اقرأ في عينيك الصافيتين
أشجار البرتقال المستقبلة
ضيوف الله بوجه طليق
ضحكات العصفور الأبيض
من أسلم حبا وكرامه
لمروج الرﯕـادة
من أشجار الصبار أصافحكم
وأوراق السدرة وأغصان العشق القروي
أحبك أرضي في عروق الطبيعة
بعثا يبرعم موت الفصول
طريقا يدق عليها الزمان خطاه
فتعطي المسافات سحرا يفتح صدر السواقي
يا وطني فقراء نحن ..
ونملك كل سلاح الفقراء
الكرامة والوقت وأحلام الآتي
والرفض أن تقف الفصول حديقة يتعانق الفقراء فيها
وما عدت أفرق يا وطني
بين برتقال يتدفق أنهارا نحو الشمال
وفقير يتلحف برد الشتاء
ينثر عرقه فوق هذي الحقول
ما عدت أفرق يا وطني بين ضمير البترول الغائب
وضمير الدم المتكلم المسفوح على طقوس الحرب
وأنا في الريح والأمطار
سؤال أعارته الريح أجنحتها
فانحبست ظلال القهر من عينيه
تروي قصة الغربة
وأبحث بالرمش المكسور عن الوجه الذي ضيعت
فلم أجد غير خيوط من ذكرى
وطرق مسدودة في وجه الخطوات
يورق النهر ضحايا في ضمير الشجرة
وأنا خلف جدار الليل،
قنديل مهشم وبقايا مقبره
ما عدت أفرق يا وطني
بين امرأة تزف أجنحة للطيور
لقوارب العبور
وامرأة تحلم بفستان وعطر
وأكاليل الزهور ومحدثات الأمور
يا وطني نقتات كل يوم
على هموم جنوبية
وأنا أجمع البسمات من وجوه الكادحين
باقة ياسمين في مزهرية الأحزان
أوقظ روحا، أنثرها على جسد الإنسان
ليحيى الإنسان الجنوبي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق