بينما كنت جالساً اتأمل فى أحوال مصر صباح يوم الأحد الماضى قبل يوم من إنتهاء عام ٢٠١٨ مستبشراً خيراً بأستقبال العام الجديد وكم تمنيت من اعماق قلبى ان يكون هذا العام خالياً من الاٍرهاب والتعصب الدينى الذى أودى بحياة العديد من المصريين أفراد شرطة , جيش ومدنيين نتيجة تفجيرات وعمليات إرهابية , عاماً ملئ بالامل ,المحبة والأفراح يعم فيه السلم والسلام الإجتماعى بجميع دول العالم وفى لحظة تذكرت بعض الحوادث والاعتداءات التى أودت بحياة عشرات المسيحيين من الأبرياء فى مثل هذا التوقيت بالتزامن مع أعياد رأس السنة والميلاد فى أخر عشرون عام منذ أحداث الكشح وحتى البطرسية مروراً بنجع حمادى والإسكندرية وغيرها جراء هجمات إرهابية قام بها متشددين متأسلمين معتنقى الفكر الوهابى المتسلف على كنائس ومسيحى مصر استخدموا فيها كافة انواع الأسلحة والمتفجرات سقط خلالها عشرات الشهداء رافعاً عينى نحو السماء فى ظل أجواء حارة , رطوبة مرتفعة طالباً الرحمة لشعب ومسيحى مصر وإذ بطائرة ظهرت فجأة تجوب سماء مدينة سيدنى عقب خروج شعب الكنائس بعد إنتهاء القداسات الإلهية وتكتب حرف ( J ) انتفض قلبى فرحاً فهو الحرف الاول من اسم يسوع المسيح ملك السلام له كل مجد باللغة الانجليزية ( Jesus ) والسماء فرحانة تحتفل بأستقبال أعياد رأس السنة وميلاد المخلص ومع متابعتى للطائرة اثناء تحليقها وأنتهت بكلمة ( Justice ) بمعنى العدالة تذكرت يوم الأربعاء الاحمر الذى أقامته كاتدرائية القديسة العذراء للكاثوليك تضامناً مع المضطهدين دينياً بمختلف الديانات والطوائف فى بعض دول العالم من بينها مصر فى حضور القيادات الدينية من جميع الجنسيات والطوائف طالبوا فيه حكومات هذه الدول بتحقيق العدالة بين المواطنين , استكملت الطائرة تحليقها وكتابتها فكانت المفأجاة هاشتاج بعنوان العدالة للمصريين ( Justice 4 Copts ) فى مسيرة غطت السماء الأسترالية شاهدها ملايين الشعب الاسترالى الذى اثاره التفجير الارهابى الأخير لاتوبيس سياحى بالمريوطية سقط خلاله اربع قتلى وتناولته وسائل الإعلام الاسترالية وقام به معتنقى الفتاوى الإرهابية البرهامية والحسانية من السلفيين , هذه المسيرة التى أعلنت فيها سماء أستراليا تضامنها مع المصريين إشارة الى كلمة ( Copts ) والتى يعرفها الكثيرون بأقباط مصر نظراً للاضطهاد الواقع عليهم فى بلادهم ولم تختلف عن المسيرات المليونية التى قام بها الشعب المصرى طالب خلالها بسقوط النظام فى ثورة يناير وسقوط المرشد فى ثورة يونية , فهى رسالة موجهه الى الحكومة المصرية تحملها مسئولية حماية مسيحى مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية وإطلاق حرية العبادة للجميع دون قيد او شرط .
فالعدالة هى وصول الحقوق وتنفيذ القانون بالمساواة على جميع المواطنين وهذا ما طالب به الشعب المصرى فى ثوراته , وعلى الرغم من الجهود المبذولة من جانب الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى لا ينكرها أحد إلا ان الكثير من مسيحى مصر مازالوا يعانون من عدم المساواة حتى بابسط الحقوق تجاه ربهم فى حرية العبادة فخصص لهم قانون بناء وترميم الكنائس الذى أتخذه الغوغائيين زريعة للاعتداء على بعض الكنائس وأغلقتها قوات الأمن إستجابة لهم بحجة الصلاة بدون ترخيص بدلاً من القبض عليهم ومحاكماتهم , إضافة الى قانون إذراء الأديان الذى طبق على قله بسيطة جداً من المسلمين والعديد من المسيحيين أطفال , طلبة , مدرسين وغيرهم من الأخوة المسلمين المتنورين وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات كان أخرهم الحكم الذى صدر ضد احد أقباط مطاى بمحافظة المنيا . فى حين لن يحكم على اى من شيوخ الفتنة السلفيين وبعض الازاهرة الذين تعمدوا إزدراء الدين المسيحى اكثر من مرة على الرغم من إقامة دعاوى قضائية ضدهم خاصة متخصص الفتاوى التكفيرية ويعرفه الجميع ولن اذكر أسمه ، هذا السلفى الذى يخرج علينا كل عيد بفتوى عدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وكأنه محصن فوق القانون ضارباً بعرض الحائط قانون إزداء الأديان , متحدياً اللجنة العليا لمواجهة الفتنة الطائفية التى أقرها السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى .
الغريب ان هناك مشروع قانون لتنظيم الفتوى بمجلس النواب والذى بمقاضاة يعاقب كل من يصدر عنه الفتاوى الشاذة والمضللة بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر وغرامة لا تزيد عن 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين وفى حالة العودة تكون العقوبة هى الحبس عام وغرامة لا تقل عن 20 ألف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق