" على جدار صفحتي الفيسبوكية أصدقاء أقباط من مصر، ينتقدون الأزهر لأنه استباح دمهم بشريعة التكفير والإرهاب. استوقفتني فقرة مقتطفة من حديث لشيخ الأزهر وضعها أحد الأصدقاء على جدار صفحته، يرفض من خلالها الشيخ تكفير الدواعش، لأن المسلم لا يكفر المسلم. ضحكت عندما قرأت مقولة شيخ الأزهر وقلت لنفسي، إذا كانت شريعة شيخ الأزهر تكفر أصحاب المسجد المستولي عليه الشيخ، كيف لا تكفر الأقباط أهل الارض التي بُني عليها المسجد؟ اغلقت صفحتي ورحت ابحث واقرأ عن تاريخ الدولة الفاطمية في مصر.
محاولات براءة الأزهر وإلاخوان وسلطانهم العثماني من الإرهاب، تجعلني أرى في السعودية كبش فداء يحاول هؤلاء ذبحه للغرب حتى يتخلصوا من تهمة الإرهاب. الأزهر ومشايخه، والإخوان وسلطانهم اردوغان يريدون أن يجعلوا من تيار الوهابية الصحراوي البدوي المسؤول الأول والأخير عن الإرهاب لينفذوا مع عقيدتهم السياسية من عنق زجاجة الإرهاب"
اعلاه تغريدة كتبتها على جدار صفحتى الفيسبوكية، كان رد احد الأصدقاء عليها ما يلي:
-لكن هذا لايعني براءة البدوي الصحراوي من الإرهاب.
فكان ردي:
�- تاريخ الإسلام السياسي مؤسس على قواعد الإرهاب لا الأخلاق والإيمان، وليس هناك حركة أو تيار إسلامي منزه من الإرهاب، لهذا فصل السياسة عن الإسلام يحفط للدين أخلاقياته وقيمه الروحية. فصلت العلمانية في الغرب الكنيسة عن السياسة، وتريد أن تفصلها عن المسجد في الشرق، بل تسعى لفصلها عن أي معبد يريد أن يكون سلطة تنفيذية تدير الدولة باسم الرب. لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر جريمة قتل الحسين بن علي، وجردناها من ثيمتها الأخلاقية والإنسانية كجريمة أمة قتلت حفيد نبيها وقادت نسائه وأطفاله بالأغلال من العراق إلى الشام ، وتعاملنا معها من منطلق سياسي، ستتحول إلى ثيمة جدلية حول السلطة ومشروعيتها، فالحسين الذي ارتضى للإسلام العمري بأن ينتشر بالشهوات والغزوات، هل كانت ثورته على يزيد بن معاوية أخلاقية إنسانية أم سياسية سلطوية؟
واصل الصديق عمار الحوار وقال:
- ثورة الحسين محاولة انقلابية من منطلق ديني ( الإصلاح ).
أنا - لو قرأت تاريخ الوهابية ترى بأنها محاولة انقلابية من منطلق ديني على الإسلام العثماني والصفوي.
عمار - من يوم السقيفة الى هذه الساعة كل الحروب هدفها الحقيقي هو السلطة.
أنا- حتى لا نستثني جهة أو تيار إسلامي من خلال حدث تاريخي، دعنا نقول بأن من اليوم الذي تحول فيه الوحي إلى تاريخ وحكايات صارت السلطة هي الهدف الحقيقي للحروب الإسلامية.
في تلك الاثناء دخل صديق آخر دائرة الحوار بهذا التعليق:
- اليست داعش صناعة ودعم وتمويل سعودي؟ جل عناصر داعش من الجزيرة، انسيت صراخ إمام الحرم المكي وتسميته للإرهابين بالمجاهدين؟
قلت :
- عجيب أن يكون المال الداعشي سعودي فقط، والعناصر الانتحارية من السعودين، بينما قادة التنظيم من السوامرة والتركمان والمصرين والفلسطينين!
يوسف- الكاتبة كافي علي، ردك استفهام أم إقرار في المقطع الأول؟
أنا- ردي سؤال لكل عقل يحاول البحث عن جواب له.
يوسف- اعطيني شيعي واحد فجر نفسه، اعطيني شيعي واحد رفع شعار إبادة السنة ووصفهم بأنهم كفار، من خلال ما حصل في العراق يمكنك أن تعرفي الإسلام الأصيل، فالمشهد غير معقد ويمكنك تسلسل الأحداث منذ مقتل الحسين لتعرفي الإسلام الحقيقي، كذلك يمكنك الإستعانة بخريطة الأحداث بعد 2003 لتعرفي كيف استنفر المسلمون لقتال العراقيين لا لشيء إلا لأن الشيعة ساهموا بتسمية من يحكمهم، وإن اساءوا باختيار الأشخاص بسبب التدخل الأمريكي، لكن هؤلاء الذين اغاضهم حكم الشيعة تحشدوا لأن الشيعة تنفسوا وحاولوا أن يكون لهم وجود في الحكم.
فكان ردي على هذا التعليق من الصديق الشيعي:
- مقتل الحسين لا ينزه الإسلام السياسي من الإرهاب، مقتل الحسين فضح إرهاب الإسلام السياسي بعد أن صار الإرهاب قضية داخلية لا خارجية، سياسة الدفاع عن النفس التي انتهجها النبي محمد لرد اعداء الإسلام تحولت بعد موته إلى سياسة خارجية لإشباح الشهوات بالجواري والعبيد، القصور والكنوز . استعمار وهيمنة بذريعة نشر الإسلام بحد السيف، برضى الحسين وصمت والده. وربما الفضل الكبير للحسين ووالده على الإسلام المحمدي كان بفضح تلك السياسة بعد أن استقطبوا قادتها من الحروب الخارجية إلى الحروب الداخلية بدافع الصراع من أجل السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق