تصريحات الرئيس الامريكي ترامب بشأن السيادة على مرتفعات الجولان السورية ، يأتي في اطار السياسة الامريكية الداعمة لإسرائيل كحليف استراتيجي لا غنى عنه في منطقة الشرق الأوسط ، ودليل قاطع وواضح على الانحياز التام لها في كل سياساتها ومخططاتها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية ، ومحاصرة القضايا العربية . وهذه التصريحات هي بمثابة هدية سياسية لنتنياهو لشد ازره وتقديم الدعم السياسي له في حملته الانتخابية ، لتحقيق فوز جديد لحزبه في الانتخابات البرلمانية الوشيكة .
وبالرغم من ان هذه التصريحات ليست مفاجئة ، لكنها تمثل تحولًا خطيرًا وكبيرًا في سياسة امريكا في الشرق الاوسط ، والهدف من ورائها تعزيز وتعميق ارتباطها بحكومة ودولة الاحتلال ، وتجزئة الوطن العربي ، ونشر الفوضى والخراب والدمار في المنطقة ، فضلًا عن تفكيك المواقف العربية ، وخنق سورية بعد فشل لي ذراعها وتركيعها خلال حربها الطويلة ضد المجاميع والقوى الارهابية الداعشية ، التي تتلقى الدعم العسكري واللوجستي من أمريكا ، وتمدها بالأسلحة والمال والعتاد .
لا شك أننا أمام تحدي كبير يتطلب اتخاذ مواقف أكثر صلابة وقوة ، وتغيير في الاستراتيجيات العربية ضد امريكا ومخططها الجهنمي الجديد ضد الدولة السورية والقضية الفلسطينية ، المتمثل في مشروع " صفقة القرن " ، وتعزيز محور المقاومة القادر وحده على افشال السياسة الامريكية والمخطط الصهيوني الرامي
إلى تكريس الاحتلال في المناطق الفلسطينية وفي الجولان .
إن تصريحات الرئيس الامريكي لن تغير من الواقع شيئًا ، شاءت أم أبت ، فالجولان كان وسيبقى أرضًا سورية عربية ، والأهل في الجولان متمسكون حتى النخاع بوطنهم الأم ، وبهويتهم السورية ، وهم أكثر تصميمًا واصرارًا على تحريره واعادته لسورية بكل الوسائل النضالية المتاحة ، ولن تنجح امريكا في خطتها الجديدة من فرض السيادة الاسرائيلية على الجولان ، مهما اتخذت من قرارات معادية لسورية ولفلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق