من المسئول عن ما وصلت إليه مصر... هل الشعب أم الحاكم؟
سؤال صعب وإجاباته تحتاج إلى التأمل وليس لنفى مسئولية عن شخص أو أشخاص بل هى دعوة لنغير الواقع المتكلس والجمود الذى حاق بالمجتمع لننفض عن أنفسنا غبار الضعف والوهن الذى أصابنا. وقبل أن نجاوب نريد أن نطرح بعض الأسئلة قد نجد فيها الإجابة وقد تقودنا إلى مقولة مفيش فايدة.
من المسئول عن توقف المصرى عن الإبداع الذى عاشه من فن وتطور للمجتمع بعد أن أقنعوه بحيلة التدين الظاهرى الذى نشروه فى العالم كله حتى صار ماركة مسجلة توقف فيها المصرى عند الإهتمام بالشكليات وتوقف فيها عن التفكير وأسلم قياد فكره لمن يحلل له ويحرم عليه عيشته وأصبح ينظر بالريبة للإبداع بأنه الشر الذى سيخرجه عن جوهر الإيمان؟
من المسئول عن تصديق المصرى والمصرية لنفسها بأن جسدها هو مجموعة من الشهوات الحيوانية فأصبح الإعتناء بالنظافة والجمال حرام والمظهر الشيك فتنة وصوتها عورة وشعرها مصدر الخراب ومشاركتها فى الحياة إثم من عمل الشيطان فصغرت المرأة فى عين نفسها وأصبحت تخاف حتى من نفسها على المجتمع فإنعدم الجمال وإندثرت الشياكة وأصبح القبح فضيلة وأصبحت النظافة وطيب الرائحة رزيلة ففقدنا كل المكتسبات التى أحرزها المجتمع وأسلمنا المرأة لمجموعة من الجلادين يجلدونها على كونها إمرأة فى الليل والنهار ورضيت بالفتات الساقط لها من موائد المجتمع تقنع بما قسموه لها ؟.
من المسئول عن أن يصدق المصرى نفسه كذبة أن زيادة النسل عزوة وأن الرزق سيزداد تلقائيا بنفس نسب العيال فأصبح النسل هدفا وزيادة الفقراء أملا وزيادة أولاد الشوارع نعمة نتباهى بها على الأمم؟
ومن المسئول عن أن يصدق الشباب أن هناك ثورة تدعو للحرية وأن ينخرطوا فيها وهم لا يعلموا أنهم مجرد وقودا لصراعا سياسيا ليسو أطرافا فيه بل مجرد حطبا يشتعل لكى يشعوا ضوءا يستطيع المتصارعين على السلطة الرؤية لكى يقتلوا بعضا فوزا بغنيمة الحكم فى نور ثورة الشباب؟
ومن المسئول على أن يصدق الطالب أنه يتعلم وهو لا ينال من العلم شيئا يخرج إلى الواقع فيجد أن ما سعى إليه هو مجرد ورقة يتباهى بها على المجتمع أو يقنع كبرياؤه بأنه أصبح ذو حيثية فى المجتمع بينا هو أو هى لا يتذكر كلمة مما تصور أنه العلم؟
ومن هو المسئول عن تصور الكثير بأن ما يمارسونه من فساد ورشوة هو ذكاء إجتماعى وجريا للرزق وكسبا للعيش حتى صارت الرشوة قاعدة لا يمتنع عنها غير ندرة من الناس؟
ومن المسئول عن أن يصدق الناس أن كسر القانون والإحتيال عليه هو ذكاء إجتماعى يتفاخروا به؟
ومن هو المسئول فى أن يصدق الشعب المصرى بأن رجال الدين هم فقط من يوجههوه وهم فقط من يعرفوا الخير والشر قيستأذنوهم فى كل شيئ حتى صرنا شعبا لا يستعمل العقل إلا وقت النوم حيث تنشط الأحلام فيخرجوا من القيود التى لن يحاسبوا عليها؟
فمن المسئول عما وصلنا إليه هل هو الحاكم الذى زودنا وأقنعنا بتلك الأفكار فمشينا وراءه كالعميان أم أخطأنا عندما لغينا العقل وأسلمناه لمن يقودنا دون مقاومة تذكر ورفضنا الحداثة؟
نلوم من؟ هل نلوم الحاكم الذى يصنع أدوات حكمه كى يسهل له قياد شعبه أم هو الشعب الذى ظل يغرر به عقودا فإنشغل عن العمل وإستسلم للجهل وإقتنع بالفقر ورضى بالقليل فإنعدمت طموحاته وصار أقصى طموحاته أن يملئ معدته بأقل القليل ويملئ الشوارع بذرية غير منتجة يظن بها أنه قد أرضى ضميره والحاكم وضمن أن يكون مرضيا عنه فى جنة الفقراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق