المفردة في الشعر هي الاداة التي تعبّر عن الصورة والخيال والموسيقى والعواطف والمشاعر داخل القصيدة الشعرية و تنقل افكار الشاعر الى المتلقي . فالجملة الشعرية مثلا تتكون من مفردات ( حرف – اسم – فعل ) وكلما تآزرت مع بعضها أعطتنا صورة واضحة المعالم تدهشنا بجماليتها وخيالها المنتج الخصب وتدغدغ مشاعرنا واحاسيسنا و تطربنا بموسيقاها .
ان اللغة السردية التعبيرية منحت الشاعر فضاء شاسعا وفسحة كبيرة لأستثمار طاقاتها , ومنحته ايضا زخما شعوريا قويّا وكذلك ايقاعا موسيقيّا تطرب له الاذن والنفس . انّ كل مفردة في القصيدة السردية تمتلك جرسا ورنينا يستطيع الشاعر من خلال اختياره الصحيح للمفردة وقوة رنينها وموسيقيتها ومجاورتها للمفردة الاخرى وتآلف الالفاظ مع بعضها ان يشكّل منها مقطوعة موسيقة داخل القصيدة , وكذلك المفردات مع بعضها في نفس المقطع بامكانها ان تعطينا موسيقى خاصة بهذا المقطع , وهكذا في مجاورة المقاطع مع بعضها وانسجامها وتنافرها اذا لم تكن متكلفة سوف تسمع الاذن انغاما تنبعث من داخل القصيدة . وكلما كان الشاعر حاذقا في اختيار المفردة ذات الجرس الموسيقى وعمل على حذف المفردة البائسة موسيقيا والتى لا تحمل جرسا معينا كانت الموسيقى صافية وواضحة وساحرة تنبعث من القلب وتدخل الى القلب نتحسّسها ونشعر برطوبتها وهي تغمرنا بفيض من المتعة والدهشة . نفس المفردة في المقطع الواحد من القصيدة تستطيع ان تبعث في اعماقنا موسيقى خاصة عن طريق ما توحي اليه من معنى , فـ / العاصفة / نفس مفردتها ستوحي الينا بـ / قوّة الريح / سرعتها / اتجاهها / كيف تتعامل مع المحيط الذي تمرّ من خلاله / الاشجار / البيوت / النهر / الطيور / الجمادات الاخرى / الانسان / الحيوان / وكل ما تعترضه . وكذلك كلما كانت المفردة قوية بحروفها سينبعث منها صوتا موسيقا معينا / المدجّجونَ / نستطيع او هي توحي لنا بـ هدير اصوات / الاسلحة / والعربات / الجنود / وكل مفردة من هذه المفردات حتما ستوحي بـ الكثير من الاصوات , هذا المقطع / جنودكَ المدجّجونَ بــ خيبتهم يجرجرونَ تعاسةَ المدينة / نلاحظ هنا تكرار حرف / الجيم / في اكثر من مفردة ومن خلاله سنتحسس قوة الموسيقى المنبعثه من داخله , وفي هذا المقطع / أمامَ سطوتكَ المتناهية بــ الطغيان الأعمى ينتهكونَ إنسانيتهم وأنتَ لا تعلمُ شيئاً عنْ ضفافِ التضرّع المتسكّع عليها صوتها البعيدَ / ( مقطع من قصيدة جنود الاله / كريم عبدالله ) سنجد تكرار حرف / التاء / كثيرا وبالرجوع الى تأثير الحروف وموسيقيتها سنجد ما يطربنا ويجعلنا نشدو متفاعلين معها ومتأثرين برنينها. وهنا نجد تجلّي واضح للاصوات / أشجارها متجاورة الأغصان توحي بعضها لبعضٍ أنَّ أساريرَ الصباحِ تمضي بالتواريخِ صامتةً كالقراطيسِ القديمةِ وهي تشكو مِنْ الشيخوخةِ / صوتُ العصافير تحملهُ النسمات كلَّ صباحٍ تتركُ صغارها تتنزّهُ على الشناشيلِ / وظلّها يحكي للوسائدِ أنَّ الشمسَ لا تغيب / إذا دغدغَ الغبشُ أزهاره وهي تستفيقُ على نقيق الضفادع ! ) ( مقطع من قصيدة بيوت في زقاق بعيد / كريم عبدالله ) واختفاء صوت الشاعر خلف المفردات وتركه اياها تتحدث دون سلطته فكانت الموسيقى عبارة عن مجموعة واضحة من الاصوات نكاد نتلمس رنينها وعذوبتها .
نماذج من قصائد سردية تعبيرية :
عزوف عن صخب التماثيل ../ بقلم : محمد محجوبي - الجزائر
الراسخون في لهيب التاريخ يزهدون في ملاحقة لعب الرذاذ وزبد الموج يمزح بأكذوبة الحرية وهي مشردة بين تماثيل نبتت بطفيليات الليل . فالحرية موقوفة التنفيذ تفرك عينيها الفولاذيتين حين يباغتها شارع عطشان . ترشه بكسادها المالح وتهوي عليه بعصا السراب حتى يراجع أجنحته المتكسرة ويسلم سلام الشجعان المهزومين .
الحرية خليط دم مخثر في عشب الجليد . تتناسل من خلاله حشرات مهامها قضم الشعاع كيفما كانت طلاقته اللغوية أو طاقته التصوفية في خلال العشق الساكن قرب القبور .
وعندما تتبرج الحرية في تمثالها اللئيم . تهطل كتب التاريخ علينا بشواظ الأفيون عليه نصال ناعمة تعلمنا خطو الانتباه .
لا تزال تلك الحرية متلبسة النحت من جذور صخرية تعابثها أوتاد. تنتج المقامع العنكبوتية . وتجلب علينا بخيول الضباب لنشرب الصفحات عفنا تاريخيا يمنهجه الراسخون في حمم الأبراج وصروح الزينة التي يقيمها النبلاء الخائنون لخفقات الرضع حتى عند صراخهم البريئ وأصواتهم الرخيمة .
فكيف نقلع عن تدخين الحرية في كذا عهد يبيض النخاسة ليترف حقول التماثيل بجوقات التحرير .
من خلال العنوان / عزوف عن صخب التماثيل / نستشعر بصخب القصيدة وحركة مستمرة داخلية تنبعث من خلال مفرداتها موسيقى حيث تتآلف اصوات المفردات لتعبّر عمّا يجول في نفسية الشاعر / الراسخون في لهيب التاريخ يزهدون في ملاحقة لعب الرذاذ وزبد الموج يمزح بأكذوبة الحرية وهي مشردة بين تماثيل نبتت بطفيليات الليل ../ فعنصر الزمن وحركته واختيار المفردة المتحرّكة / لهيب / ملاحقة / لعب / زبد الموج / مشرّدة / توحي للمتلقي بدوث نشاط موسيقي حركي يتوالد كلما توغلنا في النصّ ../ تفرك / ترشه / تهوي / يسلّم / تتناسل / قضم / تتبرج / تهطل / تعابثها / تنتج / تجاب / لخفقات / صراخهم / اصواتهم / جوقات . كل مفردة هنا لها طاقة موسيقية بذاتها وجرسا يتناغم من خلال مكانه في الفقرة الواحدة وتآصرها مع المفردات الاخرى وكركيتها تترجم بصدق مؤثراتها الصوتية لتنتج عملية توصيلية يشعر بها لمتلقي .
شظايا الكلمات.. بقلم : علا معروف – سوريا
ذات صمت صدح صوته من جديد ،كانت قد أرهقتها الكلمات فكل كلمة قدأثقلت روحها بدويها وتفجرت داخلها لتترك شظايا عالقة لايمكن إزالتها وهو كالمدفع لايشعر بلهب مايرميها به في تلك الليلة كان ينوي مباغتتها ،كان هجومه كاسحاً يريد أن يرديها قتيلة ،عقد حاجبيه ،جحظت عيناه أدارت ظهرها حتى تحمي قلبها من الإصابة وقررت ألا تكون هدفه فقط خرجت من مداه ليضرب بلاهدف..
في هذا النصّ لو تأملنا جيدا مفردة / شظايا / فماذا ستوحي لنا غير صوت الانفجار او التمزّق زالانكسار ..؟ .يبدأ النصّ بهذا التضاد االغوي / صمت / صدح / وخلق حالة من الايحاء عند المتلقي . الجو العام يشعرنا بوجود مؤثرات صوتية تنبعث من داخله وتترجمها اختيار المفردة المناسبة لهذه الاجواء المشحونة / ارهقتها الكلمات / اثقلت روحها / وتفجّرت / شظايا عالقة / كالمدفع / ما يرميها / هجومه كاسحا / تحمي قلبها من الاصابة / ليضرب بلا هدف . من خلال قراءة هذا النصّ نستشفّ بموسيقى تجعل المتلقي يعيش الاجواء النفسية التي عاشتها الشاعرة وعبّرت عنها من خلال هذا الجو المشحون .
قصائد متمردة .. / بقلم : رشا اهلال السيد احمد - المانيا
في قلبي هكذا أنزلق في اللاشيء دون رحمة وتسرقني شآبيب تتاخم ذرا الكون لأجلس هناك وأطالع الوجود بتأني شديد فيما جزر رقيقة تسبح حولي
هكذا تزورني عيناك في الرؤى هادئة كما الفجر تشاكسني بينما تنتعل الغياب وراء الآفاق
وتهمس بأذني قصائد متمردة الحب وثنية الطبع
بينما يداك تتلمس وجهي على عتبة الحلم ورائحتك تغتال مني الشاعرة والتشكيلية والمرأة والطفلة !!!!
آه لو أنني كنتُ أقل مساحة شعورية .. من كل هذا الحريق
عيناك تمطرني بالقبل فيما قلبي يسير على فحوى الرحيق ونفسي بحر يهيج بها موج غريب
قلبي بك مدائن للجنون وبدونك يستحيل غابات رماد
أمرأة أنا فتحت صدرها للفجر عشقاً فأغتالني ببهائه بطرف رقيق وشعرية مشبعة الحدة
يا ألهي القريب
أسراب حمائم دمشقية قصصه
ايا شريك الروح هل لا زال في سلاحك الحديث جدا ذخيرة .. ؟!
..........................
.................. ؟؟؟!
لا عليك أطلق النار أكثر ما زال في المرايا متسع للقتل ما زال في معبدي متسع لصلاة النزف وما زالت سيدة المعبد ترتل الأحاديث بتسامي غريب !!
يا للفرح المعجون بالرماد يا للقلب المعجون بالنزف
ممتلئة بالضوء تلك الأسطورة الذهبية التي هبطت من السماء على قلبي لتحدثني بتنثار لغات عجيبة وشفيفة حد السحر أغرقتني في عوالم بعيدة أكثر مما كنت فيه
أتعلم بيدي الصغيرة أزحت عن السماء نثار الياقوت المحترق
وأنطلقت في السماء هالة تسبح في النور العظيم .. الموت بوابة عبور الحب في قلب شاعرة صوفية انعتاق والمنطق أحيانا مدرسة تربك عقل الشاعرة .. آه لو كان النهر أكثر هدوء وهو يجري بجنونه بقلبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكان القتل أكثر لطفاً !!! .
هنا نجد حالة شعورية يحملها النصّ تترك للمتلقي ان يتأمل الظروف التي عاشتها الشاعرة ( الحالة النفسية ) مضافة الى الصور الشعرية الموجودة / في قلبي هكذا أنزلق في اللاشيء دون رحمة ../ وأطالع الوجود بتأني شديد فيما جزر رقيقة تسبح حولي ../ هكذا تزورني عيناك في الرؤى هادئة كما الفجر تشاكسني ../ وتهمس بأذني قصائد متمردة الحب وثنية الطبع ../ آه لو أنني كنتُ أقل مساحة شعورية ../ عيناك تمطرني بالقبل فيما قلبي يسير على فحوى الرحيق ونفسي بحر يهيج بها موج غريب ../ قلبي بك مدائن للجنون وبدونك يستحيل غابات رماد ../ لا عليك أطلق النار ../ أغرقتني في عوالم بعيدة أكثر مما كنت فيه .. هذا الزخم الشعوري النقيّ والمنبعث من اعماق الذات يحمل الى المتلقي موسيقى تعبّر عمّا في نفسية الشاعرة حالات الحزن والفرح , وكلما كان الشاعر قادرا على نقل نشاعره صادقة نقيّة عبر اختيار المفردة المناسبة كلما استشعرنا بموسيقى داخلية تنبعث من اجواء النصّ .
تَعَمْلَقَ السردُ فَقَزّمَ أَحْرُفِي ../ بقلم : كَامِل الكَعْبِي / العِراقُ – بَغْدادُ
السردُ التعبيريّ واحةٌ غَنّاءٌ ، أزورُها وأتجولُ في مَرابِعها ، أنتشي بعبقِها ، أَرمقُها بطرفي فيرتَدُ إليّ بَصَري حسيراً ..
فكيفَ لشاهقاتِ المَدى أنْ تنالَها قَرْزَماتي !؟ وكيفَ لنسورِها المُحلّقةِ أنْ تلحقَ بها عصافيرُ أَوهامي !؟
فلا أَجْرُؤُ إلاَّ مخاطبةَ عتيقاتِ أوراقي ، ما أكتبُ وما أتركُ ؟
أبخربشاتي الهزيلةِ أَلِجُ طودَ الحُروفِ !؟ أمْ بمراكبي الورقيّةِ أُسابقُ جَرَيانِ بحرِ المَعاني !؟
فَلَمْ تتركْ لِيّ مُتلاطماتُ أَمْواجِ السردِ سوى التجديفُ بقلمٍ مكسورٍ ..
تتجافى حُروفي عَنْ مَضَاجعِ الإلهامِ ، وتتنافرُ أبجديّتي في طلاسمِ الأَوهامِ ..
جبروتُ ذلكَ الكاظمِ على لُغَتي و سلطانٌ يسوّرُ أفكاري ، و يقمعُ دوامةَ استرسالي ، تأخذُني التعابيرُ في بَحثي ، و أمواجُ الكلماتِ تهبطُ بيّ و ترتفعُ ، أُجاريها و أسايرُ ثَوَرَانَها لكنّها لا تُعطيني لِمَا أشعرُ وصفاً بهِ أقتنعُ ، أعودُ مُمسكاً تلكَ الورقَةَ فأَنهشُها بمخلبِ الغيظِ ، وزفرات تحرقُ القلبَ ، وبقايا روحٍ متمردةٍ تَلِحّ عليََّ بالبقاءِ على قَبْضِ جمر السكونِ ، والإجهازِ على كُلِّ محاولةٍ تحولُ دونَ إختراقِ جدارِ الصمتِ القاتلِ ..
كَمْ كنتُ أُمَنِّي النفسَ أَنْ أكونَ أنا وكلماتي في أُخْرياتِ ليلِ التجافي فجرينِ بعدَ أنْ كُنّا في أُولياتهِ شفقينِ ..
أمّا الآنَ فلا أملكُ سوى كسر جميع أقلامي ، وبعثرةِ أوراقي ، والإستمتاع بارتشافِ قهوتي ، وشهقِ دُخانِ سجائري ، وتمتيع ناظري وفكري وعقلي ، وإطراب نفسي بذلكَ العزفِ المنفردِ الفريدِ لقادةِ اوركسترا الكلامِ المُدهشِ البديعِ فأكونُ في قمّةِ النشوى ومُنتهى الإنتعاشِ ...
هنا نجد الشاعر قد استخدم الحروف الصئة القصيرة ( الحركات الاعرابية = الفتحة / الضمّة / الكسرة / في انتاج موسيقى ايقاعية قادرة على اثارة اذن المتلقي والتفاعل معها و اضافة الى استخدامه الصورة الشعرية الموحية عن الحالة النفسية لديه / السردُ التعبيريّ واحةٌ غَنّاءٌ ، أزورُها وأتجولُ في مَرابِعها ، أنتشي بعبقِها ، أَرمقُها بطرفي فيرتَدُ إليّ بَصَري حسيراً ../ حالة الاخبار والدعوة الى / أزورها / أتجولُ / أنتشي / أرمقها / فيرتدُّ / حسيراً / .. كلّها توحي بالصور ومن خلال قراءتها حسب تحريكها لغويا حتما سنجد الموسيقى تتدفق من خلالها . تتجافى حُروفي عَنْ مَضَاجعِ الإلهامِ ، وتتنافرُ أبجديّتي في طلاسمِ الأَوهامِ ../ من خلال مفردة هذا المقطع / التجافي / والتنافر / نجد بان هناك احساس حسّي داخلي تقوم المفردات بعزفه نتيجة هذه الحركية المتموّجة داخل النصّ . في المقطع الاخير من القصيدة نستشعر بوضوح صوت الاقلام وهي تتكسر وصوت الاوراق وهي تتبثر والاستمتاع بصوت ارتشاف القهوة واطراب النفس بعزف منفرد فريد كل هذا بلغة مدهشة جدا تمتلك القدرة على انتاج الموسيقى الشعرية .
هيباتيا ../ بقلم : فراقد السعد – العراق
يا مئزر المقام الرفيع, يا عبقرية العينين يمضغها التمرد, يا سلسال يونان في رحم الأسكندرية الموجوع, يا هبة جمال نَحتَتْ وجه الفضيلة, ويا ذكرى تعج بالحكمة العذراء, أُضحية الأديان المتطرفة, جهنمية على الأسفلت تذرَّتْ في الدروب, هاجستكِ ضلوع أفذاذك..تُسائل وجه الله الغاضب , كيف ليد الجهل كل هذا الطول؟ أما لريحٍ غجرية من جبل عاصم للطبول الناشزه أهكذا أيّها الأسقف كيرلس ؟ ويا أساقفة التكايا والمراقد,سرائر تطمس الحقائق, عروق تُسفَح تحت عباءة الليل, سيبقى الظل قائم إن لم تخلع أردية القواتم , أيتها السماء الشريفة غيظي لعذرية هيباتيا ولقلوب يمام مشرعة السؤال, تحمل الجرح فوزاً لذاكرة التاريخ, أحاجي تعتري العارفين دهشة, فطنة حواء تجمع الحروف,
هيباتيا يا ألف سؤال في صوم الزمان, تتمايل الألوان طيفا ..أنحناءً لمليكة النجوم ...
استخدام الرمز التاريخي والظرف الزماني والمكاني ولّدا هنا لنا حركة زمنكانية أوحت بموسيقى انبعث في داخل النفس وحرّكت المشاعر العميقة , حيث استطاعت المفردات ان تنقل لنا عمّا يجول من هواجس وافكار وان تخلق لنا موسيقى قادرة نستشعرها بعدما استخدمت الزمن الماضي وأثارت صورها الشعرية وتآلفها مع بعضها ايقاعا حسّيا تملكنا كلما تعمّقنا في خفايا القصيدة ../ يا مئزر المقام الرفيع, يا عبقرية العينين يمضغها التمرد, يا سلسال يونان في رحم الأسكندرية الموجوع ../ ويا ذكرى تعج بالحكمة العذراء ../ أما لريحٍ غجرية من جبل عاصم للطبول الناشزه أهكذا أيّها الأسقف كيرلس ../ أيتها السماء الشريفة غيظي لعذرية هيباتيا ولقلوب يمام مشرعة السؤال ../ تحمل الجرح فوزاً لذاكرة التاريخ ../ هيباتيا يا ألف سؤال في صوم الزمان ../ .
أرض عشتارية .. بقلم : سلوى علي – العراق
تترنح الخطوات على عزف مزامير عبر دهاليز الأبجدية ، وهي تتلو أناشيد النور المتدلية من أجنحة الفراشات .
أقلامها سابحة كطائر الفينيق تحت سماء خزائنها ، أحلامها وردية تطرز صدر(السرد)* بلألئ من دياجرِ أنفاس تبرعمت في ظلالها الممتد عبر بيارق الخيال.
نفخ الروح بروحها فوق ارض عشتارية العطر سومرية العينين ، تلون ألأساطير عبر سنونوات درويشية الشوق ، لأعراس سنابل متأججة أنفاسها بقيامة الروح المتعطشة زواياها، لأهداب أعشاش خصبة الغناء ،طافحة بالوجد ، تموسق بهجتها في ظل الدهشة ، بلا هوادة فوق فوهة الليل .
تهدي قبلة الحياة لأجنحة متكسرة في حزن التويجات بين أنوار الأصطبار..
سلوي علي ..العراق /السليمانية
...............
*(السرد)القصد منه نادي السرد التعبيري.
الحالة المزاجية التي يمرّ بها الشاعر وقت كتابته القصيدة سواء كان يعيش لحظة الفرح او الحزن حتما ستلقي بظلاها على النصّ من خلال استخدامه للمفردة التي تعبّر عن حالته النفسية وهذه الاخيرة ستخلق لنا ايقاعا صوتيا نستطيع الاحساس به ../ تترنح الخطوات على عزف مزامير عبر دهاليز الأبجدية ، وهي تتلو أناشيد النور المتدلية من أجنحة الفراشات ../ أحلامها وردية تطرز صدر(السرد)* بلألئ من دياجرِ ../ نفخ الروح بروحها فوق ارض عشتارية العطر سومرية العينين ../ لأهداب أعشاش خصبة الغناء ../ تموسق بهجتها في ظل .. / تهدي قبلة الحياة لأجنحة متكسرة في حزن التويجات بين أنوار الأصطبار ../ . هذه الاجواء المفعمة بالحيوية واستخدم المفردات الدالّة عليها جعلتنا نستشعر بموسيقى ايقاعية صوّرت لنا صدق المشاعر وتجلّيها بوضوح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق