أسعدنى الحظ أن أكون موجودا فى القاهرة فى الفترة الأخيرة ‘ وبنفسى رأيت وجها جديدا لمصر الحبيبة ‘ وجه إفتقدته فى زياراتى فى السنوات الأخيرة ‘ وكل يوم كان يمر بى فى مصر ‘ كان يزدادنى إعجابا وتعجبا وإنبهارا ‘والذى لفت إهتمامى ‘ اولا حجم البناء المعمارى فى مصر ‘ ثانيا التغيير فى الخريطة الصحراوية ‘ ثالثا الفرحة على وجه المصريين ‘ وأخيرا إحتفال بعيد ميلاد مجيد هزالعالم كله:
اولا: شاء حظى أن أقيم فى مدينة الرحاب ‘ ولأنى كنت يوميا وغالبا أنزل للقاهرة ‘فكنت أرى الحجم الكبير الذى يفوق الوصف من البناء المعمارى الذى يغطى جانبى الطريق ‘ وتختفى رمال صحراء مصر بعمارات وفيلات مهولة الأعداد ‘ والأجمل هو واجهات جمالية لهذا المعمار ‘ وإذا كنت قادما من طريق مصر إسكندرية الصحراوى ‘ هناك الطريق الدائرى ‘ والذى هالنى أن أري بعينى رأسى مايفوق الوصف من المبانى المعمارية الفائقة الجمال ‘ تملأ الوديان وفوق الجبال وحتى حول الأهرامات ‘ وهضبة المقطم وطريق المعادى ‘ هالنى هذا التقدم المعمارى الذى غطى أرض القاهرة بهذه السرعة فى الأعوام القليلة الماضية ‘ حتى من كان معى من سكان القاهرة رأوا معى ولأول مرة هذا الحجم البنائى الضخم ‘ وسعادتى بهذه ينبع من علمى بأنهم هنا فى مصر قضوا على الأماكن العشوائية التى كانت تغطى وتوحش وجه مصر ‘ وأصبحت العمارات والمساكن تغطى هذه المساحات العشوائية ‘ لتفسح للناس حياة كريمة ومعيشة آمنة ‘ ولكن أيضا لا أنسى الوجه الحضارى لهذا المعمار ‘ فنحن كنا نعيش فى وسط مبانى تقام بآساليب فوضاوية وخصوصا فى واجهات المبانى ‘ الآن تسعد عندما ترى لمحات جمالية متنا سقة على واجهات المبانى ‘ ولأنى أعرف أن أهم مايميز حضارات الشعوب هو البناء المعمارى ‘ ولذلك أقول لقد أستعادت مصر تقدمها الحضارى بماتبنيه حاليا لشعبها ولمستقبل أولادها ‘ ولتعود مصر بلادا جميلة كسابق عهدها‘ ولا عجب فى ذلك فنحن أولاد أعظم الحضارت على وجه الأرض.
ثانيا عظمة شبكة الطرق التى تخترق بلاد مصر ‘ وعلى أرقى مستوى من التنظيم تمر على مستوى من الكبارى والأنفاق والطرق يفوق الوصف ‘ ولعلك سترى كيف يتم ألعمل فى شبكة الطرق والكبارى هذه ‘ يعملون فى إنشائها ليل نهار ‘ فنحن كلما مررنا نرى المهندسين والعمال يعملون بهمة ونشاط ‘ والأجمل من ذلك إختراق الصحراء ‘ وإذا كنت ذاهبا بالطريق الصحراوى للأسكندرية ستقول أين الصحراوى ؟‘ فقد إختفت الصحراء تماما وتحولت إلى كم من المزارع والزراعات بشكل يفوق الخيال وعلى أعلى مستوى ‘ فالمزارع تقريبا غطت وجه هذه الصحراء ‘ والمفرح أيضا هو شركات التصدير على جانبى الطريق ‘ وقد شائت الظروف أن نخترق صحراء الأسكندرية ونحن فى طرقنا لدير مار مينا العجائبى ‘ ورأينا التقسيم العمراى وحجم المزارع وحجم شبكات الطرق فى قلب هذه الصحراء ‘ ستعرف انها ليست هو نفس المكان من 20 سنة مضت ‘ هنا وجه جديد لحياة جديدة تنبت فى صحراء مصر‘ ولأن إنشاء شبكات الطرق الحديثة التى تربط مصر هو محور التقدم الإقتصادى ‘ فأقول أن مصر مقدمة على تقدم وإزدهار .
ثالثا رأيت الفرحة والبهجة والضحكة على وجوه المصرين والتى كنا نفتقدها منذ زمن طويل ‘ فقد كنت موجودا وقت أعيا د الكريسماس ‘ وفوجت بشجرة الكريسماس فى كل مكا ن فى قلب القاهرة والميادين وعلى الطريق ومداخل المدن ‘ والأجمل هو تجمع الشعب حول هذه الأشجار يلتقطون الصور ‘ وعلى وجوههم الضحكة والفرحة ‘ وقد علقت بأن شعبنا يريد أن يفرح بعد كابوس كطويل ‘ وقد رأيت ذلك أيضا فى ليلة رأس السنة الميلادية ‘ ففى كل مكان وفى الشوارع ‘ ترى الناس فارحون يلتفون حول بعضهم والعائلات تصحب أولادها للسهر والفرح ‘ رأيت ذلك وشعرت بفرحة هذا الشعب .
رابعا الحدث الأعظم الذى هز مصر والعالم هو طريقة إحتفال المصريين بعيد الميلاد المجيد هذا العام‘ ولو إننى لظروفى الصحية لم يسعدنى الحظ أن أحضر إفتتاح الكتدرائية فى العاصمة الجديدة ‘ وأعتذر للصديق ن. دانيال رجل الأعمال البورسعيدى الكبير ‘ الذى أصر أن يحضر لى دعوة خاصة للحضور‘ وحضرت الدعوة ولكنى إعتذرت ‘ لأنى لم أكن أستطيع الوقوف لأكثر من 13 ساعة فى هذا الجو السقيع ‘ ولكنى تمتعت بمشاهدت إلإفتتاح العظيم على الهواء ‘ لجامع الفتاح العليم ‘ ولكتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الجديدة ‘ وإستمعت وإستمتعت بكلمة قداسة البابا وللرئيس السيسى فى الكنيسة ‘ وأيضا لكلمة الشيخ الطيب فى إفتتاح الكتدرائية ولو إننى أعتب عليه قوله أن كنائس مصر بنيت فى العصر الإسلامى ‘ وقد نسى أن أول كنيسة بنيت فى مصر فى الأسكندرية عام 55 ميلادية ‘ وكانت الكنائس والأديرة تغطى أرض مصرالمسيحية من الشمال إلى الجنوب قبل غزو العرب لمصر عام 641 م ‘ وما علينا فلم تسرق هذه الهفوة فرحتنا ‘ لأن المؤرخين المسلمين قبل المسيحيين يعرفون خطأه ‘ ولكن الحدث الأعظم هو فرحة مصر كلها بهذا الإفتتاح ‘ وفى رأيي أنه حدث تاريخى سيسجل بأحرف من نور لهذا الرئيس الذى بنى الكنائس ورفع الصلبان عليها ويحاول بكل جهده أن يزيح الطائفية والتميز عن كاهل شعب مصر ‘ لتعود مصر لدورها الحضارى ‘ والذى فى نظرى ومارأيته بعيني ‘ ستعود مصر فى القريب لعاجل لدورها الريادى لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها ‘ ففيها من الخيرات والرجال مايفوق غيرها من البلاد العربية والأفريقية ‘ وبنفس الروح والفرحة والبهجة التى رأيتها على الوجوه مع الإصرار على العمل والجهد ‘ إبشروا بمصر عظيمة كعهدها الحضارى ووضعها فى صفوف دول العالم المتحضرة فى القريب العاجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق