ويُسعِفُني... أَنا صَبري جَميلُ
.
رَكِبتُ الصّعبَ حُرًّا لا أُبالي
فلا يَخشى مُجابَهَةً أَصيلُ
.
عَذيري أنّني عِشتُ اصطِباري
ولا ما هَزّني وَغدٌ دَخيلُ
.
شُموخًا كَم سَعَيتُ إلى مَصيري
فُراتي مَورِدي مَجدي أَثيلُ
.
أَبى طَبعي انحِناءً أو رُضوخًا
ولا ما راعَني ظُلمٌ وَبيلُ
.
أَبَيتُ بِأَن أعودَ اليَومَ غِرًا
أَميلُ كَكلِّ إمَّعَةٍ يَميلُ
.
أَنا المُمتَدُّ مِن عَبَقِ الصّحارى
وَرِثتُ بها الشُّموخَ كما النّخيلُ
.
وكَم عِشنا المُحَرَّمَ في رَبيعٍ
سليلًا أرضَعَ الحُبَّ السَّليلُ
.
فَلا ما فَرَّقَ الإيمانُ شَعبي
ولكن غَرَّبَ الدّربَ الغَلولُ
.
فكَم دانَت لوحدَتِنا شُعوبٌ
بِنَهضَتِنا جَبابِرَةً نُقيلُ
.
وكانَ الصّوتُ يا اللهُ مِنّا
وصرخَةُ يا عظيمُ بها نَصولُ
.
ورايَةُ عِزِّنا في اللهِ تَعلو
تُوَحِّدُنا.. بها الجُلّى نَطولُ
.
ويحضُنُ أحمَدٌ عيسى وزَينًا
فذا حِبٌّ.. وذا نِعمَ الخَليلُ
.
سَلوا الأرضَ التي فيها نَشَأتُم
بها بَرَدى يُنبِّئكُم وَنيلُ
.
رَضِعنا من تُرابِ الشَّرقِ حُبًّا
يُوَحِّدُنا.. أَلا خَسِئَ العَميلُ
.
وَمن يُعطي الدّنِيَّةَ أو يُحابي
عدُوًّا.. ناكِرًا عَقلًا يَقولُ:
.
تَنَبَّه يا جَهولُ طلَبتَ ذُلًا
مِنَ الظُّلّامِ لا تُرجى حُلولُ
.
عَلِمتُ الشَّرَّ والبَلوى جُنودًا
تُفاني بَعضَها.. فالشَّرُّ غولُ
.
فَقَد يَعلو لأَهل الظُّلمِ رُكنٌ
ليَفنى الشَّرُّ والباغي يَزولُ
.
لتسلَمَ غرسَةُ التَّقوى وتسمو
ثِمارُ الخيرِ باسمِ الله تنمو
بروحِ الوُدِّ يَجنيها العُدولُ
::: صالح أحمد (كناعنة):::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق