نجوى الغيّاب/ د. عدنان الظاهر

1ـ الحل
أبحثُ عن حلٍّ
أين الحلُّ ؟
" جِدْ لي حَلاّ "
أينَ وسائلُ إيجادي في هذا الحلِّ
أينَ مكانُ الصبرِ المُرِّ وأين مفاتيحُ الحلِّ الكُلّي
أين الظلُّ الغائبُ عنّي في أقصى ظِلّي
أينَ مكانيَ في أشباهِ حلولِ  الظنِّ المُنحلِّ
لا صورةَ لي في لوحةِ كونٍ مهووسِ
في بقيا كأسٍ مدسوسٍ مكسورِ
سُؤلكَ يُشغلني
يستسلمُ يستسقي شؤبوبا
يمشي في نعشٍ مغشوشِ
غيّرْ خطَّ السيرِ فنجمُكَ حظٌّ مقلوبُ
لا مِنْ أملٍ بَتّاً بَتّا
أَخرِجْ نفسكَ فورا
أخرجها منها
أخرجها من درعِ الدبّابةِ في ظهرِ الدنصورِ
لا كانتْ منكَ ولا كُنتَ الكائنَ فيها
جاءتْ عَفْوا
أرفضْ خطَّ مسارِ الدينونةِ شَمْسا
ها أنتَ العبدُ العابدُ منذورا
تتعلّقُ بالرفِّ العالي مِنطاداً مثقوبا
 لا تدري ما يجري
إقفلْ بابَ النجوى
البابُ ودربُ البشرى ملجومُ
جُدرانُ البيتِ عباءاتٌ سودُ
راياتٌ فوق سطوحِ الدورِ تُرفرفُ إحباطا
2ـ الفضيلة
يرقصُ مذبوحا
مَنْ فقدَ الصبرَ فضيلةَ مهزومِ
ينزفُ مُنتظراً
أنْ يسقطَ مِنْ عالٍ كِسفٌ أو قَمرٌ مخسوفُ
يجهرُ لا يخشى جَهْرا
يفتحُ للقوّةِ رُمحاً مسنونا
ما أكبرَهُ إنسانا
هلْ أركبُ ساحلَ عُمري قُبطانا
وأهيمُ إلى حيثُ أُجدّدُ أخشابَ المجدافِ
أسألُ عن بابٍ يُفضي بي
لمحطّةِ أنواءِ الأقدارِ
علّي أجدُ الراحلَ قبلي مُشتاقا
يرفعُني للأعلى طفلا
يقلعُ منخوبَ الأسنانِ طبيباً ـ حلاّقا
أسألُ أهلي :
هل أبقى جَسَداً يأكلُ بعضٌ بعْضا
أمْ أمضي في دربي عجلانا ؟
غابوا ..
ظلّوا تحتَ القبّةِ في جُبِّ الغيبةِ أحياءَ
أأزورُ مضاربَهمْ حتّى لو غِبّا
أحملُ ما يُحْمَلُ للظمأى والجوعى
للساهرِ والكاتمِ في صدرٍ صوتا
زاروني في الشامِ وبيروتا
تركوني في البحرِ الأبيضِ تابوتا
من ملحٍ صخريٍّ منحوتا
لا القاربُ يُدنيهِ
لا شَجَنُ النورسِ يُشفيهِ
هلْ مِنْ لُقيا أخرى ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق