لماذا يا غسّان؟
إحدى الصديقات كتبتْ
فور علمِها بنبأ مغادرة حياة لحياة
فور نبأ السفر الأخير لفنّان
عشق الموسيقى واحترفها
على عوده يحمله معه
ولا يغادره أينما كان
عساه بالموسيقى تكون، بأنامله
هذه الحياة أرقّ أو أشفّ أو أرأف
فنّان عشق الكلمة أيضاً قلِقاً
كيف لهذا العالم أن يكون عالماً آخر
حيث لا انكسار، حيث أمل أكثر وأمان أكثر
حقّاً لماذا يا غسّان؟
لماذا يا غسّان هجرة الطائر المبكِّر
إلى حيث لا عودة؟
كثيراً من لبنان إلى مصر إلى أستراليا
في الوجه الآخر من الأرض
مثالاً لا حصراً
وكنتَ ترجع إلى لبنان دائماً
إلاّ هذه المرّة حقّاً
رجعتَ إلى لبنان إنّما انطلاقاً
إلى الرحيل الأبعد
إلى المابعد الذي لا عودة منه
المابعد البهي بسكينته
هل استسلمت يا غسّان؟
بالكلمة والوتر كنت تريد أن تصلح
بالكلمة التي كانت بالبدء، وبالوتر الذي كان بالبدء
كلُّ معطاءٍ أو خلاّقٍ هو مصلح
أحييتَ مناسبات، وكان فيها من يصغي
هل استسلمتَ؟
كنت بأسلوبك تكره الظلم
هويّتك عربي وهواك فلسطين
هويّتك أسترالي وهواك لبنان، وهواك فلسطين
التي على إسمها تلتئم الطيور المغرِّدة
كنتَ بأسلوبك تسعى من أجل الأحسن
تريد ضوءاً أكثر، مساحةً أوسع لجميع الناس
كنتَ بأسلوبك تريد أن تكون وردة
كنت بأسلوبك تريد أن تقدّم وردة
أجل يا غسّان، يا صديق المنافي أيضاً
أجل يا صديق القلق أيضاً
أجل لا هزيمة، إنّما تجربة بالأمل، بالكلمة والوتر
فقط هذه مسافتها... بالقدر الأقلّ حظّاً
وداعاً يا صديق الأمل الذي لا ينقطع
وداعاً مع صدى الروح إليك يا غسّان
وداعاً أيضاً مع كلّ شمس وكلّ مغيب.
ـ غسّان هو صديقي غسّان علم الدين، الفنّان والشاعر الخالد.
Shawki1@optusnet.com.au
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق