مازالت الرياض لم تعى الدرس مهرولة خلف الولايات المتحدة الأمريكية اعتقادا منها أنها من أكبر شركائها فى الشرق الأوسط ، ولقد فصلنا وبينا بالتحليل الدقيق أنهم واهمون ، فقريبا جدا سيروا الوجه الآخر لواشنطن عندما تنتهى مصالحها معهم ما يجرى فى اليمن اليوم ليس حربا كما يصفها الآخرون ، لكنها ابادة بشرية لليمنين شمالا وجنوبا ظننا من حكام الرياض أنهم يكررون ما فعله الهمجيون الذين نزحوا الى الأرض الأمريكية كما سماها مكتشفها كريستوف كولومبس حيث قاموا بئبادة المواطنون الأصليون لهذه الأرض ( الهنود الحمر) وهذا أيضا ماتقوم به واشنطن وللأسف بعض امارات الخليج العربى لأبادة الشعب الفلسطينى ليحل محلهم الصهاينة الجدد .
نقول لحكام الرياض أنكم فى سكرى من الأمر ، فواشنطن لن ولم تمكنكم من الأستيلاء على اليمن بهذه الحجج الواهية التى تزعمونها ، فأنتم تدمرون الأنسان والحيوان والجماد والزرع لأن ايران هى التى تحاربكم وليس جيش وشعب اليمن تدعون ذلك لمعرفتكم أن هوة الأختلافات بين طهران وواشنطن والكيان المزعوم هوة كبيرة ، لكنكم لا تعلمون أن ترامب والغرب كله يلهث وراء طهران لأعادة العلاقات الدبلوماسية والأستراتيجية والأقتصادية بينهما ، ولقد أعلنت ذلك بوضوح كل الدول الغربية حتى بعد أن هددها ترامب بفرض عقوبات عليها ، الا انها لم تصغى لهذه التهديدات وكذلك لم تخرج من الأتفاق النووى بعد خروج واشنطن ولم تكترث بما قاله الرئيس الأمريكى ، علاوة على التصريح الذى صرح به ترامب أمام العالم احمع ( انه على استعداد بمقابلة الرئيس روحانى فى أى وقت وفى أى مكان )
ماذا يعنى هذا أيها الغارقون فى الوهم ؟ لقد رفضت طهران وبشدة وأعلنت بكل صراحة على لسان كل من المرشد والرئيس وبعض المسؤلين ، أن هذا الرجل لاعهد له ولا يؤتمن على شيئ ، فهو ذاته الذى حزرت طهران الرئيس الكورى الشمالى بعدم الأصغاء له ، ومع ذلك تمت المقابلة ووقع كلاهما على الأتفاقات التى جرت بينهما ، وبعدها بايام قلائل أعاد ترامب العقوبات على كوريا الشمالية !! اذن ماذا بعد ؟ ماذا تنتظرون خيرا من واشنطن وحكامها ، كان عليكم أن تفهموا الدرس من وقت رئاسة أوباما الذى أظهر لكم العين الحمراء وقرر عدم ضرب سوريا التى كنتم متاكدون أن الضربة قائمة لاشك فيها وستسقط سوريا ورئيسها ، خذلكم أوباما ولم تفهموا الدرس فجاء من يسهل لكم فهم الدرس بطرق أكثر وضوحا جهرا وليس فى الخفاء وعلى مسمع من العالم باثره ، قالها ترامب لكم بكل وضوح ( انتم كالبقرة الحلوب ، ما علينا الا حلبها الى ان تجف ، فاذا ما جفت وجب ذبحها ) فهل تعتقدون انها لن تجف أبدا ، ربما لاتجف فى فترة رئاسة من وصفكم بهذا الوصف وفرض عليكم ما يقارب الخمسون مليارا وقد كان عدا ونقدا لتمكين ابن سلمان على العرش ، لكن بعد سقوطه لعدم قدرته على اتمام صفقة القرن التى كانت شرطا أساسا فى تتويجه ملكا على المملكة ، استبعده الأمريكى لأنه لم يتمكن من اقناع الحاكم الفلسطينى المتخاذل محمود عباس بوطن بديل ، فهل من سيحكم الولايات الأمريكية من بعد ترامب سيغير رأيه فى هؤلاء الذين لم يعوون الدرس حتى الآن ؟ أم سيلقنهم درسا أكثر وضوحا من درس سابقيه ؟؟ المطلوب الآن ثمانية تريليونات كتعويضات عن الخسائر المادية والبشرية لأحداث الحادى عشر من نوفمبر 2001 ، وهذا المطلب أعلنه مباشرة ترامب لحكام الرياض منذ شهر أو يزيد
اذن بعد كل هذه الترليونات المفقودة فى اليمن ، والمهداة الى واشنطن ولكل من يناصر حكام الرياض ويشارك فى ارسال قوات لليمن مثل السودان وبعض الدول التى انسحبت سريعا من التحالف مثل موريتانيا وأندونسيا وماليزيا وأصبحوا ينددوا بهمجية وفوضوية هذه المذابح التى طالت الأطفال والنساء والشيوخ والحيوان والجماد وكل من يتنفس على أرض اليمن ، وبعد أن حرموا من الغذاء والماء وانتشرت بينهم الأمراض الفتاكة والقاتلة ، التى أطاحت ب 36 ألف شهيدا حتى الآن علاوة على العاهات المستدامة وتآكل البنية التحتية وسبعون فى المائة من المبانى التابعة للدولة من مدارس وجامعات ومشافى ووزارات وأسواق ومتاحف ومساجد وكنائس وكل ما هو حى على الأرض ، كل هذا والعالم فى ثبات لا يحرك ساكنا ولا تؤثر فيه الأحداث ، حكام وشعوب ، الشعوب التى تم اذلالها من حكامها أخرستهم الذلة وأصبحوا كالنعاج ، حتى الشعب الخليجى بأكمله يتعاطف مع حكامه ، وكأن بينهم وبين الشعب اليمنى ثأر بايت ، أو كأن أواصر الأخوة والعروبة أصبحت فى خبر كان ، ومع ذلك القوميون يجتمعون بمؤتمرهم منذ أيام بلبنان ليتشدقوا بالعروبة والقومية ، ألفاظ لها معان وليس لها واقع على الأرض ، أكبر قادة هؤلاء القوميون وصلت أعمارهم الى عمر الكهولة التى لا تمكنهم الا من القاء الخطب المتردية ، أسال ماذا خرج هذا المؤتمر القومى العروبى فى لبنان ؟؟ هل صحح مسيرة الشعوب هل نادى بانتفاضة لكل الشعوب العربية والأسلامية للوقوف جوار الشعب المنكوب باليمن ؟؟ هل له السطوة أو القدرة على فعل شيئ يغير به واقع اليمنيون ، هى مجرد مؤتمرات لأثبات الذات لاتغنى ولاتثمن من جوع ،.
أفيقوا أيها العربان من ثباتكم ، فأنتم تبيدون شعبا عربيا هو أصل اللغة العربية وليست المستعربة ، هم أصل الحضارة العربية التى نزحت الى كل بقاع الأرض فكانت منهم العرب وليس العربان ، فالأعراب أشد كفرا ونفاقا كما وصفهم الله فى كتابه الخاتم ، وها نحن نعانى من نفاقهم الذى وصل حد الكفر ، يدمرون كل أصل للعروبة واللغة العربية والأسلام ، خربوا العراق وسوريا ولبنان وليبيا ومصر واتجهوا نحو بلدان شمال أفريقيا ، يريدون الزعامة ويأبى الله أن يمكنهم ، وسنرى يوما قريبا أى منقلب سينقلبون ؟!!
Dr_hamdy@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق