فتنة المحروسة دينية وليست طائفية/ أشرف حلمى

ليس من الصح ان نطلق على الصراع المزمن الدائر بين الإسلاميين معتنقى الفكر الوهابي ومسيحى مصر الذى أدى الى العديد من الاعتداءات على المسيحيين , ممتلكاتهم , اعراضهم وكنائسهم على مر العصور ومختلف الأزمنة بالفتنة الطائفية , فالمعروف ان الطائفية مصطلح مشتق من طائفة والتى تتبع جماعة او ديانة واحدة فالمسيحية تشمل العديد من الطوائف كالارثودكسية والبروتستانتية والكاثوليكية وغيرها كذلك الديانة الاسلامية فهناك المذهب السنى والشيعى فالفتن الطائفية تطلق فقط على الصراع بين الطوائف وبعضها البعض وأدت الى حروب طاحنة كالحروب الطائفية التى اجتاحت أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت واستمرت ثلاث قرون كذلك الصراعات المذهبية بين السنة والشيعة فى بعض البلدان الاسلامية .

اما الفتنة المصرية هى فتنة دينية بحتة بالمقام الاول والتى تسبب فيها انتشار الفكر الوهابى الذى نشره عبد الناصر من خلال دعم وتطوير مؤسسات تعليمية ودينية بعينها واعتنقه ملايين الشعب المصرى فى عهد السادات بعد ان تعمد أسلمة الدستور المصرى عام ٧١ بأضافته للمادة العنصرية الثانية وإعلانة الدولة الاسلامية بقوله « أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة » كى ما يوفى بوعده لأسياده ملوك وأمراء الوهابية فى جدة عام ١٩٥٦ حينما كان عضواً فعالاً بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والسكرتير العام للمجلس الإسلامي ( بأنه خلال عشر سنوات سوف يتم تحويل أقباط مصر إلى الإسلام أو إلى ماسحي أحذية وشحاتين ) وصنع من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة منبراً مسموماً لشيوخ الوهابية لنشر الفتن الدينية وعمل فى نفس الوقت على دعم الجماعات الاسلامية التى بدأت فى أشعال الفتن وإعلانها الحرب الدينية على مسيحى مصر  تحت رعاية مؤسسات الدولة فكانت شرارة البداية احداث الخانكة عام ٧٢ وتبعتها العديد من احداث منها أسيوط وصولاً الى الزاوية الحمراء فى يونية عام ٨١ والتى أعقبها اغتيال السادات فى أكتوبر من نفس العام على يد الجماعات الاسلامية التى صنعها بيده , ولم يعى الدرس سلفة السيد حسنى مبارك من التعاون مع جماعات الاسلام السياسى بل صار على نفس النهج لتنفيذ المخطط الوهابى القذر مع ظهور السلفيين الذين سيطر شيوخهم على كثير من المساجد فى أنحاء البلاد لبث المزيد من روح التعصب والكراهية تجاه مسيحى مصر وعلى رأسهم  الشيخ محمد حسان، الشيخ حجازي محمد يوسف الشهير بـ (أبي اسحق الحويني)، الشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ مصطفى العدوي وياسر برهامى الذين تربطهم صلات جيدة بالدعوة السلفية وجمعية أنصار السنة ما أدى الى أستمرار الفتن والحروب الدينية التى لا تحصى ولا تعد ومنها غزوات منفلوط وأبو المطامير عام ٩١ مروراً بالكشح الاولى الثانية عام ٢٠٠٠ وصولاً لأحداث نجع حمادى وموقعة القديسين بالإسكندرية عام ٢٠١٠ تخللها عمليات ارهابية فى عدد من المدن والمحافظات  المصرية سقط فيها مئات الشهداء والآلاف من الجرحى اضافة الى مئات العائلات المهجرة كذلك عمليات خطف القاصرات وأسلمتهم جبرياً تحت إشراف ومباركة أجهزة الدولة .

ولم تسلم مصر المحروسة من الحروب والفتن الدينية حتى بعد ثورة يناير التى أتت بجماعة الاخوان المسلمين الإرهابية وتأسيس حزبهم الحرية والعدالة اضافة الى شركائهم السلفيين الذين اسسوا بدورهم حزب النور السلفى واستحوزا على البرلمان والحكومة والرئاسة المصرية من خلال غزوات الصناديق الشهيرة وصنعت من مرسى رئيساً الذى قامت فى عهد اكبر غزوة سلفية اخوانية ولأول مرة فى التاريخ على الكاتدرائية الكبرى بالعباسية , وحتى بعد ثورة يونية التى أطاحت بالاخوان الارهاريبة وحرقت على اثرها عشرات الكنائس وحافظت على شركائهم وحزبهم الذى خاض شارك فى ترقيع دستور الاخوان لتأكيد أسلمته والانتخابات البرلمانية رغم أنف الدستور  المصرى ,  وحتى وقتنا هذا لن تتوقف الاحداث الدينية الإرهابية من جانب المتطرفين خاصة بمحافظة المنيا تحت مسمع ومرئي مسئولى الحكومة المصرية ممثلة فى كل من محافظ ومدير امن المنيا الذين قاموا بإغلاق عدد من الكنائس والمنشات الكنيسة إستجابة لمطالب الارهابيين بدلاً من القبض عليهم بموجب قانون التظاهر  وسط إنكار هذه الاحداث بواسطة مجلس الوزاراء المصرى وأدى الى غضب وإستنكار مسيحى مصر .

وأعتقد ان ما تشهده مصر بعد نياحة البابا شنودة الثالث هو محاولات مستميتة من جهات ممولة وهابياً عبر عملائها الذين أخترقوا مؤسسات الدولة فى عصر الاخوان والتى تعمل على قدم وساق على أثارة الفتنة الطائفية القبطية بين أبناء الطائفة الواحدة وانتقسام شعب الكنيسة كما وصل اليه الاقباط الان بعد إغتيال الانبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير ابو مقار , كذلك صناعة الفتنة بين الطوائف وبعضها والتى ظهرت على السطح  خاصة بعد الاحداث الاخيرة التى تسبب فيها ارهابى قرية الزعفرانة وأدت الى إغلاق الكنيسة بمعرفة قوات الأمن وتوظيف بعض الاعلاميين المتسلقين الباحثين عن الشهرة على حساب الاقباط الذين يعملون بقوة بعمل فتنة قبطية قبطية من جانب وقبطية بروتستانتيه كاثوليكية من جانب اخر بهدف تشتيت الراى العام العالمى والداخلي وتوجيهه نحو الفتن الطائفية المسيحية وإغفلاها عن الفنتة الدينية الرئيسية الكبرى التى قد تشتعل فى اى لحظة تحصد ارواح برئية وتلصق الى مثيرى الفتن الطائفية ( المسيحية ) وأفساح الطريق امام خاطفى القبطيات كما هو مخطط من جانب الجهات الشيطانية وأسلمتهم برعاية القيادات الدينية والسياسية وسط صمت يهوذات الكنيسة وهذا يؤكد ما جاء على لسان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال كلمته بمناسبة افتتاح الكاتدرائية بان الفتن لن تنتهى ولكن ربنا سيحفظ مصر  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق