ما لم تقله ريا وسكينة/ عبدالقادر رالة


  عمت الجلبة قاعة المحكمة بعد أن أعلن القاضي الحكم بالإعدام ...
صدحت ريا قائلة :
ـــــ الحقيقة ... أنتم لم تفهموا قصدي ونيتي لا أنت أيها القاضي! ولا المدعي العام ، حتى المحامي الذي كُلف بالدفاع عنا ... لا أحد يفهم ذلك !
 ساد الصمت ُ قاعة المحكمة ...
   فواصلت هي كلامها بكل ثقة :  ــــــ كل أولئك النسوة اللواتي قتلن من طرفنا...  ونحن لم نطبق إلا العدالة  وما طمعنا في المجوهرات أو المال...
  ما ذنب أزواجهن الذين يعملون ويكدّون ليوفرن لهن العيش الكريم، الأبهة والحلي الغالية! ثم يتسللن هن الى الأوكار الوسخة ليمارسن الرذيلة! 
 صدقوني أنا لم  أقم بقتلهن وشنقهن إلا إشفاقا على أولئك الأزواج المخدوعين ! 
   لما كنت ُ أنظر الى إحداهن ، وأقارن في مخيلتي بين زوجها المحترم وهذا الحقير الذي تواعده عندنا أتعجب...
كيف لهذه المرأة أن تفضل هذا على ذاك ؟ النعيم والنظافة والدفء والحب ... تترك كل هذا .. وتبحث عن القذارة ! يا لهن من نساء لا يستحقن الا القتل !
  ساد الصمت قاعة المحكمة مرة أخرى ....فانبرت سكينة بالكلام:
ـــــــ  نعم ...كنا نطبق العدالة في أقوى تجلياتها... خيانة الزوج في وكر قذر لا يكون جزاءها إلا الموت !
 هن أ تين بأرجلهن عندنا بحثاً عن لذّة يعتقدن خاطئات أنها مفقودة في بيوتهن! 
  صمتت سكينة قليلا ثم استدارت نحو شريكتها وأختها ريا  التي قالت :
ـــــــ نعم ... قتلتهن ليكن عبرة ... قد تكون غيرة ، لكن ليس غيرة من ثراءهن ومجوهراتهن ... أنا لا أتصور أبدا بأني أخون زوجي!
   لما ذا أخونه ؟ وهو يُوفر لي كل شيء ، ويُحبني ويقضي الوقت بأكمله في المصنع أو في المكتب ، وبين الوثائق والمستندات! الرجل يجتهد لكي يوفر الحياة الرغيدة!ثم أفر أنا مثل جرذ أبحث عن المتعة والسعادة في المجاري النتنة!
 المرأة التي تكون هذه حالتها مثل جرذ لا يستحق الى الموت بالمبيد!
وساد الصمت .....
 وخُيل للجميع أن ريا وسكينة قد نفذ كلامهما ، وما هذه الا حجج واهية لعل القاضي يتراجع ويخفف عنهما الحكم !
   الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق