فى ظل هذا العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة تكمن اهمية المصالحة الفلسطينية وأهمية الدور المصري في ايجاد حلول لما يجري من قصف اسرائيلي وعدوان همجي على شعبنا الفلسطيني وضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية للتصدي للعدوان الاسرائيلي والسعي الي تعزيز صمود شعبنا في مواجهة سياسات الاحتلال وجرائمه التي يرتكبها بدم بارد بحق اهلنا في قطاع غزة والعمل من اجل التهدئة وضمان عودة السلطة والقيادة الشرعية للعمل في قطاع غزة وان تتحمل الحكومة الفلسطينية مسؤوليتها الكاملة تجاه شعبنا .
ان ما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية يوميا من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الأخلاقية والإنسانية، وللمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات، واستهداف الطواقم الإعلامية، والمؤسسات الثقافية وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والطرق، والمياه والصرف الصحي والأراضي الزراعية، ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها، وإبادة عائلات كاملة، وتهجير أحياء كاملة، وتدمير لمراكز الإيواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
تؤكد مجريات الاحداث الان وبدون ادنى شك بأنه لا بديل عن الدور المصري فى انجاز المصالحة الفلسطينية ، ولا بديل عن استمرار الجهد الفلسطيني المصري من أجل حماية شعبنا في قطاع غزة ومصر ليست طرفا بل شريك فلسطيني .
نأمل ونتطلع إن تنجح الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوقف هذا العدوان البربري والتدميري، وان تلعب القيادة الفلسطينية لإيجاد صيغة وطنية للعودة الى ملف المصالحة فورا وان تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني وان تنجح الجهود المبذولة من اجل ايجاد تفاهمات شاملة للهدنة والتهدئة الشاملة في قطاع غزة والضفة الغربية لوقف هذا العدوان وانسحاب قوات إسرائيل بالكامل من غزة، وإنهاء الحصار وفتح المعابر ورفع الطوق عن الصيادين واتساع نطاقه ورفع الطوق عن مزارعي الحدود، والتحضير لإعادة الأعمار من خلال تقييم قطاعي تشارك فيه المؤسسات الحكومية المعنية وإطلاق سراح الأسرى دفعة شاليط والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ما قبل أوسلو، وتشمل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار وفتح المعابر ووقف الممارسات الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية .
ان الصمت على جرائم الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاتها للقانون الدولي، يشجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وإن المجتمع الدولي مدعو الان إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بالانصياع الى القانون الدولي ووقف العدوان بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة .
في ظل هذا الدمار بات أهلنا في القطاع في أمس الحاجة إلى مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات وبشكل عاجل وسريع حتى يلمس أبناء شعبنا في غزة عملا إيجابيا على الواقع الأليم الذي يعيشونه من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثة للمواطنين والأسر المنكوبة وأننا نتوجه بالمناشدة العاجلة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة إرسال متطلبات واحتياجات أهلنا في قطاع غزة وتوفير كل المستلزمات والخدمات الطبية بما يسهم في التخفيف من معاناتهم والعمل على تماسك النسيج الاجتماعي وتعزيز الصمود وأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها التي تجسدت في مواجهة العدوان الإسرائيلي الهمجي في الميدان .
ان إنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، والتزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما عليهم من واجبات ومسؤوليات تجاه حماية الشعب الفلسطيني، هو مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة، فالمحاولات التي تستهدف وحدة شعبنا ستزداد في المرحلة المقبلة، بعدما فشل الاحتلال الإسرائيلي والمحاور الإقليمية بتفتيت ومصادرة قرارنا الوطني .
في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر على الأرض الفلسطينية أصبح مفروضا على المجتمع الدولي الكف عن صمته، والبدء بالضغط الجاد على إسرائيل لإلزامها بالامتثال لقواعد القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وبالإقرار بالحقوق الفلسطينية .
إن تحقيق السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .
ان المطلوب الان هو توفير الحماية للشعب الفلسطيني، حيث يتعرض قطاع غزة لمختلف أنواع العدوان بالقصف بالطائرات العسكرية، فيما تتعرض الضفة الغربية بما فيها القدس، لتوغل استيطاني واعتداءات على المواطنين من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين .
اننا نترحم على نسائنا وشيوخنا وأطفالنا الشهداء ، ومعا لتلتئم هذه الجراح وأن الرد على كل ذلك يكون بمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على إفشال هذه المخططات ومحاولات الاحتلال المستمرة لتدمير شعبنا وهي وحدها من يقودنا إلى النصر وإنجاز أهدافنا الوطنية المتكاملة ونبني معا وطنا موحدا وننطلق موحدين من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق