النكبة والموروث الحضاري للشعب الفلسطيني/ سري القدوة

فلسطين الارض والوطن والهوية والعنوان يتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل هذه هي فلسطين حكاية شعب وقصة كفاح وطني طويل، ومسيرة عمدت بدماء الشهداء، يتوارثها الاجيال بمضمونها الحضاري والتاريخي والكفاحي، لقد مر على هذا الموروث الحضاري واحد وسبعين عاما هي ذكرى النكبة الفلسطينية التي يقف اليوم ابناء الشعب الفلسطيني لإعادة احياء هذا الموروث الحضاري وما تعرض له الاجداد من تطهير وتشريد من أرضيهم، كما أن هذا الجيل الغاضب المتمرس حول حقه الغير قابل للتصرف يزداد اصرارا على التمسك أكثر بقضيته وهويته، وحقه الرئيسي والأساسي المتمثل في حق العودة.
شعب فلسطين الذي يعاني من اطول فترة احتلال ومن حقه العمل على نيل حريته، تمكن من اثبات ذاته من خلال مقوماته النضالية حيث عملت منظمة التحرير الفلسطينية علي تحديد اولويات العمل وفي مقدمة هذه الاولويات كان العمل الدبلوماسي والكفاحي وصولا لما نحن عليه اليوم من اعترافات دولية بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وحقه فى اقامة دولته وحمايتها والعيش بحرية، وان تلك الموقف والانجازات الوطنية الهامة التى تحققت خلال مراحل الكفاح الوطني لا بد من حمايتها والحفاظ عليها مما يتطلب مضاعفة الجهود والعمل على بذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية من خلال تفعيل دور الكفاءات الاعلامية والدبلوماسية والحقوقية ليكونوا على قدر المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب امكانيات عقلية وذهنية وإعلامية وسياسية عالية وإدراك المفهوم الوطني الفلسطيني لتشكيل اكبر فريق دولي للدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه وفضح جرائم الاحتلال على المستوى الدولي ومواجهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي التي تحاك ضد نضال شعبنا التحرري والكفاحي على مدار سنوات طويلة من الصراع العربي الاسرائيلي.
الاحتلال الاسرائيلي هو محور الصراع العربي الإسرائيلي ولا سلام مع الاحتلال ولا سلام في ظل استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، السلام الحقيقي يبدأ عند إعلان الجيش الإسرائيلي انسحابه من المدن الفلسطينية وإعلانه عن تفكيك المستوطنات والعمل على التزام حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوقف انتهاكاتها والإعلان عن حل ادارة المناطق الفلسطينية وفك الارتباط بمؤسسات الاحتلال والإدارة المدنية الاسرائيلية العاملة بالمناطق الفلسطينية ووقف أنشطتها وإخضاع الاراضي الفلسطينية للرقابة والحماية دولية تمهيداً لبناء المؤسسات الاقتصادية الفلسطينية والعمل على اصدار بطاقة التعريف الهوية الفلسطينية وجواز السفر الفلسطيني وإصدار العملة الفلسطينية واعتماد تداولها فى دولة فلسطين وضرورة اتخاذ موقف حاسم ببدء تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، والشروع بخطوات ملموسة وفعلية لإنهاء الاتفاقات مع دولة الاحتلال، ووقف العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية، وتعزيز صمود ابناء شعبنا فوق ارضهم وإنهاء الانقسام الداخلي، والتوحد في جبهة موحدة للمقاومة الشعبية، والعمل على الشروع فى الحوار الوطني الشامل على قاعدة تعزيز الصمود الوطني، وتحصين الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات رفضا لمواقف ادارة الرئيس ترامب وحكومة الاحتلال الاسرائيلي.
إننا نتطلع إلى ضرورة الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها لتكن قوية موحده في معركة الدولة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن والمؤامرات التى يديرها الاحتلال والإدارة الامريكية بحق الشعب الفلسطيني وإن منظمة التحرير الفلسطينية وقاعدتها الجماهيرية الفلسطينية لقادرين على المضي قدماً تجاه تحقيق الحلم الفلسطيني ومشروع الدولة الفلسطينية التي هي صمام أمان الحرية والاستقلال والسيادة ولنوجه آلية البناء نحو دعم مؤسسات الدولة وضرورة بناء وتطوير المؤسسات الفلسطينية ومؤسسات المنظمة التى هي العمود الفقري للدولة الفلسطينية والحفاظ على صورتها الكفاحية والوطنية وعمقها العربي والدولي وحمايتها من مؤامرات الاحتلال الاسرائيلي الذي يعتمد على اتباع سياسة تشويه صورة النضال الوطني الفلسطيني ويعمل على ذلك من خلال وسائل الاعلام الإسرائيلية التي تختلق الأكاذيب وتفتعل المشاكل وتصور الشعب الفلسطيني بأنه شعب إرهابي.
ان جماهير الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة تؤكد مجددا ومن امام ضريح الشهيد الرئيس ياسر عرفات في رام الله وليعلو الصوت الفلسطيني من جميع انحاء العالم ان حقنا فى فلسطين هو حق ثابت وان الموروث الحضاري في فلسطين تتناقله الاجيال جيلا وراء جيل ولن تسقط راية النضال الوطني وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق