السنابل/ عبدالقادر رالة


  السنابل تمتد عبر المكان ،ملونة المدى الواسع المحيط بقريتنا الصغيرة باللون الأخضر ... كل سنة ، في فصل الصيف تُثمر ، ثم تصْفر فتحصدُ ... ثم تنبتُ مرة أخرى في فصل الخريف ... فصل الخريف في قريتنا رائع جدا !
   تحصدها مناجل الفلاحين الحادة  وسواعدهم القوية أو الآلات المتطورة...تحرقها نيران الصواعق ، أو أعقاب السجائر الغير مبالية ، تهجم عليها الطيور أو أسراب الجراد ، تتعرض للفيضانات أو الجفاف ..
  يتقاتل عندها الملاك الكبار أو الفلاحين الصغار ، وعلى حدودها يتعارك الرعاة كل موسم ، يتقاتلون ثم ما يلبثون أن يتصالحون! يتخاصمون و يتنازعون ، كل يصرخ بـأعلى صوته : ــــ هذه أرضي وأرض أجدادي ، ولن في أفرط في شبر  واحد منها أو حبة قمح!
 الأرض ليست مثلنا قلبها خالي من الأنانية ، كل عام تعطينا ولا تبخل ، وكل حول تهبنا السنابل والخبز واللبن ولا تشحّ أبدا ً...
   نعم أرضنا تُحبنا ، ولا تبغي منا سوى أن نحبها ونعطف عليها ونتودد إليها لكن لا تحب أبدا ً وتمقتُ أشد المقت أن يتقاتل الإخوة لأجلها ، تتألم إذ أذى أحدنا الأخر لأجلها ... الأرض تسع الجميع ، فلماذا لا تسع قلوبنا الآخرين ؟
لماذا لا نكون مثلها ، ونتصف بصفاتها الرحمة والعطاء!    
  لماذا لا نكون سنابل تعطي للجميع ، الفلاحين ، ولنا نحن أولادهم ، ولزوجاتهم ، وللفراشات والنحل واليعاسيب  ، ولطيور الدوري  والقبرات وللحمام الزرازير والفئران ، وللماعز والأغنام ...وللديدان تحت الأرض..
  وإن أحرقتها النيران فإنها لا تشتكي أو تنتقم أو تبخل وإنما العام الموالي لا تخلف موعدها في فصل الربيع فتتزين فرحة ولا تتأخر أبداً...
فتخضر السهول المحيطة بقريتنا الهادئة ...
ولا يحسب أي واحد منا أنها عانت بما فيه الكفاية ...
ونغتبط لما نلمح طيور الدوري ترفرف فوق أمواج الحقول الخضراء....
  الجزائر   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق