المصلوب الظافر/ محفوض جروج

كل العيون تتطلع الى الجلجلة في مثل هذه الأيام من كل عام.متأملة الآلام الخلاصية للذي انبثقت منه الحياة.فعلى الرغم من انه رفع على خشبة الصليب فإن كل الكائنات ترتاع منه وترتعب.
فقد دلت بشارة الملاك بمولده على انه لم يكن انسانا فقط. كما أشار الحبل به في أحشاء العذراء مريم الى انه الإله المستتر في صورة انسان. فقد جاء ليحقق للبشر الخلاص من عبودية الخطيئة اللامتناهية التي عمّت البشرية جمعاء.
وهذا ماجعل من يدفع بالناس الى الهلاك في أشد الحيرة من امره. فقد رآه إلهاً عزيزاً يغفر الخطايا وينتزع بعض من قضوا نحبهم من براثن الموت الزؤام.
كما انه يراه من ناحية اخرى انساناً ضعيفاً. يجوع ويعطش. ينام ويتألم. ويخشى الموت.فكلّاً من تلك الأمور السامية وهذه الأمور الوضيعة. صادرة عن نفس الشخص كلمة الله المتجسد. فعجز عن إكتناه هذا السر الغريب الغامض. فحرض اعوانه وزبانيته على الإيقاع به. واستئصاله من أرض الأحياء. قبل أن يستفحل أمره. وتقوى شوكته. وذلك بتعليقه على خشبة الصليب. أجل إنه لأمر غريب ان اللذي يهابه النورانيون تمتد اليه ايدي الخطاة لترفعه على الصليب حيث سمرت يديه ورجليه.
وما ان استوى المصلوب على عرش الصليب بإرادته و بمشيئته الأزلية رحمة بالبشرية. حتى أطلق صرخته المدوية في الكون وفي ارجاء الجحيم. فزلزلت الأرض. وأظلمت الشمس.وفتحت القبور .واستيقظ أموات البشرية اللذين كانوا يغطّون في سبات عميق. فرحين ببشرى الفداء التي زفّت اليهم.
اما الصالبين ومن نسج على منوالهم من المكابرين في كل عصر .فقد غشيتهم الظلمات وتاهت بهم الشبهات. ولطمت الأمواج العاتية مركبهم وسط اليمّ الهادر فجنحَ بهم وتحطم على صخرة الحق.
هكذا تألم الكلمة المتجسد. ومات وفقاً لما جاء في نصوص الأنبياء. ثم دفن وقام في اليوم الثالث حياً. فقد كان موته ضرورياً لخلاص الجنس البشري .كذلك كانت قيامته حياً لتصبح هذه القيامة الركن المتين للدين المسيحي.
وقاعدة أساسية للقيامة العامة.

                                                             *******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق