الشرعى بسوريا ، فهى ترغب فى حماية حليفتها اسرائيل من التواجد الأيرانى وقوات حزب الله على أرض سوريا ، وبعد أن تأسست المقاومة السورية فى الجولان منذ 2015 ، علاوة على أن هذه المساحة التى تحتلها القوات الأمريكية مليئة بثروات سوريا النفطية من بترول وغاز ، الا أن الأدارة السورية قد وجهت لهذه القوات أكثر من رسالة ، على أن تواجدها على الأراضى السورية غير شرعى ويعتبر بمثابة احتلال لأراضيها ، وستقوم بالتعامل مع أى اعتداء تقوم به هذه القوات على الجيش أو المقاومة بالمثل كما تعاملت مع الطائرات الأسرائيلية أكثر من مرة .
لقد أدهش بوتن العالم عندما وجه يوم 1 / 3 / 2018 هذه الرسائل المتعددة لكل من واشنطن واسرائيل فى شكل انذارات ، وليس تهديدا بالحرب ( انه فى حالة الأعتداء على القوات الروسية على أرض سوريا أو فى أى مكان كان ، أو على أى حليف من حلفائه فستقوم القوات الروسية بالرد الفورى ) وقد استعرض بوتن فى ثقة كبيرة تحلى بها فى خطابه أمام العالم ، عن المخترعات الأخيرة للثلاثة صواريخ التى لديها القدرة على تفطية الكرة الأرضية دون أن يكتشفها أى من الردارات أو يلحق بها أى من الصواريخ الأمريكية لصدها ، كذلك الغواصات المسيرة الكترونيا والتى لديها القدرة على اصابة المدمرات الأمريكية أو غيرها اصابات مباشرة ومدمرة ، كان ذلك بمناسبة الهدنة التى وافق عليها مجلس الأمن لوقف الحرب فى الغوطة الشرقية ، والتى أصرت كل من دمشق وموسكو أن يستسنى منها جماعة النصرة وما يتبعها من جماعات مسلحة حتى يستطيع الجيش العربى السورى من اخراج كل هذه الجماعات الأرهابية منها ، أما سلما أو حربا، وفك الحصار عن المدنيين التى تستخدمهم المسلحين دروعا بشرية لهم ، ست أيام مضت على الهدنة ولم تصل المساعدات الأنسانية الى المدنين بسبب احتجاز المسلحين لهم ، وكذلك اختراقهم للهدنة ، فحتى الآن يرشقون دمشق بالقنابل والصواريخ ، وللأسف نجد بعض الأفواه العميلة من دول خليجية وغربية يقلبون الحقائق فى أثناء انعقاد جلسات مجلس الأمن ليدينوا الجيش العربى السورى باتهامه بمنع وصول المساعدات الأنسانية الى المدنيين ، فى حين أن الأرهابين يقصفون المدنين الآمنين والجامعات والمدارس والمستشفيات كل يوم بدمشق ، والكثر دهشة أن واشنطن تحاول اقناع فرنسا وألمانيا وفرنسا بالقيام بضرب سوريا بحجة أن الجيش يستخدم الغاز السام فى الغوطة الشرقية ومناطق أخرى .
لقد أبطلت موسكو وبكين هذه الأدعاءات غير الصحيحة أكثر من مرة باستخدامهما الفيتو فى مجلس الأمن ، وسيظلا على عهدهما مع حلفائهم حتى لو أرادت واشنطن اندلاع حرب عالمية ثالثة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق