المشهد السياسي الفلسطيني والخيار الاستراتيجي/ سري القدوة

علامات فارقة : لا بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية
من ذكريات زنازين القمع الحمساوية ... 
الأمن الداخلي التابع لحماس  ورحلة باص رقم 1 .....
في ظل هذا الوضع الذي وصلنا اليه تعود بي الذاكرة الى الوجع والمعاناة وتلك الالام المجبولة بالآهات والصرخات والصخب والإرهاب المدروس لإضعاف نفسيه المعتقلين والتشويش علي تفكيرهم على الطريقة الحمساوية .. 
كانوا محققي حماس يمارسون السادية المطلقة مع المعتقلين في ما عرف بتسميته سجن انصار التابع للأمن الداخلي لحركة حماس يفتحون مكبرات الصوت بشكل مرتفع وصاخب على اغنية سمعتها للمرة الاولي في حياتي فى باص رقم 1  حيث كانت كلمات الاغنية تقول :
قال القائد اسماعيل هذا النهج ولا تبديل
لو خضعت كل الدنيا
لن نعترف باسرائيل
قال القائد اسماعيل هذا النهج ولا تبديل
لو خضعت كل الدنيا
لن نعترف بإسرائيل....لن نعترف بإسرائيل
غالبا ما كانوا يفتحون تسجيل هذه الاغنية بصوت صاخب لحرمان المعتقلين من النوم في ساعات الفجر الاولي .. وما بين تلك الكلمات التى استخدمها  محققين حماس  لتعذيب المعتقلين لديها في زنازين الامن الداخلي وحقيقة حماس اليوم التى تلهث لتهدئة كاذبة وتسعى لتحقيق وهم مع الاحتلال الاسرائيلي وتنسق ميدانيا في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال ما اطلقت عليه شارع جكر والذي تم افتتاحه على طول الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة وبتمويل قطري وفتح قنوات اتصال مع الادارة الامريكية على حساب مواقف منظمة التحرير الفلسطينية الرافضة لمشاريع التصفية وصفقة القرن الأمريكية  ... 
فى زنازين حماس وبداخل مقرات التحقيق كانوا يسوقون افكارهم بأنهم هم المقاومة وأنهم اصحاب مشروع كبير ولكن تلك الاوهام تتبدد اليوم مع هذه المشاهد الواهية ومع حقيقة توجهات المكتب السياسي لحركة حماس وطرح انفسهم كبديل جاهز عن منظمة التحرير الفلسطينية .. 
نشاهد اليوم اللهث وراء امريكا والاستجداء الحمساوي لإسرائيل من أجل تهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي علي حساب المصالحة الفلسطينية وما قدمته حركة فتح من تنازلات لإتمام هذه المصالحة والحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ... 

 ان حماس وقيادتها السياسية باتت تتاجر فى معاناة اهلنا فى قطاع غزة من خلال  هذا النفاق السياسي والضياع والمجاعة التى تسببت فيها حكومة حماس في قطاع غزة وتدمير كامل للبنية الاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات الدولة فى قطاع غزة .. حيث سعت وتسعى حماس الى استجداء هدنة مع اسرائيل من خلال الوساطة القطرية والمراسلات السرية التي كشف عنها مؤخرا من خلال وسائل اعلام متعددة  حيث قام  وزير خارجية قطر الداعمة للانقلاب الحمساوي والممولة  له محمد بن عبد الرحمن آل ثاني  بإرسال رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في شهر مايو/ أيار الماضي وفتح خطوط اتصال ما بين حماس وإسرائيل مشترطا فى رسالته ان توافق الولايات المتحدة الامريكية على التهدئة في قطاع غزة .. وهذا الشيء يدلل على ان حماس تطرح نفسها بديلا لتنفيذ صفقة العصر الامريكية بشكل مهين ولا يقبله اي فلسطيني على الاطلاق .. 
هذا الضياع الذي تمارسه حماس من اجل استمرار اختطاف قطاع غزة واللهث خلف العدو للسعي الى كسب رضاه على حساب نضال الشعب الفلسطيني .. 

ان حماس تمارس التعبئة الانفصالية والحزبية لعناصرها فلم ترفع الحركة شعار الوحدة يوما من الايام ولا ترى سوى العمل الحزبي منذ تأسيسها ( فهم يعملون ضمن قاعدة انت ليس منا فأنت عدونا ) .. وهذا ما تلمسه عندما تشاهد الكراهية المسبقة والعدوانية التى يحملها عناصرهم  وقيادتهم  فى تعاملهم مع مختلف الفصائل الفلسطينية والمجموع الوطني الفلسطيني والحياة السياسية الفلسطينية .. 

ان حماس تستجدي التهدئة مع إسرائيل وتمارس العدوان على القيادة الفلسطينية والهجوم على الرئيس إلاخ أبو مازن فى كل ابواقها الإعلامية الكاذبة وتعمل على فبركة التقارير وكتابه السيناريوهات فى مطابخ الأمن الداخلي الحمساوي ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس اب ووسائل اعلامهم الحزبية تماشيا مع أهدافهم الواضحة وهى التهدئة مع الاحتلال وإقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والسعي لفتح مكتب لها فى أمريكا بوساطة وتنسيق بعض المؤسسات الدولية  التابعة للإخوان المسلمين ومن خلال ما تقوم به قطر من عمليات تنسيق ودعم متواصل من أجل تعزيز الانفصال عن قطاع غزة والسعى لطرح أنفسهم بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية  .. هذا المخطط الحمساوي لم يكن وليد الصدفة بل كان وليد اللحظات الأولي لتأسيس المجمع الإسلامي في قطاع غزة  ومن ثم إقامة حركة حماس لتكون اليوم بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية  ... 

تبقي الحقيقة ساطعة كالشمس ولا يمكن ان تغطي بغربال وان صمود شعبنا وإرادته وقوته ووحدته ستفشل المخطط التآمري الامريكي حيث بإمكان الولايات المتحدة وقف المساعدات عن شعبنا والتهديد بقطع المساعدات وإغلاق سفارتنا في واشنطن وسعيها لخلق بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية ولكنها لن تفلح في إجبار شعبنا على التنازل عن حقوقه مهما اتخذت من قرارات ومهما أمعنت إسرائيل في انتهاكاتها .

ان الشيء الذي لا يدركه تراب وغيره من تجار الدم الفلسطيني  بان الفلسطيني هو من يمتلك التاريخ ويدافع عن قوة الحضارة .. يدافع عن حقه في ارضه ووطنه التي هي اقدم من امريكا في ألاف السنين .. ولا يمكن لأحد مهما كان انتزاع هذا الحق او التنازل عنه ..

شعبنا يدرك حجم المؤامرة وكما سقطت مؤامرة روابط القرى سيسقط شعبنا بصموده هذه المؤامرات وستكون درسا لهؤلاء الذين يحاولون القفز عن الشرعية الفلسطينية وضرب المشروع التحرري الوطني الفلسطيني  ...
لا صوت يعلو فوق صوت الشعب الفلسطيني صوت منظمة التحرير الفلسطينية العنوان التاريخي والبيت الجامع للفلسطينيين جميعا أينما تواجدوا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق