يقول لنا المقريزي العربي المسلم ان بعض الطلبة المسلمين كانوا يتعلمون في المدارس القبطية ليدرسوا فيها الطب والرياضة ولكن هذه الوقائع حدثت في القرنين الثالث والرابع عشر اي في الوقت الذي دعم فيه استعمال العربية وذهب الاقباط الي حد دراسة القرآن ليعتنقوا لغة أسيادهم
يقول الغازي عمروبن العاص :أن مصر انما دخلت عنوه، و‘وإنما هم عبيدنا -المصريين- نزيد عليهم كما شئنا ونضع كما شئنا"(تاريخ الرسل والملوك للطبري ص106
ونقرأ وصف عمرو لمصر واهلها "أهل مله محقوره وذمه مخفوره يحرثون بطون الارض ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سعوا من كدهم" (المسعودي مروج الذهب و معادن الجوهر)
يقول سليمان الحكيم تحت ثلاثة تضطرب الارض تحت عبد اذا ملك واحمق اذا شبع وشنيعة وآمة اذا ورثت سيدتها , واظن ان القارئ يوافقني علي قول الحكيم صاحب الحكمة
هذا هم مفهوم الاحتلال العربي الذي يمدحه المسلمون ويأملون عودته ويزعمون انه انصف الاقباط ومنحهم حقوقهم واعطائهم حريتهم وكان افضل عهد لهم في ظل سماحتهم وعدلهم
ونقرأ الحقيقة بوضوح في كتاب السيدة سناء المصري ( وقد مارس الحكام العرب صفات السياده وتسخير المصريين في شتي الاعمال الصعبه من اجل زياده حصه الضرائب (الجزية)، ومن هذا المنطلق سخر عمرو بن العاص الاف الفلاحين في اعاده حفر قناه تراجان او قناه امير المؤمنين، كما سخر عبد الله بن ابي سعد بن ابي السرح صناع مصر لبناء الاسطول العربي و في العموم: كان المصريون يقومون بحفر القنوات وبناء الخطط و البيوت للساده العرب....بينما يكتفي هؤلاء الساده بصفتهم الفرسان اصحاب السيوف والخيول والجيوش باستهلاك الخيرات وانفاق الثروات"( هوامش الفتح العربي))
وقد قام عمرو بن العاص باسر كثير من القبط رجالا ونساءا ووزعهم كجوار وعبيد علي قادة جيشه ورجاله المقربين , كماحدث مع عدد من نساء القبط في بلدة سلطيس اللاتي اتخذهن العرب جوار و إماء لهم بعد ان وزع نساءها علي قادة جيشه بعث بالجزء المتبقي منهم الي بلاده البعيدة في مكة والمدينة واليمن
والطبري يشير الي معاناه المسلمين اثناء حفر قناه امير المؤمنين في عمل من اكبر اعمال التسخير الجماعيه، و خوف عمرو بن العاص نفسه من هذا الوضع لان تسخير الاف في اعمال الحفر يسبب انكسار خراج مصر وخرابها، ولكن حسم ابن الخطاب دفع الي استمرار العمل في ظل تلك الظروف القاسيه ولكن رسالة عمر حسمت الامر اذ جاء فيها: اعمل فيه و عجل، اخرب الله مصر في عمران المدينه وصلاحها ( الطبري كتاب تاريخ ج4 ص100) يؤكد نفس الواقعه السيوطي في( كتاب حسن المحاضره ج1 ص 63) هذا هو العادل فكم يكون الغير عادل
والطبري يذكرنا بأن الجيش العربي الفاتح قد اسر اعدادا كبيرا من المصريين، وان صفوف العبيد من القبط امتدت من مصر الي المدينه، فينقل عن عربي سكن ارض مصرووكان في جند عمرو بن العاص اثناء الفتح,انه قال لما فتحنا بابليون تدنينا قري الريف فيما بيننا و بين الاسكندريه قريه فقريه حتي انتهينا الي بلهيب وهي منيه الزناطه بالبحيره ومحلها اليوم فزاره بمركز المحموديه يقال لها قريه الريش وقد بلغت سبايانا المدينه ومكه واليمن"كتاب فتوح البلدان للبلاذزي القسم الاول ص235
يقول الاستاذ عبد العزيز جمال الدين في تحقيقه لموسوعة تاريخ مصر تحت عنوان عبودية القبط للعرب:وفي الصعيد حيث هيمنت القبائل العربية كان التناقض يتحول الي تناقض عنصري من نمط خاص حيث نجد العلاقات بين الاسر القبطية ومشايخ اشبه بعلاقة السيد بالعبد ولقد ارخ بوركهارت وصفا معاصرا ذكر فيه ان الاسرة القبطية كانت اشبه بالعبيد الذي يمتلكهم مشايخ القبائل العربية وأضاف ان كل اسرة قبطية كانت تحت سلطة وحماية احد المشايخ وتعتبر من املاكه مقابل ان تقوم بالعمل في ارض مفردة له . وكان لهؤلاء المشايخ حق توارث الاسر القبطية وحق بيعها فيما بينهم . والواقع ان وصف بوركهات ليس فيه اي مبالغة حيث يذكر علي باشا مبارك في خططه ج17ص25 الاميرية: ثم ان نصاري بلاد الهلة قليلون وكانوا مستعبدين لهم قبل حكم العزيز محمد علي ويقتسمونهم ويتوارثونهم كالمماليك ويحكمون فيهم
من كتابي سمات الاحتلال العربي الجاهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق