هل أدار الحراك الشعبي ظهره للأحزاب؟/ مدين غالم

كشف الحراك الشعبي في الجزائر ، هزالة النخب السياسية، في الوطن العربي  ،وبخاصة الأحزاب السياسية ،إذ أظهرت في العديد من الدول العربية  ، التي شهدت نزول الشعب إلى الشوارع للتعبير عن مطالبها الاجتماعية والسياسية ، الغياب الكلي للأحزاب كهيكل و الأدهى من ذلك إن بعض قادة  الأحزاب  على قلتهم نزلوا  الى الشارع قصد تسجيل الحضور ،كأفراد إلا أن ذلك جبه بالرفض و التصفير و الإستهجان ،وهذا مؤشر على غياب هذه الأحزاب  ،وأنها منفصلة  عن الشعب ،الذي اصبح لا يعول على أن النضال داخل الأحزاب  أصبح شبه منعدم الفعالية  ،ولا يقتدى به على تحقيق تطلعاته  في إحداث  التغيير الذي ينشده  ، والنقلة  النوعية في الحياة السياسية ،شبه اقتناع المواطن ان الاحزاب   السياسية لم تعد الوعاء الذي  يستوعب رغباته في إحداث  الانتقال السياسي السلس داخل المجتمع بعيدا عن  الفعل الثوري لفرض هذا التغيير الذي ينشده المواطن في جميع مكونات الحياة السياسية ، لقد تراءت لنا هذه الصورة من خلال الانتفاضات التي شهدتها العديد من الدول العربية ، والتي تسمى  بالربيع العربي  والتي انحرفت في بعض الدول عن مسارها السلمي و تحولها الى حرب  قضت على اليابس والأخضر ، لم  يكن هناك تأطير حزب لهذا الحراك في الشارع ، ما انحرفت عن جادة الطريق للتحول من نعمة الى نقمة ،الحالة السورية كمثال على ذلك،.غياب الدور الفاعل للنخب الواعية التي تؤثر في الشأن العام .
يمكن أن نسقط  هذا على عموم الوطن العربي ،الذي أصبح يعاني من شح في بلورة  أقطاب حزبية  تكون لسان حال  هذا المواطن الذي أصبح. يأخذ زمام المبادرة  بنفسه بدون تأطير حزبي. مسجلا حضور مشرف له بدون غطاء حزبي  
الحراك الشعبي  في الجزائر  اعطى  درسا سوف يحتذى به في المجال السياسي التوعوي  من خلال   استقراء  محصلة هذا الحراك ،كان عفوي بدون توجه حزبي  أو  ايديولوجي العفوية كانت هي معول الحراك الشعبي الجزائري ،.
لم نلاحظ  أحزابا  على مدار الوطن العربي استطاعت تعبئة الشارع للمطالبة بالتغيير ،و إحداث نقلة  في الحياة الاجتماعية والسياسية  للشعب من خلال التأطير الجماهيري
قد يقول قائل أن الأحزاب  السياسية في الوطن العربي مقيدة بالأغلال من  خلال التضييق عليها من قبل السلطات الحاكمة
اذا الحزب السياسي لا يستطيع فك الأغلال عن  نشاطه في المجتمع كيف له  أن يرفع  انشغالات الشعب الى هذه السلطة إذا كان الحزب بحد ذاته  فاقد السند الشعبي له،لقد كشف الحراك الشعبي في الجزائر هشاشة  هذه الأحزاب ،وشبه قطيعة  بين الطرفين  وادارة   الظهر ،من قبل الشعب لهذه الأحزاب التي لم تستوعب  طموحات الشعب في التغيير الى الاحسن ،وهي العملية  المرجوة من  صميم العمل الحزبي  والنضالي ،غياب التأطير الحزبي للحراك يوحي بغياب كلي للأحزاب و الطبقة السياسية وبدت سوءة الأحزاب ،من خلال النكتة السياسية المرافقة للحراك ،و النكتة السياسية من قبل المواطن دليل على أن الوعي السياسي للمواطن أصبح. أعلى من دور النخبة السياسية المنضوية داخل الأحزاب ،ولقد شهدنا هذا في اللافتات المرفوعة  وسط الجماهير وهي تجوب الشوارع غير أبهة  بوجود أحزاب ،لم تستطيع أداء دورها النابع من صميم العمل الحزبي والنضالي، لان بعض الأحزاب اصبح تسبح بحمد الانظمة   عوض معارضة الأنظمة و هي تسبح  
في فلك والشعب في فلك آخر والغبن الاجتماعي يعانق السماء ،و الفاقة  فاقت في كل شئ .
مدين غالم 
فيينا 

هناك تعليق واحد: