زيارة وفد من حزب -البديل لالمانيا - اليميني الألماني لسوريا ولقاءه العديد من الشخصيات السورية المرموقة والمقربة من مركز القرار السوري يشكل صفعة في وجه كل وطني سوري ونكسة لكل قومي عربي وخذلان لكل محبي سوريا ولكل من وقف في السنوات الاخيرة الى جانب الشعب السوري والى جانب قيادتة الصامده وجيشه العربي الأصيل ودعم حربهم الدفاعية ضد تقسيم سوريا التي خاضتها وما زال تخوضها اكثر من ثمانين دولة ضد سوريا شعبا وقيادةاً وجيشاً
لا ادري كيف حصل هذا الانزلاق وهذا الخطأ الدبلوماسي ومن هو المسؤول عن ترتيب الزياره أو المبادر لها… لكن من الواضح ان مستشاري القيادة السوريه اخفقوا اخفاقاً ذريعاً في عدم اطلاع القيادة على هوية الشخصيات التي زارت سوريا وهوية حزبهم الأيدلوجية وموقعهم في الفضاء السياسي الألماني والاوروبي وتاريخ مثل هذه اللقاءات في الشرق الأوسط وتداعياتها على شعوب المنطقة ومكانتهم السياسيه في المنظومة الدوليه
هذا الحزب الذي يحتضن في صفوفه شخصيات وحركات ومجموعات نازيه عنصريه تعادي الأجانب وتتباها بالنظرية العنصرية النازيه وتكن عداءا لكل ما هو شرقي ومسلم… يتم استقباله من قبل شخصية مرموقة دمثة يقدرها العدو قبل الصديق مثل سماحة مفتي الجمهورية العربية السوريه… يا لها من زلة وَيَا له من عار
لا يا سوريا … ليس هكذا تؤكل الكتف! المبدأ الشرقي الرجعي القائل " عدو عدوي صديقي" مبدأ يتبعه الضعفاء والمبتدئون بالسياسة وفنها… أنتم من اثبت للعالم على مدار السنوات السبع الماضيه كيف يكون فن السياسه والاستراتيجية انزلقتم على ورقة رخيصة ودعاية سيئة لسوريا ولشعبها ولتاريخها
هذه للاسف ليست المرة الاولى التي يقع به نظام عربي أو حركة وطنية عربيه في فخ معادلة "عدو عدوي صديقي". تاريخ الشرق الأوسط وحركاته السياسية النضالية مليء بمثل هذه الانزلاقات التي لطخت تاريخ بعض الحركات وبعض الأنظمة.
بدأ العمل بهذا التكتيك الفاشل الذي يستند على مقولة فلاحية استسلامية رجعيه - واحد يضرب معك ولا عشرة يضربو فيك- في ثلاثينات القرن الماضي عندما قام مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني، بزيارة لالمانيا النازية الفاشية متخيلاً ان هؤلاء سيقفون الى جانبه ضد "اليهود"… اخطأ المفتي بتقديره وفشل فشلاً ذريعا واتى بوصمة عار لعموم شعب فلسطين ونضاله، وصمة عار ما زالت تلتصق به حتى الْيَوْمَ … مروجي هذه التوجه وهذه الاستراتيجية البخيسه يتناسوا بان مثلاً عربياً اصيلاً قال بان" الابن العاق يجلب المذمة لاهله" والمثل القائل "قلي من هم أصدقائك أقول لك من انت" اكثر حكمة ووعيا وتدبراً من استراتيجية عدو عدوي صديقي…
فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وخصوصاً يسارها لم يتعلم من خطأ المفتي الفلسطيني واعادوا السيناريو مرة اخرى بإخراج اكثر سوءاً عندما دعموا الحركات الإرهابية الاوروبيه الملتفة تحت عباءة "النجمة الرحمراء" قناعة من هؤلاء بان نضال شعب فلسطين ضد الصهيونية واستعمارها هو جزءاً من نضال الاشتراكية ضد الرأسماليه… هذه الرومانسية النضالية وهذا العمى الاستراتيجي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني غالياً وما زال يدفع فاتورة هذا الانزلاق الاستراتيجي حتى يومنا هذا.
اكمل نظام صدام حسين في العراق فلم التحالفات الفاشلة عندما استقبل رئيس الحزب اليميني المتطرف المعادي للمسلمين وثقافتهم يورغ هايدر وتفاخر النظام العراقي بزيارة هذا الفاشي متناسياً ان السياسة فن الربح والخسارة… زيارة اليمين الفاشي أين كان لونه وانتماءه القومي للدول العربية هو، من الناحية الاستراتيجية خسارة كبرى والربح المتوخى من مثل هذه اللقاءات هو وهم كبير وان دول على شيء فهو يدل الى النقص الكبير عند القيادات العربيه بفهمها للواقع الغربي وموقف شعوب هذه المنطقة
سوريا قيادة وشخصيات مرموقه اخطأت التقدير باستقبالها أعضاء الحزب الألماني اليميني المتطرف واثبتت انها وللاسف لم تتعلم من اخطاء غيرها بالماضي… من حق كل محبي سوريا ان يسألوا من التقوا الوفد الألماني : كيف لكم ان تستقبلوا مثل هؤلاء المتطرفين وأنتم تكتوون منذ سنوات بنار التطرّف ؟ كيف لكم استقبال وفد تواجد العديد منهم بحفلة فوز ترامب بالانتخابات الامريكيه…هذا العنصري الذي يعبث بأمن ووحدة سوريا العربيه؟
نعم يا سوريا اخطأتي خطأ استراتيجياً كبيراً في وقت انت احوج به الى تثبيت مبدأ الصداقه والايداء السياسي المميز. في جعبة أصدقاءكم دول ومنظمات لكم الفخر بصداقاتها وولاءها … وها أنتم تعبثون بهذا الكنز باستقبالكم ليمين متطرف لا علاقة له بنضالهم وحربكم من اجل سوريا دولة وشعباً … الان بقي فقط محاولة تسريب الخطأ بالتراجع عن هذا العمل المشين بالاعتذار لكل محبيكم في ارجاء المعموره والإعلان عن قطع التواصل مع مثل هذه المنظمات والأحزاب الفاشية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق