عندما قامت حركة الضباط في يوليو 52 كان تصب اعبنهم الدين قبل الوطن فعملوا علي اعلاء الدين وحلوا الاحزاب الوطنية وابقوا علي الاخوان المسلمين حتي محاولتهم قتل عبد الناصر في المنشية فقلب ظهر المجن عليهم ولولا غباءهم لظل عبد الناصر يحكم البلاد بالمشاركة معهم وتنفيذ رغباتهم وكان القصد الاساسي تهميش الاقباط حتي استئصالهم وربنا ستر .
وحينئذ قام عبد الناصر بالمزايدة علي الا خوان بتحويل جامع الازهر الي جامعة تحوي عدة كليات عملية ورصد لها مبالغ طائلة من ميزانية الدولة واغلق في وجه الاقباط قبولهم بالجامعة الازهرية , بالرغم انهم فتحوا الباب علي مصراعية لكل من هب ودب من المسلمين في كل دول العالم مع اقامتهم ومعيشتهم مجانا فضلا عن الحافز المادي لهم , واصبحت الجامعة الازهرية مرتعا خصبا للطلبة الفاشلين الذين لم يتاح مستواهم الي قبولهم بالجامعات العامة وتخرج منها الاطباء والصيادلة والمهندسون ..الخ الفاشلون والغير متفوقين .
واجزم انه لولا معجزة قداسة البابا كيرلس مع عبد الناصر بعد رفض مقابلته واهانته اهانة لولا هذا لصب عبد الناصر غضبه علي الاقباط ونفذ مخطط الاخوان المسلمين الذي اعلنه السادات في المؤتمر الاسلامي عام 56 لن يبقي من المسيحيين سوي ماسيحي الاحذية والبوابين , واتجه السادات الي تحقيق مراده بعد اعتلاه كرسي مصر بالصدفة باعتقال راس الكنيسة قداسة البابا شنودة واطلاق الاخوان المسلمين من السجون وتعينهم في اعلا المناصب واطلق يدهم لقتل وضرب الاقباط جهارا نهارا في الجامعات واعلن علي الملأ شعاره : حاكم مسلم ودولة مسلمة.
وسار مبارك علي نهجه حفاظا علي حياته وكرسيه ,وامعانا في اسلمة مصر نشط السلفييون في عهده وساوم الاخوان وترك لهم العنان في قتل الاقباط وضحي بهم ,فبدأت مذابح الاقباط من الكشح حتي كنيسة القديسين مرورا بعشرات الكنائس التي تم قفلها ومنع الصلاة بها عن طريق الامن وتمت مذابح للاقباط يندي لها الجبين بلا احكام او دية.
واستمر الحال في عهد المجلس العسكري ثم مرسي حيث هدمت وحرقت الكنائس وسحق الاقباط بالمدرعات بماسبيرو واصبح دم الاقباط رخيصا لاقيمة له.
وفي العهد الحالي للرئيس السيسي كان للاقباط دورا هاما في فوزه برئاسة مصر لكن لم نجد خطوات ايجابية حتي تاريخه في تاسيس المواطنة الكاملة للاقباط عدا زيارته مشكورا للكاتدرائية في ليلة اعياد الميلاد , ولم يكن حاضرالاقباط مختلفا علي ماضيهم القريب.
فبعد ان كان العصر العلوي عصرا مميزا في تحقيق المواطنة المتساوية للاقباط مع شركائهم المصريين حيث تولوا منصب رئيس وزراء مرتين وحقائب سيادية بما فيها وزير الحربية ( تولاها سامي صليب) ومحافظين في اغلب المحافظات (المديريات) حتي رئيس مجلس الامة (ويصا واصف) مرتين وكان حاكم السودان من الاقباط ,فضلا عن الغاء الزي المميز للاقباط والغاء الجزية المهانة عام 1855 م وتجنيد الاقباط بالجيش والسماح لهم ببناء الكنائس دون اعتراضات ,وحصولهم علي رتبتي البكورية والباشوية وتأسيس هيئة النصح والارشاد في عهد اسماعيل ووضع لها نظاما يحفظ حق المسيحيين .
وقد ادي هذا الي رفض الباباوات الحماية الروسية والانجليزية وهما في اوج مجدهما ,ولو تم هذا لصارت مصر محتلة من الاجنبي بحجة حماية الاقلية القبطية وما يترتب عنها من مواقف عدائية مع الحامي الاجنبي للاقباط.
ولا نعلم ماذا كانت ستصبح مصر ؟!
ورغم وطنية الاقباط الجارفة وحراسةالهوية المصرية, الا ان حركة الضباط اتخذوا موقف اخر نحوهم , فحرموهم من المواطنة المتساوية مع شركائهم المسلمين . وبذلك اعطوا اشارة للرعاع في اضطهاد الاقباط ان يفعلوا ماشاءوا من سبي القبطيات واسلمتهم حتي القصر منهم , وقتل ابنائنا المجندين حتي في وحداتهم .واذلال الاقباط بكل الوسائل الدنيئة وتهجيرهم من منازلهم وهدم متاجرهم وسجنهم بحجة ازدراء الاديان ولم ينجو من هذا الاطفال الصغار ...الخ كل هذا لم يكن محض الصدفة ولكن مخطط خسيس مرسوم بدأه حسين الشافعي وكمال الدين حسين بتاسيس جمعية الهداية والنور والجمعيات الشرعية بتمويل ضخم من الدولة والبترودولارات السعودية والخليج لاسلمة مصر بكل الطرق .
وكان المد العروبي ايام عبد الناصر ليحقق حلم الامبراطورية العربية ثم تلاها المد الاسلامي في عهد السادات للوصول الي حكم الخلافة الاسلامية وتغيير الهوية المصرية الي العربية ثم الاسلامية و بات الاقباط في موقف حرج جدا لاحول لهم ولاقوة بلا مواطنة متساوية او شبهها,حتي صاروا مأسورين في وطنهم ومسبيون في بلادهم وغرباء في ديارهم , ومع هذا ظل الاقباط اقوياء صامدون ,وافضل وصف لهم ماكتبه المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في مقدمة تحقيقه لكتاب تاريخ مصر والعالم القديم.
"ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم.ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم".
قائلة وتشهد االمؤرخة لويزا بوتشر
"لاشك ان الاقباط هم وحدهم سلالة المصريين القدماء العظماء وقد ابقتهم العناية الالهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق