ماءٌ في المطر/ د. عدنان الظاهر


( مطرٌ في جُزُر الكناري )
مطرٌ يسّاقطُ مِلحاً أجّاجا
مُرُّ لسانِ دخولِ اللولبِ في الغيهبِ بابا
مطرٌ في الصيفِ خفيفُ الظلِّ إهابا
يهبطُ في خَدَرِ الشذرِ البحريِّ يماما
طوّقتُ رِدائي معصوباً رأسا
معطوبَ الرؤيةِ في عينِ الرؤيا
أسحبُ آلائي للرُجعى زحفا
أشهقُ إذْ يتكسّرُ عظمٌ في صدري ضِلعا
تظلمٌّ الدُنيا فرْطَ الكوكبِ إشعاعا
يا مولى سجنِ الطقسِ المتمرّدِ بَحْرا
فَكِكْ قيدَ السدِّ الواقي دمعا
عَذْبٌ ماءُ المُقلةِ إنْ فاضَ وأرغى
يسقيها ملحاً ممجوجاً مجّا
إشربْ نَخبَ الهَوَسِ المتمترّسِ أشداقا
غثاً يسري لا يدري
يصحو لو ثارَ وخارَ الثورُ الدوّارُ
أو فرَّ يُعاني إرهاقا
أو ضربتْ جِذعَ نخيلكَ زِلزِلةٌ إحراقا
عاثَ السوسُ فساداً فيها
جفَّ النبعُ المتهدّرُ خفّاقا
الرملُ سواقي جنّاتِ الثَمَرِ المتدلّي أعذاقا
يتساقظُ أوراقا
هذا الباقي شئتَ فأهلا !
عودي .... 
عُدتِ شفيفَ شُعاعِ البلّورِ المُنبتِّ
يتعكّرُ في رؤيةِ مِرآةِ المِشكاةِ
كَثّرتِ سقوطَ سلالمِ مَرقاةِ الأنواءِ
تعصفُ بي دمعاً من رملِ
يتواترُ قصفاً أضعافا
يعتوتمُ في نصِّ قراءةِ فنجانِ البختِ
يتقطّرُ أمواهاً في عيني سُودا
يا بختَ النائحِ في صمتِ
رحلوا طوعاً أسرابا
كانوا صمامَ أمانِ الذبحةِ في الصدرِ
كانوا أهلي قبلي كانوا
وجّهتُ الصاري وحبالَ سفينِ قلوعي
لأكسّرَ أوتادَ الدفّاتِ
مشلولَ الساعدِ مبحوحَ الصوتِ
يا بختَ النائمِ تحتَ التخديرِ 
يتلّونُ حِرباءَ
أخطرَ ما في الدنيا أهواءَ
كوّرْ ألواحَ سفينكَ أبصارُكَ شتّى
 تتراجعُ ساعاً ساعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق