تتزايد وتتصاعد موجة التحريض العنصري الرسمي المؤسساتي ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في أرضها ووطنها ، عشية الانتخابات البرلمانية ، والتي وصلت ذروتها في تصريحات رئيس الوزراء الليكودي بنيامين نتنياهو " أن للعرب اثنتين وعشرين دولة قومية ولليهود دولة واحدة " ، ووصل به الحد أيضًا التهجم في جلسة الحكومة على عارضة الأزياء ومقدمة البرامج روتم سيلع ، لأنها تجرأت على القول بان الدولة هي " دولة جميع مواطنيها " .
وتأتي هذه الموجة العنصرية الفاشية الجديدة ضد العرب في اطار الحملة الانتخابية ، وخاصة بين الأحزاب الكبيرة ، مثل " الليكود " و " أزرق أبيض " ، بهدف اقتناص أصوات اليمين العنصري في اسرائيل .
والواقع أن التحريض على العرب لا يقتصر على تصريحات الحكام والساسة ، وإنما يشمل سن وتشريع القوانين العنصرية الابرتهايدية المجحفة ، التي تقوض شرعية المواطن العربي الفلسطيني في البلاد ، وتلغي وجوده كمواطن متساوٍ في الحقوق ، كون أن اسرائيل تعتبر نفسها دولة ديمقراطية . ومن هذه القوانين: قانون القومية ، وقانون لجان القبول ، وقانون كمينتس ، والقانون الذي يجيز مصادرة الارض الفلسطينية ، وسواها الكثير .
إن نتنياهو يريد أن يحوّل اسرائيل من دولة علمانية لكل مواطنيها إلى دولة دينية ويمينية متطرفة فقط لليهود ، وحرمان المواطنين العرب من حقوقهم المشروعة العادلة .
التحريض العنصري ضد شعبنا صار نهجاً وسياسة وممارسة من قبل الأوساط الاسرائيلية ، وسياسة الاجحاف والقهر والتمييز العنصرية الاضطهادية تتعمق أكثر ، فعلاوة على القوانين العنصرية الجائرة ، هناك معاملة همجية للمسافرين العرب في المطارات ونقاط الحدود ، وهدم متواصل للبيوت العربية بحجة عدم الترخيص ، ومصادرة للأراضي العربية الفلسطينية لتوسيع الشوارع والطرق في البلاد ، ولإقامة بلدات يهودية جديدة ، ناهيك عن "الغيتوات "ومحاصرة القرى والبلدات العربية كمشروعي " حريش " و " الطنطور " وغير ذلك .
المطلوب ازاء تفاقم مظاهر العنصرية والفاشية والتحريض الرسمي ضد العرب الفلسطينيين الصامدين والباقين في وطنهم ، الذي لا وطن لهم سواه ، المزيد من اليقظة الواعية ، والوحدة الكفاحية الوطيدة ، وتشديد النضال والكفاح الشعبي الديمقراطي السلمي ، والتعاون العربي – اليهودي ، لأجل وقف التمييز وتحقيق المساواة التامة بالحقوق ، والجنوح نحو السلم العادل ، فنحن خلقنا أحرارًا ومتساوين ، ولن نرضى أو نقبل أن نكون مواطنين درجة ثانية او ثالثة .
وكما قال شاعرنا الراحل راشد حسين :
سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر
أن الشعوب إذا هبت ستنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق