حالة استمرار لا متناهية، يصعب على الضرير استيعابها.
بؤس يوم لا يدرك فيه صاحب اليقظة، ما تنثره الدنيا في ارضها.
الحروب يمتد صداها، لا عرفت لها نتيجة ولا نهاية...
انتفاضة ضد الطغيان شعارها...
وما غير الموت والدمار حصيلتها...
ما بال الأمة التي تغنت بالحضارات والتاريخ والأديان،
تتخبط اليوم بالصراعات؟
يبان عنف قمعها وانسحاقها تحت نير الظلم والاهوال، هل استفاقت، أم أنها، نسيت عمدا سنين العلم والثقافة؟
أتفشى العنف وباءا يستجلب شريعة العين بالعين والسن بالسن؟
سؤالنا لا يتعارض مطلقا مع حق الشعوب بالرفض للأنظمة الجائرة، ولا مع المطالبة بالعيش الكريم، إنما التمنيات في عقل العصر، لو تتحول الاتجاهات الى الحوارات والمشاركة...
وعلى ما يبدو، لا أمل في ظل تمرس سياسي واستحضان زعيمي، واستملاك فردي لموارد يفترض أن ينال الشعب منها منفعة، بحكم أنه من يدفع ضريبة الانتماء، من كرامته وعرق سليلته، وأكثر، يروي جشع مسؤوليه، بدمه، وهم يتمتعون بقطع الرؤوس والامتناع عن إقرار الحق لصاحب الحق...
صحيح أن التدخل في شؤون الآخرين ليس مستحبا خصوصا وقد عانينا من عكسية الموقف بما يكفينا، غير أننا نأسف للبطش المتفشي في معظم الدول، حيث الموت أصبح حلالا والتعذيب قانونا والطمع إخراج قيد متجدد لمعالي الملتصقين بالكراسي...
هيهات لو يخجلون من مخطوطات التاريخ أو منها يستعبرون، هيهات... ألم يبد لهم، أو يخطر في بالهم أنهم، إن استمروا بالطغيان والوجود المتعالي، يحطمون أنفسهم؟
ومواجهة لاستفاضة بادعاء الاصلاح ووعود بتنفيذ للمطالب، ترزح الشعوب والحالة استعباد فاضح، وما من خيار أمام الانسان في زمنهم سوى الجري نحو الموت بإرادته لإثبات وجهة نظره أو القبول بالمزلة لحماية رأسه... عجب، عجب تنتحر القضايا السامية في الصراعات والأمة شعار يتآكلها العفن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق